الطب

التأثير السلبي لـ”البدانة ووضعات الجسم المغلوطة” على الظهر

2008 آلام أسفل الظهر

سعاد محمد الثامر

إدارة الثقافة العلمية

تأثير البدانة ووضعات الجسم المغلوطة على الظهر الطب

يجب على كل شخص مصاب بألم أسفل الظهر أن ينتبه إلى الظروف المحيطة به، والأعمال التي يقوم بها والتي يشعر معها بألم في أسفل ظهره.

ولهذا نؤكد على ضرورة الإقلاع عن العادات والتصرفات والظروف والأعمال والأنشطة والوضعات والحركات التي يرى المصاب أنها سبب إصابته. 

وسنتناول هنا البدانة ووضعة الجسم كمثالين لأحد مصادر المشكلات الميكانيكية (أي المشكلات ذات الطبيعة الحركية الآلية) ومدى تأثيرهما في الظهر وإثارة ألمه.

 

المثال الأول: البدانة  Obesity

إن إحدى أهم الوسائل التي ننصح بها للتخفيف من ألم أسفل الظهر في حالتي الصحة والمرض هي المحافظة على الوزن الطبيعي وإنقاص الوزن الزائد. 

فالوزن الإضافي ولو كان كيلوغرامات قليلة يعني جهداً إضافياً عظيماً يتحمله أسفل الظهر، ذلك أن الوزن غالباً ما يتركز في منطقة البطن مسبباً بروز البطن (ظهور الكرش) بشكل واضح، وهذا الوزن الزائد يشد الجسم إلى الأمام.

ولمواجهة هذا الميل تضاعف عضلات الظهر من جهدها وتوترها، ما يضاعف الضغط الواقع على أسفل الظهر.

 

وعلى قدر اندفاع الوزن الزائد إلى الأمام (أي كبر حجم البطن)، تكون الزيادة في الضغط على الفقرات الظهرية السفلى، من ثم انضغاط أقراصها الغضروفية، وتبعاً لذلك يزداد انحناء المنطقة القطنية إلى الأمام "lordosis" بدرجة غير طبيعية "Exaggerated Lordosis"، محدثاً ألماً مبرحاً

كما أن المجهود الزائد الذي تبذله العضلات يزداد أيضاً، وذلك لزيادة طول ذراع العزم من مركز العظم حتى جدار البطن، كما هو موضح بالشكل (72).  

 

المثال الثاني: وضعة الجسم Posture

من المعروف أن الوضعة التي يتخذها جسم الإنسان مرتبطة بسنه وعمله وبنيته وصحته. 

وبوجه عام فإن الشخص ذا الوضعة الحسنة هو الذي يقف وقوفاً هيناً سهلاً بدون ازدياد أي من انحناءات العمود الفقري، مع حفاظه على توازن رأسه وجذعه وساقيه، وهي الأقسام الرئيسة بالجسم.

 

ما المقصود بوضعة الجسم المغلوطة؟

كثيراً ما يكون لوضعة الجسم المغلوطة دور مهم في حدوث ألم أسفل الظهر، سواء اثناء الوقوف أو الجلوس فترة طويلة أو عند رفع أحمال ثقيلة أو أثناء قيادة السيارة أو غير ذلك.  والمقصود بالوضعات المغلوطة هي الوضعات التي تجعل الظهر يتعرض لحمل زائد لا ضرورة له.

 

فمثلاً الوضعات المتهدلة أو المشدودة أكثر من الطبيعي هي وضعات يمكن أن تسبب ألم أسفل الظهر، أو تزيد منه في حال وجوده بسبب ما تحدثه من انحناء شديد لمنطقة أسفل الظهر إلى الأمام "Exaggerated Lordosis". 

ومن أمثلة الوضعات المغلوطة: الوضعة التي يتهدل فيها الكتفان إلى الأمام، ويتحدب أعلى الظهر مع كبر حجم البطن وتهدله، وميل الجسم للوراء لإحداث التوازن المطلوب بسبب ازدياد الوزن من الأمام.  وهناك الوضعة التي يكون فيها الصدر إلى الأمام، والكتفان إلى الخلف، والبطن مستوٍ ومشدود إلى الداخل، والإليتان بارزتين.

 

ولذلك فإن الوقاية من متاعب الظهر – وبخاصة الألم المتكرر – لا بد أن تعتمد على تصحيح الوضعات المغلوطة للجسم، بحيث يتعرض الظهر لأقل عبء ممكن، سواء أثناء الحركة أو السكون.

وقد يكون من الصعب أحياناً أن يغير الشخص من طريقة مشيته أو وقوفه، باعتبار أن ذلك الأمر يرتبط بما اعتاد عليه طوال سنوات حياته السابقة.  ولكنه إذا تنبه ذهنياً لطريقته في الوقوف أو في المشي، وحاول تعديلها تدريجاً، فإنه يمكن أن يعتاد على اكتساب الوضع الصحيح خلال فترة ليست طويلة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى