الاماكن والمدن والدول

نبذة تعريفية عن الجُمْهورِيَّة العَرَبِيَّة السُّورِيَّة

2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الحادي عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الجمهورية العربية السورية الاماكن والمدن والدول المخطوطات والكتب النادرة

سورِيّا قطرٌ عَرَبِيٌ شقيقٌ يُطِلُّ علَى البَحْرِ المُتَوَسِّطِ من ناحِيَةِ الغَرْبِ، وتُجاوِرُهُ تُرْكِيا من الشَّمالِ، والعِراقُ من الشَّرْقِ والجَنُوبِ،

والأُرْدُنُ وفِلَسْطِينُ المُحْتَلَّةُ من الجَنُوبِ، ولبنانُ من الغَرْبِ.

وبسبَبِ مَوْقِعِ سوريا في قَلْبِ العالَمِ القديمِ فَقَدْ شَهِدَتْ حَضاراتٍ عَظيمةً منذُ فَجْرِ التَّاريخِ تَمْتَدُّ حتَّى القَرْنِ الثالِثِ قبلَ الميلادِ.

فقد كانَتْ سوريا جزءًا من الامبراطورِيَّات الآرامِيَّةِ والفارِسِيَّةِ والرومانِيَّةِ والدَّوْلَةِ العُثْمانِيَّةِ. ولذلكَ يجدُ الزائرونَ لسوريا آثارًا تاريخيَّةً عديدةً، حتَّى إنَّ كثيرًا من مُدُنِها موجودٌ منذُ مئاتِ السِّنينَ.

 

ويكفي أنَّ مدينةَ دِمَشْقَ هي أقْدَمُ مدينةٍ ما زالَتْ قائِمَةً في العالَمِ، فقد نَشَأَتْ منذُ 4000 سنةٍ مَضَتْ.

وعلى الرَّغْمِ من أنّ سوريا لم تَحْصُلْ على استقلالِها التَّامِّ إلا في عامِ 1946، فإنها كانَتْ دائمًا مَطْمَعًا للغُزَاةِ، ولذلِكَ خَاضَتْ عِدَّةَ حروبٍ دفاعِيَّةٍ كانَتْ نتيجتُها احتلالَ إسْرائيلَ لهَضْبَةِ الجُولانِ كما سَلَبَتْ منها تُرْكِيا لِواءَ الاسْكَنْدَرونَة.

وتبلغُ مساحةُ سوريا 185 ألف كيلومترٍ مُرَبَّعٍ. وثُلُثا أراضيها صَحْراوِيَّةٌ خالِيَةٌ تَقْريبًا من السُّكَّانِ، وهي الّتي تُسَمَّى باديةَ الشَّام.

 

أمّا الثُلُثُ الباقي فهو الجزءُ الأهَمُّ الّذي يَتَرَكَّزُ فيه السُّكّان، وهو يشملُ السَّهْلَ السَّاحِلِيَّ الضَّيِّقَ المُطِلَّ على البحرِ المُتَوَسِّطِ والّذي تكثرُ به المَوانِئُ الطَّبيعِيَّةُ وأهَمُّها اللاذِقِيَّةُ وبانْياس وطَرْطوس. 

ثُمَّ المُرْتَفَعاتُ الّتي تُطِلُّ عليه وتسيرُ من الشَّمالِ إلى الجَنوبِ موازيةً لساحِلِ البَحْرِ بشكْلٍ مُتَقَطِّعٍ، ويحملُ كلُّ جزءٍ منها اسمًا، مثلَ جبالِ سَمْعان والزَّاوِيَة والأنْصارِيَّة ولُبْنان الشرقِيَّةِ والشَّيْخِ.

ويَمُرُّ بينَ هذه الجبالِ عَدَدٌ من الأنْهَارِ أَهَمُّها العَاصُ والغَابُ والسَّاروتُ وبَرَدَى. وقد اجتذَبَتْ هذه الأنْهارُ السُّكّانَ، فتَمَرْكَزُوا على ضفافها، وأَنْشَأوا المُدُنَ السّورِيَّةَ الكُبْرَى مثلَ حَلَب وحَمَاةَ وحِمْصَ ودِمَشْق.

 

أمّا الجزءُ الشَّماليُّ الشَّرْقِيُّ من سوريا، والمُسَمَّى أَرضَ الجزيرَةِ، فهو امتدادٌ لصَحراءِ البادِيَةِ.

ولكنْ بِسَبَبِ مرورِ نَهْرِ الفُراتِ ورافِدِهِ الكبيرِ نهرِ الخابورِ، تَحَوَّلَتْ الأَراضي الّتي تُحيطُ بِهِما إلى مساحاتٍ خَضْراءَ تَزْدَهِرُ بالزِّراعَةِ وتَزْخَرُ بالسُّكّانِ، خاصَّةً بعدَ تنفيذِ عَدَدٍ من السُّدودِ الّتي تُوَفِّرُ كَمِّياتٍ كبيرةً من المِياهِ لِرَيِّ الأراضي، فقامَتْ على ضِفافِهِما بقيَّةُ المُدُنِ السّورِيَّةِ الكَبيرَةِ: الحَسَكَةِ ودير الزُّورِ والرِّقَّة.

وتَتَمَيَّزُ المناطِقُ القريبَةُ من ساحِلِ البَحْرِ باعتدالِ جَوِّها في الشِّتاءِ وسُقوطِ أمطارٍ كثيرَةٍ تتحوَّلُ أحْيانا إلى ثلوجٍ، خاصَّةً علَى المُرْتَفَعاتِ.

 

وتَقِلُّ هذه الأَمطارُ كُلَّما ابْتَعَدْنا عن السَّاحِلِ. أمّا في الصَّيفِ فَيَتَوَقَّفُ سقوطُ الأمطارِ تمامًا، ويصبحُ الجَوُّ حارًّا في كل سورِيا باستثناءِ الجبالِ العالِيَةِ، كما تَهُبُّ أحيانًا العواصِفُ الرَّمْلِيَّةُ الحارَّةُ على المناطِقِ الصحراوِيَّةِ في بِدايَةِ فَصْلِ الصَّيْفِ وفي نهايَتِه.

وسوريا بلدٌ زراعِيٌّ، فَنَحْوُ ثُلُثِ العُمَّالِ يشتغلونَ بالزِّراعَةِ ولكنَّ كَمِّيَةَ الإنتاجِ تَتَغَيَّرُ من سَنَةٍ إلى أُخْرَى بحَسَبِ وَفْرَةِ الأَمطارِ السّاقِطَةِ، والّتي يعتمدُ عليها الزُّرَّاعُ في غَرْبِ البلادِ. وأَهَمُّ المنتجاتِ الزِّراعِيَّةِ هناك القمحُ والشعيرُ والفاكِهَةُ.

وسوريا من البلادِ الشهيرةِ بالثِّمارِ والفَواكِهِ المُجَفَّفَةِ مثل الفُسْتُقِ (الحَلَبِيِّ) والجَوْزِ والتِّينِ والمُشْمُشِ. أما في الأراضي المَرْوِيَّةِ حَوْلَ نَهْرَيْ الفراتِ والخابورِ فالقُطْنُ هو المحصولُ الرئيسيُّ.

 

وتحاوِلُ سوريا أنْ تزيدَ من نشاطِها الصِّناعيِّ وبخاصَّةٍ تلكَ الّتي تعتمدُ علَى موارِدِها المَحَلِّيَّةِ. وأَهَمُّ الصّناعاتِ السوريَّةِ المَنْسوجاتُ والصَّناعاتُ الغذائِيَّةُ والتَّبْغُ.

وتنتجُ سوريا كَمِّياتٍ لا بَأسَ بها من البترولِ، تصدِّرُ جزءًا كبيرًا منها من ميناءِ بانياس، إمّا على شكلِ خامٍ أو مكرَّرٍ، حيثُ توجدُ مِصفاتان لتكريرِ البِتْرولِ: واحدةٌ في حِمْص والأخْرَى في بانياس. كما تنتجُ سوريا كَمِّياتٍ كبيرةً من الفوسفاتِ تُصَدِّرُها عَبْرَ ميناءِ طَرْطُوس، ولكنَّ إنتاجَها من الخاماتِ المَعْدِنِيَّةِ الأُخْرَى قليلٌ.

أمّا التِّجارَةُ فهي حِرْفَةٌ تقليديَّةٌ في سوريا. فقد كانَتْ سوريا وسيطًا تجارِيًّا ناجِحًا بين الغَرْبِ والشَّرْقِ، وكانَتْ مُدُنُها الواقعةُ على أطرافِ الصَّحراءِ مَحَطَّاتٍ للقوافِلِ الذاهِبَةِ والعَائِدَةِ، وكانَتْ موانيها منافِذَ للبضائِعِ.

 

وما زالَتْ سوريا تمارِسُ هذا الدَّوْرَ في الوقتِ الحالِيِّ، فَعَبْرَ أَراضيها تَمُرُّ أَنابيبُ لتوصيلِ النِّفْطِ العِراقِيِّ والنِّفْطِ السُّعودِيِّ إلى مَوانئِ البحرِ المتوسِّطِ لتصديرِه للخارِجِ.

ويبلغُ عددُ سُكّانِ سوريا (1998) حوالَيْ 17 مليون فَرْدٍ، منهم 90% عَرَبٌ، و10% أكرادٌ وأرْمَنُ وأقلِّيَّاتٌ أخرَى. أمّا من ناحيةِ الدِّيانَةِ فنحوُ 90% مسلمون، والبقيَّةُ مسيحيون، ولكنْ لا توجدُ أَيَّةُ نزاعاتٍ عِرْقِيَّةٍ أو دينيَّةٍ بين السُّكّانِ.

يسكنُ دِمَشْقَ العاصِمَةَ فوقَ الثَّلاثَةِ ملايينَ فردٍ تضيقُ بهم المدينةُ. وتأتي بعدَها في الحَجْمِ حَلَب بحوالَيْ مِليونَيْن من السُّكّان، ثم بعدَهما عَدَدٌ من المُدُنِ المُتَوَسِّطَةِ الحجمِ، مثل حِمص وحَمَاة واللاّذِقِيَّةِ وديرِ الزُّورِ.

 

وتحتفلُ البلادُ بعيدِ الثَّورَةِ في الثّامِنِ من مارس، وبالعيدِ الوَطَنِيِّ في السادسَ عشرَ من نوفمبر من كلِّ عام، إضافَةً إلى الأعيادِ الإسلامِيَّةِ والمَسيحِيَّةِ.

ويحتارُ الزائرُ لسوريا في اختيارِ الأماكِنِ الّتي يقصدُها، فهناكَ المَعالِمُ الأثَرِيَّةُ، مثل الحَمَّاماتِ والمسارِحِ الرُّومانِيَّةِ والحصونِ الصَّليبِيَّةِ، والمَزاراتِ الدينيَّةِ، مثل مَسْجِدِ بني أُمَيَّةَ وكنيسةِ حَنانْيا، وكلاهُما في دِمَشْقَ.

كذلك تجتذبُ الأسواقُ العربيَّةُ القديمةُ (البازاراتُ)، الّتي تَعْرِضُ المصنوعاتِ اليدوِيَّةَ التقليديَّةَ، ومتحفُ دِمشقَ، الكثيرَ من السّائحينَ.

أما معرضُ دِمشقَ الدُّولِيُّ الّذي يُعْقَد سنويًّا فهو فُرْصَةٌ لتجمُّعِ أعدادٍ كبيرةٍ من الزُّوَّارِ ورِجالِ الأعمالِ من مُخْتَلِفِ بلادِ العالَمِ، خاصَّةً مع توافُرِ الفَنَادِقِ والمطاعِمِ ودورِ السّينَما والمسارِحِ.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى