شخصيّات

نبذة عن حياة العالم الفيزيائي “جاليليو”

1995 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السادس

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

جاليليو شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

جاليليُو جاليلي هو العالم الفيزيائي الإيطالي الشهيرَ، الذي كان أولَ من اهتم بإجراء التجارب الفيزيائية العملية، وأول فيزيائي يربط بين علم الفيزياء وعلم الرياضيات، وهو ما لم يحدثْ قبل ذلك.

ومن أهم أعمال «جاليليو» العلمية دراساته عن حركة الأجسام، مثل سقوط الأجسام نحو الأرض نتيجةً للجاذبية الأرضية، وحركة المقذوفات (مثل حركة كرة القدم في الهواء أَثناء المباريات).

وتطوير التلسكوب (المنظار الفلكي) الذي يقرِّب صور الأشياءَ البعيدة لكي نتمكن من رؤيتها.

 

وُلد جاليليو في مدينة بيزا المشهورة ببرجها المائل، والتحق بجامعة بيزا عام 1581 لدراسة الطب، ثم تحول لدراسة الرياضيات، ولكنه ترك الجامعة في عام 1585 دون الحصول على شهادة. لكنه.

على الرغم من ذلك، بدأ دراساته الحُرَّةَ من المنزل بتطبيق الرياضيات على حركَة الأجسام وحركة البندول وسقوط الأجسام في الهواء وفي الماء.

وهذا قد دعا جامعة بيزا لتعيينه أستاذاً للرياضيات في عام 1589. وبدأ جاليليو مؤلفاتِه في مجال الميكانيكا (أي علم دراسة حركة الأجسام وسكونِها) حيث ألَّف كتاباً عن الحركةَ عام 1590.

 

وقام بإجراء تجربة علمية داخل برج بيزا المائل، حيث دعا عدداً من العلماء لمشاهدة التجربة أسفل البرج وعدداً آخر أعلى البرج، وقام بإسقاط عدد من الأجسام مختلفة الوزن والحجم من أعلى البرج المائل فوصلت جميعُها إلى الأرض في اللحظة نفسها.

واستنتج جاليليو نم ذلك أن زمنَ سقوط الأجَسام لا يعتمد على وزن الجسم (إلا في حالة الأجسام الخفيفة التي تتأثر بمقاومة الهواء).

وكانت هذه النتيجة مهمة للغاية بسبب تعارضها مع ما كان يعتقدُه الفيلسوف «أرسطو» الذي سبق جاليليو بما يقرب من ألفَيْ سنة.

 

وفي عام 1602 عُيِّين جاليليو أستاذاً في جامعة «بَادْوَ»".وفي عام 1604 بدأ جاليليو أبحاثه في علم الفلك بتأليف كتاب عن البوصلة (عام 1606). وبعد ذلك عَلم باختراع التلسكوب، فقام بتطويره حتى زادَتْ قوَّتُه ثلاثَ مرات.

ونتيجةً لذلك حصل جاليليو عام 1609 على وظيفة مدى الحياة براتب كبير، ثم تابع العمل لرفع كفاءة التلسكوب حتى تمكن من اكتشاف وجود جبال فوق سطح القمر، كما اكتشف وجودَ عدد من النجوم التي لم يَسْبق اكتشافُها، وكذلك أربعةً من توابع كوكب المشتري.

وفي عام 1612 أصدر جاليليو كتاباً عن حركة الأجسام الطافية، مؤيداً العالم «أرشميدس» ومخالفاً للفيلسوف «أرسطو»، فتكونت جبهة من أربعةَ علماء من جامعتَيْ بيزا وفلورنسا لمعارضة آراء جاليليو.

 

وفي عام 1615 بدأت خلافات جاليليو مع رجال الكنيسة. فقد كان من المُسَلَّم به في ذلك الوقت أن الأرض هي مركز الكَوْن طبقاً لرأي العالم بطليموس (85 – 160م). 

على الرغم من أن العالم «كوبرنيكوس» (1473 – 1543 م) قد ألَّف كتاباً أوضح فيه أن الشمس هي مركز الكون وأن الأرض تدور حول الشمس، كما تفعل ذلك كواكب أخرى.

ونحن نعلم اليوم أن هذا الرأي هو الصحيح. وقد أعلن جاليليو موافقته على آراء كوبرنيكوس، التي لم يوافق عليها رجال الكنيسة.

بل إنه قام بتأليف ونَشْر كتابه الشهير «الحوار»، الذي يَعقد فيه مقارنة بين نظامي الكون لكل من العالمين «كوبر نيكوس» و«بطليموس»، كما يتضمن بحثاً في ظاهرة المد والجزر.

 

وقد قدم جاليلو إلى المحاكمة بسبب نشر هذا الكتاب، واضطر إلى إنكار معتقداته العلمية حتى ينجوَ من بطش المحكمة.

ولكن المحكمة، على الرغم من ذلك، قضت عليه بالسجن مدى الحياة مع حرق نسخ الكتاب ومنع طبْع كتبه الأخرى. وبعد فترة تم تخفيف الحكم إلى تحديد إقامته في منزله.

ولم ينقطع جاليليو عن البحث والكتابة رغم المحنة التي مر بها، فقد انتهى في عام 1636 من كتابه الشهير الآخر وهو «المحادثات»، والذي يتناول خواص الأجسام الصلبة وحركة الأجسام وطُبِع هذا الكتاب بطريقة توحي كأنه مطبوع بدون علمه، وذلك حتى لا يقع تحت طائلة القانون.

 

وفي عام 1637 ضَعف بَصر جاليليو، ثم فقده في العام التالي، والتف حوله عدد من تلاميذه ينهلون من علمه حتى تُوفِّيَ في الثامن من شهر يناير عام 1642، وله من العمر نحو 78 سنة.

وبعد حوالي 350 سنة من وفاته، أصدر حديثاً بابا الفاتيكان، وهو رئيس الكنيسة، عفواً عن العالم جاليليو جاليلي، يشهد بأنه كان على حق في آرائه العلمية التي عوقب عليها ظلماً.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى