علوم الأرض والجيولوجيا

نبذة تعريفية عن عملية التعدين ومراحلها

1995 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السادس

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

عملية التعدين مراحل التعدين علوم الأرض والجيولوجيا

كل مادة متجانسة توجد في الطبيعة، ولها تركيب كيميائي ثابت، تسمى «مَعْدِناً».

ومجال العلم الذي يُعنى بالبحث عن المعادن، واستخراجها من أماكن وجودها الطبيعية، ليستفيد بها الإنسان، يسمَّى «علمَ التعدين».

وعملياتُ التعدين (أي: استخراج المعادن) تُجرى في صخور القشرة الأرضية: على سطحها أو في باطنها، وفي المحيط من مياهه أو سطح قاعه، أو من الصخور التي تحت القاع.

 

وقد اشتغل الإنسان بالتعدين واستعمال المعادن من قبل بداية التاريخ الإنسانيّ المدوَّن.

ففي العصر الحجري فتَّش الإنسان صخور الطباشير وحفر فيها، ليستخرج مادة الصَّوان، ليصنع منها أسلحته وأدواتِه.

وهناك ما يدلّ على أنه استعمل الذهب والنحاس منذ 18000 سنة قبل الميلاد.

 

وقد صنع الإنسان البرونز من صهر النحاس مع القصدير منذ 4000 سنة قبل الميلاد. وأشارت كتابات المصريين القدماء إلى الحديد منذ 3500 قبل الميلاد.

يسمِّي المشتغلون بالتعدين المواد المعدنية الموجودة في الطبيعة «الخامات».

وهناك الخامات المعدنية التي تُستخرج منها الفلزات، كالحديد، و النحاس، و الرَّصاص، و الزنك، و النيكل، و الألمنيوم، وغيرها. وهناك الخامات المعدنية التي يستخرج منها اللافلزات، كالكبريت و الفسفور، وغيرهما.

كما أن صناعة التعدين تضم خامات تُستخرج وتُستخدم كما هي، أو بعد التنقية، أو التجزيء، وتلك مثل، الفسفات، و الفحم، و النِّفط (البترول)، ومنها أيضاً خامات تستعمل في أعمال البناء والتشييد، مثل الحجر الجيري، و الرخام، والرمال، والطين.

 

كل هذه الأمثلة من الخامات تستخرج من صخور القشرة الأرضية. أما المحيطات والبحار فهي الأخرى مصادر مهمة لاستخراج الخامات.

وقد تُستخرج الثروة المعدنية من ماء البحر، ومن أمثلة ذلك ملح الطعام (كلوريد الصوديوم)، الذي يستخرج من مياه البحر بتوجيهها عبر قنوات من البحر إلى أحواض واسعة قرب الشاطئ، ثم إغلاق هذه القنوات، وتعريض المياه للبخر بأشعة الشمس، لتترك وراءها الملح.

ويُعَدُّ ماء البحر أيضاً من أهم مصادر عنصر الماغنِسْيوم المهم في الصناعة، وبخاصة صناعة الطوب الحراري.

 

وقد ظهرت أهمية التعدين من قاع البحر منذ عام 1950، حينما اكتُشفت رواسب هائلة من كرات خام المَنْجَنِيز، وكرات الفوسفات، فوق قاع البحر، على مسافات بعيدة من شواطئ كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، وشواطئ جنوب أفريقيا.

والمنجنيز مهم في صناعة الصلب، وبخاصة صلب الطائرات، والفُسْفَات من أهمِّ المُخَصِّبات الزراعية.  

أما التعدين من تحت قيعان البحار فأهم أمثلته، استخراجُ النفط والغاز من مناطق بحرية على مسافات بعيدة من الشواطئ، كما في بحر الشمال، وخليج المكسيك، والخليج العربي، وخليج السويس.

 

وتتألف عملية التعدين من ثلاث مراحل: الأولى مرحلة البحث عن الخام، أي كشف وجوده في منطقة ما بدرجة تركيز أعلى من المعتاد. وتسمَّى هذه المرحلةُ «التنقيب».

والمرحلة الثانية هي مرحلة تحديد حجم الخام بالدقة في المنطقة، وتسمَّى مرحلة «الاستكشاف».

أما المرحلة الثالثة والأخيرة فهي مرحلة «الاستغلال»، وهي استخراج الخام ونقله إلى مراكز التصنيع لاستخلاص المواد اللازمة منه للصناعة. والاستغلال قد يكون من السطح بوسائلَ بسيطة نوعاً (المناجم المفتوحة والمحاجر)

وقد يكون بالحفر العميق الذي قد يصل إلى عدة كيلو مترات تحت سطح الأرض، كما في حالتَيْ استغلال البترول، واستخراج الألماس.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى