البيولوجيا وعلوم الحياة

نبذة تعريفية عن الجينات وأهميتها

1996 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السابع

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الجينات أهمية الجينات البيولوجيا وعلوم الحياة

الجين مصطلح علمي يشير إلى وحدة تَوارُثِ الصفات في الكائنات الحية. وكان يسمى قبل ذلك «العامل الوِراثي». وهو يتحكم في ظهور الصفة الوراثية وانتقالها من الآباء إلى الأبناء.

وتوجد الجِينات بأعداد كبيرة على طول الصِّبغيات أو الكروموسومات الموجودة في نَوَى الخلايا في جميع الكائنات الحية: نباتيةً كانت أم حيوانيةً، وفي الإنسان بطبيعة الحال 

ونظرا لأن الكروموسومات توجد بصورة مزدوجة، فإن ذلك يعني أن الجينات توجد أيضا بأعداد مزدوجة، بمعنى أن هناك جِينَيْن يتحكمان في الصفة الوراثية الواحدة.

 

وجدير بالذكر أن نصف عدد الكروموسومات يصل الجنين أو الفرد بما عليه من جينات من أبيه، بينما يصله النصف الآخر المقابل له من أمه.

وكمثال للجينات ودَوْرها، يُذكَر لون العين في الإنسان. ويمكننا أن نَبَسِّط الأمر على الصورة التالية:

هناك اللونُ البني أو العسلي واللون الأزرق، ولكل منهما جين خاص به على أحد الكروموسومات يتحكم في ظهور هذه الصفة.

 

ويمكننا أن نرمز للجين الخاص باللون العسلي بالرمز (ع)، والجين الخاص باللون الأزرق بالرمز (ق).

وعلى ذلك يقال إن الطِّراز الوراثي للشخص الأول، عسلي العينين، (ع ع)، وللثاني أزرق العينين (ق ق).

فإذا تزوج رجل عَسَليَّ العينين بامرأة زرقاء العينين فإن جينا من الأب وجينا من الأم يجتمعان معا في الفرد الناتج (ع ق)، ويكون لون عينيه عسليا لأن جين اللون العسلي يَسُودَ في فعلة جينَ اللون الأزرق.

 

وعلى ذلك، فهناك طرازان وراثيان للشخص على العينين إما (ع ع) وإما (ع ق). ويقال عن الأول إنه نقي وراثيا، وعن الثاني إنه خليط أو هجين.

وهناك حالات لا يسود فيها أحد الجينين الجينَ المقابلَ له، ولكنهما يتفاعلان معا لإظهار صفة جديدة متوسطة بين صفتي الأبوين.

ففي سلالة معينة من الدجاج، إذا حدث تَزاوُجٌ بين ديك أسود الرِّيش ودجاجة بيضاء الريش، أو العكس، نتجت أفرادٌ لونَ ريشها إردوازي.

 

ولا يقتصر فعل الجينات على ظهور الصفات العادية أو السَّوِيَّةِ، ولكنه يمتد أيضا إلى التحكم في ظهور بعض الحالات المرضية.

كذلك هناك جينات تسمى «الجينات المميتة» أو «القاتلة» لأنها تتسبب في موت حاملها إذا وُجدت عنده بصورة مزدوجة.

والمُشاهَدُ في مثل تَلك الجينات أن لها أثرا خارجيا يُنبئ عن طبيعتها القاتلة إذا كانت مَنفرِدَةً.

وذلك مَثل جين قِصَرِ سُلامِياتِ الإصبع الثانية في اليدين والقدمين، وجينات تسبب خللا في العمليات الحيوية في الجسم. وتتسبب هذه الجينات في عدم تكوين بعض الأعضاء الحيوية في الجسم أو عدم قيامها بوظائفها.

 

هذا وقد بدأ منذ عهدٍ غيرِ بعيد إعداد ما يُسمى بالخرائط الكروموسومية، تُظهر أعداد الجينات ومواقعها على الكروموسومات، والخصائص الوراثية التي تتحكم فيها.

وإذا حدث تَغُّيرٌ في التركيب الجيني تحت تأثير ظروف معينة، مثل الإشعاع أو بعض المواد الكيميائية، فإن ذلك يتسبب في ظهور صفات جديدة لم تكن مألوفةً مثلا، ويطلق على مثل تلك الحالات «الطَّفَرات».

 

وقد أمكن مؤخرا تحديد التركيب الكيمائي للجين، وعُرِف أنه يمثل قطعة من جزيء الحامض النووي الذي يكوِّن الكروموسومات.

وقد فتح ذلك الباب أمام إدخال تغييرات معينة في الجينات، وبذلك نشأ فرع بيولوجي جديد يطلق عليه «هندسة الجينات» أو «الهندسة الوراثية» يهدف إلى التحكم في وظائف الجينات وتسييرها نحو أهداف معينة، بحيث تَمنعُ ظهورَ صفات معينةٍ أو تعمل على إظهارها.

بل إنه نشأ ما يُسمى العلاج بالجينات، حيث يمكن الاستعانة بجين معين مثل ذلك الذي يعمل على تكوين هرمون الإنسولين المنظم للسكر، وإدخاله في أجساد أفراد لا يتكون فيهم هذا الهرمون نظرا لغياب ذلك الجين لديهم، وبذلك يتم تصحيح هذه الحالة المرضية عندهم.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى