شخصيّات

نبذة عن حياة الشاعر “خالد الفرج”

1998 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء التاسع

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الشاعر خالد الفرج شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

في مدينة الكويت على ضفاف الخليج العربي ولد سنة 1316هـ (1898م) الشاعر خالد بن محمد بن فرج بن عبد الله بن فرج الصـراف.

والفرج من قبيلة "الدواسر" ومن فروعها "المساعدة"، والـدواسر قبيلة عربية من قبائل "همدان". وأول من أطلق عليه لقب "شاعر الخليج" هو الأستاذ محمد علي الطاهر صاحب جريدة "الشورى"، ولم يكن في الخليج من يضاهيه من الشعراء.

نشأ الشاعر في بيت موفور النعمة، وتهيأت له أسباب الدرس والتحصيل التي حرم منها أقرانه، فتلقى دروسه الأولى في الكتاب.

 

وفي سنة 1323ه (1905م) غادر خالد الكويت إلى مدينة "بومباي" حيث يقيم والده، شأن سائر الكويتيين الذين يذهبون إلى الهند للتجارة، وهناك وفر له والده من الكتب والمدرسين الخصوصيين الأكفاء من قاموا على تعليمه.

وفي سنة 1326هـ (1908م) عاد خالد إلى الكويت، وتعلم في مدارسها، وأهمها المدرسة المباركية، وأخذ يتخطى كل صفين في سنة واحدة. ولم يكن في المدرسة غير ستة فصول.

وقد دعت الحاجة إلى ترشيح بعض الطلبة ليقوموا بمهمة التدريس، فكان خالد الفرج هو أول من درس التلاميذ في المدرسة.

وفي سنة 1333هـ (1914م) رجع إلى الهند، وأقام فيها عاما واحدا، ثم عاد ليقيم في مدينة "القطيف" بضعة أشهر، وذلك في عام 1334 هـ (1915م).

 

وفي عام 1335ه (1916م) رجع إلى الكويت، ومنها سافر إلى "البحرين" وأقام أشهرا وعاد إلى الكويت سنة 1336هـ (1917م).

ثم سافر إلى الهند وأقام فيها، وانكب في هذه الأثناء على متابعة الدراسة بنفسه والتنقيب في بطون الكتب وأمهات المراجع في الثقافة العربية، وطاب له المقام هناك فاستقر، وتعلم اللغة الإنجليزية واللغة السنسكريتية فتعرف على آداب الهنود وطبائعهم، وأسس مطبعة سماها "المطبعة العمومية".

ومما يذكر من مطبوعاتها كتاب "البحور الزاخرة في علوم الآخرة – الجزء الأول" تأليف الشيخ محمد بن أحمد السفاريني الحنبلي (1114 – 1188هـ)، بتحقيق خالد الفرج، وقد طبع في عام 1341ه (1923م).

 

كذلك قام بطبع ديوان عبد الله الفرج (المتوفى عام 1901م) الخاص بشعره العامي. وفي هذه الأثناء عاد والده "محمد الفرج" إلى الكويت، وقد توفي فيها سنة (1340هـ – 1922م).

وقد سكن خالد الفرج في "خان" في بومباي. وكان يسكن بجواره شاب مصـري من أسرة مصـرية ثرية أرسله والده إلى الهند ليتم تعليمه الجامعي فيها.

ونشأت بين الرجلين الشابين علاقة وثيقة، وصداقة حميمة. فلربما تأخر عن صاحبه المصـري ما يرسله إليه ذوه من نقود، فكان خالد يسعفه. وكان هذا الشاب المصـري يزود خالدا بالصحف المصـرية، وكان يقرؤها خالد بشغف شديد، ويطالع أخبارها مطالعة متزود.

ومن بين هذه الصحف صحيفة "الأخبار" للرافعي، التي كان خالد يراسلها وهو في البحرين، ويبعث إليها بأخبار الإنجليز في الخليج العربي.

 

وفي آخر سنة 1341هـ (1923م) عاد خالد الفرج إلى القطيف، ثم رحل إلى البحرين في نفس العام، فأعجبته البحرين بأدبائها. ومما آنسه ووجود الدواسر، وهم أبناء قبيلته في مساكنهم في مدينة (البديع)، وهي مدينة "تقع على بعد ساعتين من المنامة، وأحلوه ضيفا عليهم، وتزوج منهم.

وفي سنة 1344ه (1925م) تولى خالد في البحرين سكرتارية المعارف، كما تولى في العام الذي يليه سكرتارية بلدية المنامة، ونفاه الإنجليز من البحرين عام 1346ه (1927م) لأسباب سياسية، حينما عزل الشيخ عيسى بن علي آل خليفة المشهور بعدله ونزاهته.

وقد كانت حياة خالد الأدبية في البحرين غنية، لتوفر الحرية لـه وانبساط باله هناك. فشارك في مجال النهضة الفكرية بها.

 

وكان وهو في الهند على اتصال ببعض الصحف العربية في مصـر وغيرها. وقد استطاع أن يقنع المرحوم أمين الرافعي صاحب جريدة "الأخبار" المصرية بفتح صدر جريدته لنشر بعض أعماله.

ولما توفي أمين الرافعي في 7 رجب سنة 1246 هـ (1927 م)، رثاه الشاعر بقصيدة تدل على الأسى العميق وجلل المصاب في وفاته، وأثره على الشرق العربي والخليج العربي بصفة خاصة.

لقد أنس الشاعر بالبحرين كما أنست به، فأشاد بأمجادها التي هي أمجاده وأمجاد آبائه العرب الأولين. ولم ينسى أن يسجل كرم ضيافتها وجميل احتفائها به فقال:

يا درة وسط الخليج تلألأت

                             زهت عليه بنورها الوقاد

الدر من حصبائها والتبر من

                            أموالها والمجد في الأولاد

تلقى النزيل بمثل شهد نخيلها

                           وتضمه بالصدر والأعضاد

 

وفي عام 1926 م عاد إلى الكويت واحتفى به أدباؤها، التقى به الأديب الكويتي والكاتب البحاثة المرحوم السيد هاشم الرفاعي، فعرض عليه أن يرحل معه إلى السعودية ليعاونه في إدارة مالية القطيف، فمانع أولا، ولكنه لما علم أن الإنجليز قرروا منعه من دخول البحرين سافر إلى الدمام حيث قبيلته وأبناء عشيرته.

وما إن حل الدمام حتى تلقفه رجال ابن السود وأخذوه إليه، فرحب به الملك عبد العزيز أطيب ترحيب وأكرم وفادته وولاه بلدية الأحساء، ثم بلدية القطيف.

ولقد ذاع لـه صيت عظيم في أقطار الجزيرة فتقرب إليه الأدباء والشعراء وأصحاب الأمر فيها، وكان ممن تودد إليه ومال إلى صحبته الشيخ عبد الله بن سليمان وزير المالية. 

 

ولقد أغدق هذا الوزير على الشاعر مالا كثيرا وطلب منه أن يشـرف على الإذاعة السعودية، فقام بتنسيقها والإشراف على برامجها ثم عاد إلى إدارة دار بلدية القطيف. 

غير أنه تحت الإلحاح الشديد من قبل ابن سليمان أخذ يذيع من دار الإذاعة بعض المحاضرات، ثم استقال من منصب مدير بلدية القطيف واستقر في مدينة الدمام وأسس فيها مطبعة سماها "المطبعة السعودية".

 

ولم تتم "المطبعة السعودية" إنجازاتها، لوفاة صاحبها. وبموت خالد الفرج مات هذا المشروع، ولم نعلم عن هذه المطبعة شيئا بعد وفاته.

وكان خالد الفرج قد انتقل إلى دمشق قبيل وفاته بسنتين لينجز طبع كتبه، وفي ربيع الثاني عام 1374هـ، الموافق ديسمبر 1954 توفاه الله في لبنان.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى