فضاء

دليل السائح إلى المريخ

جهِّزْ بذلة الفضاء الخاصة بك واستعِد لزيارة أبرز المعالم السياحية التي يجب رؤيتها على الكوكب الأحمر

بقلم: أيلسا هارفي

 قد تبدو السياحة إلى المريخ فكرة بعيدة بُعد الكوكب نفسه، ولكن مع تزايد معرفة العلماء ببيئة المريخ ومعالجة وكالات الفضاء للعقبات التكنولوجية اللازمة للسفر الفضائي إلى هناك، يزداد قربنا من الوصول إلى الكوكب. لقد أرسلنا العشرات من المستكشفين الروبوتيين إلى الكوكب الأحمر حتى الآن، ومن المقرر أن يتبعهم رواد الفضاء في ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين. ومن خلال الاستكشاف والبحث، اكتشف العلماء أدلة على أن المريخ كان يتمتع في الماضي ببيئة أكثر ملاءمة للحياة، وربما كان يُؤوي مخلوقاتٍ حية. إنه أحد الأجرام السماوية القليلة التي نعرفها في المجموعة الشمسية والتي كان سطحها يحتوي على مياه سائلة ذاتَ يوم، ومن ثم فإن معرفة مزيد عن المريخ قد يساعدنا على فهم كوكبنا بصورة أفضل.

قد تتراوح مسافة الرحلة في اتجاه واحد إلى المريخ بين 34.8 و250 مليون ميل، اعتمادًا على موقع الكواكب في مداراتها. في المتوسط، تبلغ المسافة من الأرض إلى المريخ نحو 140 مليون ميل. إنها رحلة شديدة الصعوبة، ولكن عندما يتعلق الأمر بالسفر بين الكواكب، يُعد المريخ جارَنا الأقرب.

حصل الكوكب الأحمر على اسمه من تضاريسه الصخرية الصدِئة، التي تغطي نحو 55.8 مليون ميل مربع. ويرجع لونه إلى تأكسُد الحديد الموجود في الصخور. يمكن أن تكون بيئته الصحراوية المغبرَّة عنيفة جدًا، حيث تحدث عواصف ترابية محلية وعالمية قد تستمر أكثر من شهر. تحدث هذه العواصف مرة كل 3 سنوات مريخية، أي ما يعادل 5.5 سنة أرضية. وإذا زُرتَ المريخ في ظروف أقل اضطرابًا، وفي ظل رؤية أوضح، فستجد عديدًا من الظواهر الجيولوجية الطبيعية المثيرة للاستكشاف، والتي نحتتها أحداث غير مؤكدة وقعت في ماضيه الغامض.

هل كنت تعلم؟ إذا أمكنك الانطلاق من الأرض إلى المريخ بسرعة 100 ميل/ساعة، فستحتاج إلى 40 سنة للوصول إلى الكوكب.

الوصول إلى هناك

المريخ هو ثاني أقرب كوكب إلى الأرض بعد الزُّهرة

قبل أن تتمكن من انتعال حذائك الفضائي على الصخور المتربة لكوكب المريخ، عليك أولًا أن تصل إلى هناك. تستغرق الرحلة في اتجاه واحد إلى الكوكب 9 أشهر، لكن العودة من هناك تعني أنك قد تسافر في رحلة ذهاب وعودة لمدة 3 سنوات. يرجع ذلك إلى اختلاف مدارات الأرض والمريخ، حيث تتغير المسافة بين الكوكبين باستمرار. أولًا، سيُطلَق الركاب المتجهون إلى المريخ على متون مركباتهم الفضائية بواسطة محركات صاروخية بسرعة 25,000 ميل/ساعة، وهي السرعة اللازمة لكي تتمكن مركبة فضائية من الإفلات من جاذبية الأرض. على ارتفاع معين، تنفصل المُعززات الصاروخية عن المركبة الفضائية، وتنطلق المركبة الفضائية عبر الفضاء بفعل الزخْم وقوتها الخاصة. وتُشكل هذه الرحلة بين الكواكب الجزءَ الرئيسي من الرحلة، والتي ستستغرق نحو 200 يوم. خلال هذا الوقت، ستُجرَى تعديلات طفيفة للحفاظ على المسار الصحيح مع توجيه هوائي الاتصالات نحو الأرض. وعند دخول مدار المريخ، تُطلَق صواريخ لجعل سرعة المركبة الفضائية أبطأ من سرعة مدار الكوكب. ويعني الغلافُ الجوي الرقيق للمريخ وجود مقاومة أقل لتباطؤ المركبة الفضائية، ومن ثم يحتاج الدخول إلى مزيد من التحكم لتجنب حدوث اصطدام. عندما تلامس المركبة الفضائية الغلاف الجوي للمريخ، يؤدي احتكاك الهواء إلى إبطائها بقدرٍ أكبر. وأخيرًا، بمجرد دخولها بأمان إلى غلاف المريخ الجوي، يمكن أن تبدأ عملية الهبوط.

هل كنتَ تعلم؟ تصل الأرضُ والمريخ إلى أقرب نقطة بينهما كل 26 شهرًا

مرحبًا بكم في الكوكب الأحمر

المريخ كوكب صحراوي مُغبرٌّ يُؤوي بعضًا من أروع العجائب الطبيعية في المجموعة الشمسية

1 أوليمبوس مونس Olympus Mons

يبلغ ارتفاع هذا البركان 15.5 ميل، أي أنه أطول بثلاث مرات من جبل إيفرست على الأرض، ويُعَد أكبر بركان في المجموعة الشمسية. يُعرَف باسم أوليمبوس مونس، وهو بركان درعي Shield volcano ذو انحدار لطيف نسبيًا، وقد تشكَّل قبل نحو 3.5 بليون سنة نتيجة تبرُّد الحُمم البركانية في أثناء تدفقها ببطء على منحدراته. وأي شخص يتسلق هذا البركان، الذي يبلغ متوسط انحداره %5، سيصل إلى حوض يبلغ عرضه 53 ميلًا في قمته. وقد تشكَّل هذا الانخفاض بفعل انهيار حجرة الصُّهارة الداخلية تحت وزن أوليمبوس مونس الهائل.

2 منطقة ثارسيس Tharsis Region

تحتوي هذه المنطقة على 12 بركانًا ضخمًا أكبر بكثير من تلك الموجودة على كوكبنا بسبب الجاذبية الأضعف بكثير على المريخ. هناك ارتفاع يبلغ طوله 4,971 ميل وارتفاعه 4.9 ميل في مركز المنطقة، وعلى مقربة من قمته تقع 3 براكين كبيرة: أسكريوس Ascraeus وبافونيس Pavonis وأرسيا مونس Arsia Mons.

3 وديان مارينريس Valles Marineris

هذا الوادي الضخم أكبر بكثير من وادي غراند كانيون Grand Canyon الأرضي – فهو أطول منهبأربع مرات على وجه التحديد – ويبلغ طوله 500 ميل، ومن ثم فهو أكبر وادٍ في المجموعة الشمسية.

 

4 قطبا المريخ Martian Poles

القطبان الشمالي والجنوبي لكوكب المريخ هما منطقتان جليديتان. في فصل الشتاء، تنخفض درجات الحرارة هناك إلى حدٍّ كبير، مما يؤدي إلى تكثف ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وتحوله إلى ثلج جاف. تغطي القطبين مساحاتٌ من الثلج الجاف والجليد المائي، وهما يتغيران في الحجم بحسب الفصول.

5 أيوليس مونس Aeolis Mons

أيوليس مونس هو جبل طبقي يبلغ ارتفاعه 3.4 ميل، ويبرز من حوض ارتطامي كبير يُعرَف باسم فوهة غيل Gale crater. في العام 2012، استكشفت مركبة كيوريوسيتي Curiosity rover، ووجدت أدلة على وجود مياه في الماضي- وهو ما يُعتقَد أنه مجرى مائي قديم.

 

6 حفر ميدوسا Medusae Fossae

يغطي هذا الملمح الجيولوجي الغامض والمتعرج مساحة من المريخ تبلغ %20 من إجمالي مساحة الولايات المتحدة القارية، ويتكون من رواسب لينة يمكن أن تتآكل بسهولة. يعتقد العلماء أن هذه الطبقة قد تكونت بفعل البراكين ونُحِتت بشكل معقد بواسطة الرياح المريخية.

 

7 كُثبان رملية شبحية Ghost Dunes

كانت منطقتا متاهة الليل Noctis Labyrinthus وسهل هيلاس Hellas Planitia في السابق موطنًا لكثبان رملية عالية. يعتقد العلماء أنه عندما غمرت الحُمم البركانية الكثبان الرملية، ظلت قواعدها ثابتة في مكانها بينما تآكلت قمم الكثبان الرملية. لقد حافظت هذه العملية على شكل الكثبان الرملية التاريخية، وقد تكون قد احتفظت أيضًا بأدلة على أي شكل محتمل من أشكال الحياة.

هل كنت تعلم؟ الغلاف الجوي للأرض أثخن من الغلاف الجوي للمريخ بمقدار 100 مرة.

كيف ستبدو الموائل المستقبلية؟

يمكن رؤية هيكل شبكي مثلثي قوي في تصميم هذا المسكن المريخي

بالنسبة إلى السياح الذين ينطلقون في مغامرة إلى المريخ، يرجَّح أن تطبع أماكن الإقامة بتقنية ثلاثية الأبعاد. وهذا خيار تدرسه الوكالة ناسا لأن نقل كميات كبيرة من مواد البناء بين الكواكب سيكون مكلفًا جدًا، إن لم يكن مستحيلًا. يمكن استخدام مواد محلية من بيئة المريخ، مثل الريغوليث Regolith (الصخور السطحية السائبة)، ومعالجتها في أشكال مبرمجة مسبقًا، كما يمكن طباعة الأدوات اللازمة للعيش والبناء على المريخ بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد من المادة نفسها. بغض النظر عن الشكل والحجم، سيتعيَّن على جميع الموائل المريخية أن توفر حماية من الإشعاع؛ لأن الغلاف الجوي للمريخ أرق من أن يحمي البشر من الإشعاعات الكونية الضارة، على عكس الغلاف الجوي للأرض. كما يجب أن تكون المباني معزولة ضد درجات الحرارة القاسية، وأن توفر ملاذًا مناسبًا من العواصف الترابية المحتملة. يُرجَّح أن تكون مساكن المريخ على شكل قباب مكوّنة من مثلثات مترابطة، مما يساعدها على تحمل ضغط الهواء المضغوط داخلها. كما أن القباب تُعد شكلًا سهل التركيب ويتطلب موارد أقل للبناء.

هل كنتَ تعلم؟ يبلغ قطر أوليمبوس مونس 373 ميلًا، أي ما يعادل تقريبًا حجم فرنسا

5 حقائق

نصائح للحياة على المريخ

1 لا تتنفس الهواء

على سطح المريخ، يتكون الغلاف الجوي من %95 من ثاني أكسيد الكربون و%0.1 فقط من الأكسجين، مقارنةً بنسبة الأكسجين في الهواء الذي تتنفسه على الأرض، والبالغة %21.

2 استعِد للمواقف الصعبة

على الرغم من أن درجة حرارة السطح قد تصل إلى 20°س خلال النهار، إلا أنها قد تنخفض إلى -153°س خلال الليل.

3 استغِل البيئة

تحتاج المحاصيل إلى كمية أقل من المياه على المريخ. في ظل الجاذبية المريخية – وضِمن بيئة محكومة – يُمكن للتربة أن تحتفظ بكمية أكبر من الماء مقارنة بالأرض لأنها تُفرغ الماء بوتيرة أبطأ.

4 حافظ على لياقتك

لا يحتاج جسمك إلى كثير من الجهد لمقاومة جاذبية المريخ الضعيفة، ولذلك من المهم مواصلة ممارسة التمارين الرياضية حتى تظل عضلاتك وعظامك قوية.

5 توقّع التأخير

يتطلب التواصل مع الناس على الأرض كثيرًا من الصبر، فعند أبعد نقطة في مداره، قد يصل تأخير الاتصال في اتجاه واحد إلى نحو 24 دقيقة.

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى