إسلاميات

الشعائر التي يقوم بها المسلمون أثناء فريضة الحج

1996 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السابع

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

فريضة الحج شعائر الحج إسلاميات المخطوطات والكتب النادرة

الإسلام دين عظيم يَحرص على ترابط الناس فيما بينهم داخل الأسرة بين الأب والأم وأبنائهما، وخارجها بين أقربائهم وجيرانهم، ويحرص على الترابط بين أفراد المجتمع كما يحرص على الترابط بين المسلمين جميعا في أنحاء العالم.

ولقد جعل الإسلام العباداتِ وسيلةً لهذا الترابط. فَفَرض الله علينا خمس صلوات في اليوم والليلة نؤدَّيها في المسجد فنلتقي بإخواننا المسلمين.

نُسلِّم عليهم ونتعرف أحوالهم وإذا كانوا محتاجين نساعدهم.

ونلتقي مع أهل الحي كلِّهم مرة في الأسبوع في صلاة الجمعة بعد أن نسمع إلى توجيه إمام المسجد الذي يَحُثنا على أن نكون إخوة متحابين متعاونين.

 

وإلى جانب هذه اللقاءات هناك لقاءات أخرى منها لقاء العيد، وعندنا عيدان، عيد الفطر بعد رمضان، وعيد الأضحى في أيام الحج. وهذان العيدان مظهر للقاء المسلمين في العالم الإسلامي كلِّه، تجتمع قلوبهم ومشاعرهم ويدعون الله أن يوحدهم وينصرهم.

وفي عيد الفطر بعد رمضان يتبادل المسلمون التهاني بينهم داخل البلاد وخارجها.

أما في عيد الأضحى، وهو العيد الكبير، فيلتقي كثير من المسلمين في أيام الحج. يأتون من كل بلد من بلدان المسلمين ليؤدوا فريضة الحج،الذي طَلب الله من كل مسلم ومسلمة أن يقوم بها ولو في العمر مرة واحدة، إذا كان مستطيعا.

وعندما يجتمع المسلمون في أيام الحج عند الكعبة، وهي بيت الله، فإن مظهرهم يكون جميلا، فكلهم قد لبسوا اللباس الأبيض النظيف، الذي نسميه لباس «الإحرام». ويجب على كل حاج من الرجال أن يلبسه، ولكن النساء يَلبِسْن ثيابهن العادية.

 

والجميع أول ما يَصِلُون إلى مكة المكرمة يطوفون حول الكعبة سبع مرات، وهي بيت الله الذي كرمه وحماه من أبرهة اللعين الذي أراد أن يهدم الكعبة، فأرسل الله عليه الطير الأبابيل التي رمته وجنوده بحجارة كثيرة أهلكته وأهلكت جنوده (سورة الفيل).

وإذا انتهى المسلمون من الطواف حول الكعبة سبع مرات.

توجهوا إلى جبل صغير اسمه الصفا وجبل آخر اسمه المروة. وهنا يقومون بأداء السعي سبع مرات ايضا، يبدأون من الصفا ويمشون إلى المروة ويرجعون مرة ثانية إلى أن يكملوا سبع مرات، وهذا السعي بين الصفا والمروة يُذَكِّرنا بأمنا هاجر حينما تركها أبونا إبراهيم عليه السلام في الصحراء بعد أن طلب الله منه ذلك.

 

ولم يكن مع هاجر إلا ابنها  الصغير، وكان يبكي يريد ماء ليشرب، فكانت تصعد على جبل الصفا لعلها تجد ماء. وفعلت ذلك سبع مرات.

فلما رجعت إلى طفلها وجدت ماء كثيرا يخرج عند رجله. فحمدت الله العظيم وشكرته. وهذا الماء موجود إلى الآن وهو الذي نسميه بئرَ زمزم. والناس يشربون منه ويأخذون منه إلى بلادهم ويُعْطونه هدايا لأصدقائهم وجيراهم.

وبعد هذا الطواف والسعي يجتمع المسلمون كلهم في مكان واسع هو «عرفات» والوقوف في عرفات واجبٌ على كل الحجاج، وهم يجتمعون في وقت واحد من الظهر حتى المغرب، يدعون الله ويذكرونه يقرءون القرآن.

 

وهم يشعرون بقوة الإيمان في قلوبهم، وبحاجتهم إلى عفو الله ورحمته وغفرانه.

وأنت لا تستطيع أن تعرَفَ مِنْ بينهم الغني من الفقير، أو الحاكم من المحكوم، فكلهم متساوون في لباسهم الأبيض الجميل، وإنك ترى المسلم الأبيض والمسلم الأسود، وتسمع لغاتٍ كثيرةٍ لأنهم حضروا من بلدان إسلامية كثيرة، وهم يبكون يطلبون المغفرة من ذنوبهم وأخطائهم، ويطلبون من الله أن يَقْبل منهم حَجَّهم، فهذا هو أهم ما جاءوا في طلبه.

وذلك لأن الله إذا قَبِل حَجَّهم فإنهم يرجعون إلى بلادهم وقد غفر الله لهم كل ذنوبهم وكل أخطائهم، وهذا أمر عظيم يحرص المسلمون عليه حرصا كبيرا.

 

وبعد المغرب يبدأ المسلمون جميعا في الذهاب إلى «المُزْدَلِفة» وهي ليست بعيدة ولكنْ لكثرة الناس تكون حركتهم بطيئة. وهم إذا وصلوا إلى المزدلفة صَلُّوا المغرب والعشاء وناموا إلى الصبح.

ثم يبدءون بعد ذلك في الذهاب إلى رَمْي الشيطان بالحجارة الصغيرة.

فترى المسلمين كلَّ واحد منهم يرَمي حجرا صغيرا ليقعَ في مكان صغير هو رمز للشيطان؛ ليشعر المسلم في نفسه أنه يكره الشيطان وأنه يحارب الشيطان، وأنه لن يمشيَ في طريق الشيطان، وأنه يريد أن يسير في طريق الله طريقِ الهدايةِ والحب للناس جميعا.

وبعد أن يَرميَ المسلمون الشيطان يَذْبحون الذبائح شكرا لله على أن وفَّقهم وقاموا بأداء الحج كاملا. ويأكلون من هذه الذبائح ويوزعون منها على الفقراء والمحتاجين.

 

وبعد ذلك نجد الرجال يَحْلقون رؤوسهم أو يَقصَّون شيئا منها، وهذا مَظْهر يدل على انتهاء أعمال الحج.

حينما نذهب إلى زيارة وحج بيت الله وهو الكعبة المشرفة، ينبغي ألا ننسى أن نزور النبي صلى الله عليه وسلم الحبيبَ إلى قلوبنا والذي تَحمَّل كثيرا من الأذى ليبلغَ لنا دعوة الإسلام.

ويذهب المسلمون إلى زيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، ويصلون في مسجده، صلى الله عليه وسلم.

 

ويقفون عند قبره الشريف يسلمون عليه، وكلهم حب وشوق إلى لقائه، وترى دموعهم تفيض على خدودهم يدعون الله أن يجَمعَهم يوم القيامة مع هذا الرسول الكريم صلواتُ الله وسلامه عليه. وبعض الحجاج يزورون النبي صلى الله عليه وسلم قبل ذهابهم إلى بيت الله في مكة المكرمة.

إن عبادة الحج رحلة لا تُنْسى في حياة المسلم، وذِكرياتِها تظل باقية يَتذَكرُها المسلم طوال حياته. فندعو الله أن يوفقنا جميعا لنقوم بزيارة بيت الله ونؤديَ فريضة الحج.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى