علوم الأرض والجيولوجيا

نبذة تعريفية عن “التيارات البحرية” وكيفية نشأتها

1995 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السادس

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

التيارات البحرية علوم الأرض والجيولوجيا

التيارات البحرية شكل من أشكال تحرُّك المياه في البحار والمحيطات. وتختلف التيارات البحرية في حركتها وشكلها وأسباب حدوثها عن الأمواج.

فالأمواج تنشأ بسبب حركة المد والجزر، أو بسبب احتكاك الرياح بسطح البحر.

وتتحرك المياه بسبب الأمواج على هيئة دوائر أو حلقات، بحيث تؤثر حركة كل دائرة على المياه التي تجاورها، فتحركها، وبذلك يأخذ سطح البحر شكله المُموَّج.

أما التيارات البحرية فلا يمكن للإنسان رؤيتها، ولكنه يستطيع تَتبُّعَ مساراتها والاتجاهات التي تسلكها في البحار والمحيطات باستخدام بعض الموادِّ التي تطفو فوق سطح الماء، مثل قطع من الفلِّين أو ما يسمى بالعوامات الطافية.

 

وكان يُعتقد أن التيارات البحرية تنشأ بسبب حركة دوران الأرض حول نفسها، أو علاقة الأرض ببعض الكواكب الأخرى، أو بسبب الرياح.

ولكن وثبت من خلال الدراسات والأبحاث العلمية أن التيارات البحرية تنشأ بسبب تحرّك المياه وانتقالها في مسطحات مائية مختلفة في خواصِّها الفيزيائية والكيميائية.

فمن المعروف أن مياهَ البحار والمحيطات تحوي كميات كبيرةً من الأملاح المُذابة، مثل ملح الطعام (كلوريد الصوديوم)، وغيره من الأملاح.

ويحتوي ماء البحر على حوالي 4% من وزنه أملاحاً ذابة، كما يحتوي ماء البحر كذلك على بعض الغازات الذائبة، وأهمها غازات الأكسيجين وثاني أكسيد الكربون وأكسيد النتروجين.

 

وتختلف ملوحة المياه من مكان إلى آخر، فبعض البحار، مثل بحر البلطيق، تكون مياهها قليلة الملوحة بسبب وصول كميات كبيرة من المياه العذبة إليها من الأنهار التي تصب فيها.

وبعض البحار، مثل البحر الميت، تكون مياهها شديدةَ الملوحة، ويرجع ذلك إلى قلة أو عدم وصول مياه عذبة إليها، أو بسبب الارتفاع في درجة الحرارة، لأن الارتفاع في درجة الحرارة يؤدي إلى زيادة عملية تبخير المياه، فتتركَّز الأملاح وتزيد نسبتها.

وتُعَدُّ العَلاقة بين كمية المياه التي تصل إلى البحر بواسطة الأمطار والثلوج والأنهار وتلك التي تُفقد من مياه البحر بواسطة عملية البخر من أهم العوالم التي تؤثر في ملوحة مياه البحر.

 

ويؤدي الاختلاف في كمية الأملاح الذائبة في الماء إلى اختلاف كثافة المياه، وبالتالي اختلاف خواصَّها الفيزيائية والكيميائية. وعموماً تزداد كثافة المياه بارتفاع درجات الحرارة وزيادة تركيز الأملاح.

وتنشأ التيارات البحرية بسبب هذا الاختلاف في خواصِّ المياه. حيث تنتقل المياه من المسطَّحات المائية ذات الكثافة العالية إلى المسطَّحاتِ الأخرى الأقلَّ كثافة على شكل تيارات بحرية.

وتؤثر الرياح سحب اتجاهها وسرعتها تأثيراً مباشراً في تحديد اتجاهات التيارات البحرية ومدى امتدادها، ولكنها لا تسبب نشأة هذه التيارات، وقد استُدِلَّ على ذلك من وجود تيارات بحرية شديدة، مثل التيارات البحرية الاستوائية، في بعض المناطق التي تمر فوقها رياح هادئة.

 

ومن العوامل الأخرى المؤثرة على اتجاه التيار: حركةُ دوران الأرض حول نفسها، وشكلُ وطبيعة السواحل التي تمر التيارات البحرية بجوارها، وكذلك عُمقُ المياه في البحار والمحيطات.

ويمكن قياس سرعة التيارات البحرية بطرق بسيطة، مثل استخدام العوَّامات الطافية والتي توضع في نقطة ما بالسطح المائي وتترك حرة خلال فترة زمنية محددة، (بمعرفة المسافة التي قطعتها العوامة والزمن يمكن حساب سرعة التيار).

وتوجد طرق حسابية حديثة لقياس سرعة التَّيّار بقياس كثافة المياه والضغط الجوي عند سطح الماء، كما تستخدم عدادات وأجهزة خاصة لذلك، مثل عدّاد وجهاز كالفن.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى