شخصيّات

نبذة عن حياة الطبيب “جالينوس”

1995 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السادس

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الطبيب جالينوس شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

يُعَدُّ جالينوس أعظمَ أطباء الأغريق القدماء بعد أَبُقْراط (460 – 337م).

وُلد جالينوس في إحدى قرى اليونان القديمة (موجودة حالياً في تركيا) حوالي سنة 130 ميلادية، ثم رحل إلى روما حوالي سنة 160م.

قام جالينوس بتشريح الحيوانات، واستطاع تمييزَ سبعة أزواج من الأعصاب الدماغية.

فضلاً عن تعيين وظيفة الكُلَى والمثانة لكن جالينوس لم يتمكن من وصف الجهاز الدوري وصفاً صحيحاً، وكان يعتقد أن الكبد هي أهم أعضاء هذا الجهاز.

 

كان وصف جالينوس للجهاز الدوري مزيجاً من علمه بالتشريح وعلم وظائف الأعضاء.

فقد أثبت جالينوس أن الشرايين لا تحمل الهواء إلى الجسم كما كان يُعتقد الأطباء القدامى، ولكنها تمتلئ، بالدم فقط طالما كان الإنسان أو الحيوان حياً.

ولكنه وقع في أخطاء كثيرة، فقد افترض أن الكبد هي منشأ الأوردة، وأن الجانبَ الأيمن من القلب هو الوريدُ الرئيسي في الجسم. وكان الدم في تصوره يجري في أحد طريقين مختلفين، فجزء منه ينتقل إلى الرئتين عن طريق «الوريد الذي يشبه الشِّريان».

 

أما الجزء الآخر من الدم، فإنه يمر من خلال تلك الفتحات أو الثقوب التي تَخَيَّلها جالينوس في الحاجز الموجود بين الجانبين الأيمن والأيسر من القلب.

وهذا الخطأ قد أصلحه الطبيب العربي ابن النفيس (1210 – 1288م) بصورة واضحة فيما بعد.

كذلك تصور جالينوس أن الدم يلتقي بالهواء الذي يدخل إلى القلب عن طريق القصبة الهوائية – ويتم ذلك في الجانب الأيسر من القلب – فيكتسب الدم الشرياني لونه الأحمر القاني.

 

وقد تصور جالينوس أيضاً أن الرُّوحَ التي تتحكم في وظائف الجسم تنقسم إلى ثلاثة أقسام، القسم الأول هو «الرُّوحُ الطبيعية» المستمَدَّة من الهواء والتي تؤدي إلى النمو، والقسم الثاني هو «الرُّوحُ الحيوية» التي تُسبب الحركة، أما «الرُّوحُ الحيوانية» فتوجد في الدماغ، وتسبب الإحساسَ بالجوع والعطش.

لذلك تخيَّل جالينوس العلاقة بين الدم والروح على النحو التالي: يتكون الدم باستمرار من الطعام الذي يصل إلى الكبد عن طريق الأمعاء، وفي الكبد يمتزج الدم بالهواء ليُكوِّن الروح الطبيعية.

ثم ينتقل إلى القلب فيتحول إلى الروح الحيوية، ثم يصل بعد ذلك إلى شبكة من الأوعية الدموية في منطقة الدماغ، أسماها بالشبكة المُعْجِزَة أو الخارقة، حيث يتحول الدم إلى الروح الحيوانية.

 

وتنتقل هذه الروح إلى جميع أجزاء الجسم من خلال مجموعة من الأنابيب الجوفاء التي أسماها بالأعصاب. هذه الآراء والتصورات معظمها ليس صحيحاً، ولكنها كانت خطوة في سبيل تَقدُّم العلم، فالعلم ينمو ويتقدم بجهود العلماء في العصور المتتابعة ومن شعوب مختلفة.

تُوُفِّيَ جالينوس حوالي سنة 200 ميلادية، وترك 129 مؤلفاً في الطب والفلسفة، ترجمها العلماء العرب في القرن التاسع الميلادي (القرن الثالث للهجرة).

 

وكان لمؤلفاته أثرُها الواضح عند أعلام الطب العرب مثل ابن سينا (980 – 1037م)، والرازي (856 – 925م).

وابن رشد (1136 – 1198)، الذين كانوا يحترمون جالينوس وأبُقْراط ويعترفون بفضلهما، ولكنهم حرصوا على تصحيح أخطائهما.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى