الطب

أهم المؤثرات والعوامل المسببة لألم أسفل الظهر ذي الطبيعة الميكانيكية

2008 آلام أسفل الظهر

سعاد محمد الثامر

إدارة الثقافة العلمية

ألم أسفل الظهر ذو الطبيعة الميكانيكية العوامل المسببة لألم أسفل الظهر ذي الطبيعة الميكانيكية الطب

يحدث ألم أسفل الظهر ذو الطبيعة الميكانيكية عادةً بسبب الحوادث الرضية  الحادة، التي تتسبب بألم حاد يشعر به المريض في حينها؛ أو يكون الألم ناتجاً من عدة رضوض تراكمية وإصابات سبق أن تعرض لها الشخص على المدى الطويل، وهذا أدى إلى إضعاف التراكيب التشريحية للعمود الفقري وجعلها عرضة للألم. 

ويعتبر السبب الأخير هو الأكثر شيوعاً بين المصابين بألم أسفل الظهر ذي الطبيعية الميكانيكية في أماكن العمل المكتبي، وغيرها من الأعمال التي تتطلب الجلوس فترات زمنية طويلة. 

والإصابات الرضية الحادة التي يتعرض لها الشخص تتفاوت إلى حد بعيد في خطورتها وشدتها وفي مدى تأثيرها في العمود الفقري وإثارتها للألم. 

 

وهذه الإصابات تراوح في شدتها من الإصابة البسيطة الالتوائية في الظهر أثناء التفاف الشخص إلى أحد الجانبين مثلاً، إلى الإصابة الشديدة التي يتعرض لها الشخص من ضربة عشوائية شديدة في الظهر خلال وقوع حادث سيارة مثلاً.

وتعد النتوءات المفصلية الفقرية، وكذلك الأقراص الغضروفية والمفصل العجزي الحرقفي، من أهم المواقع الرئيسة المسؤولة عن إثارة ألم أسفل الظهر ذي الطبيعة الميكانيكية.

 

المؤثرات المحرضة

هناك بعض المؤثرات المحرضة على إثارة الألم ذي الطبيعة الميكانيكية، منها:

أ- حمل أجسام ثقيلة، وبخاصة إذا صاحب ذلك التواء الظهر إلى أحد الجانبين أثناء الحمل.

ب- الأعمال التي تتطلب تشغيل أو الإمساك بأجهزة هزازة فترة طويلة أثناء العمل، مثل أجهزة حفر الشوارع.

ج- العمل الذي يتطلب الجلوس فترات طويلة، مثل الأعمال المكتبية وقيادة المركبات والشاحنات في طريق السفر البري.

د- التعرض لتصادم قوي في حودث السيارات.

هـ- حوادث السقوط من علو

 

وتبعاً لنظام الآلية الأحيائية في الطبيعة البشرية (Biomechanical system)، فإن المناورة الحركية في التراكيب التشريحية للمنطقة القطنية من العمود الفقري هي بالحقيقة تجتمع لعدة حركات متراكبة ومعززة تعمل معاً لإحداث حركة الانثناء والمد لفقرات المنطقة القطنية.

التي تحدث بنسبة 80 إلى 90% في الأقراص الغضروفية في المستوى الفقري بين الفقرتين القطنيتين الرابعة والخامسة وبين القطنية الخامسة والعجزية الأولى.

وتُعد الوضعة التي تشمل انثناء الجسم إلى الأمام مع دورانه إلى أحد الجانبين، وكذلك وضعة حمل وزن ثقيل بدون تقريبه إلى الجسم، من أخطر الوضعات التي تؤثر سلباً في الأقراص الغضروفية وتتسبب في إثارة ألم أسفل الظهر الميكانيكي.

 

إلا إن الأعباء الضاغطة على الأقراض الغضروفية أثناء ثني الجسم إلى الأمام أو حمل وزن ثقيل ستؤدي إلى خطورة تمزق الحلقة الليفية، ومن ثم حدوث الانفتاق اللبي للقرص الغضروفي. 

وبطريقة مماثلة، فإن القوى الالتوائية المسلطة على الأقراص الغضروفية يمكن أن تتسبب في حدوث قوى قاطعة (قاصة) تحدث تمزقاً في الحلقة الليفية، وهذا يدفع المادة الجيلاتينية (وهي نواة القرص) إلى الخروج عبر هذا التمزق، ولما كانت مادة عديمة من أحاسيس الألم، فإن المريض ربما لا يشعر بالألم في بداية التمزق البقسيط.

 

ويمثل أسفل الظهر ذو الطبيعة الميكانيكية الألم الأكثر شيوعاً، وهو غير مرتبط أو خاص بإصابة تركيب معين من التراكيب التشرحية للعمود الفقري. 

ويتميز هذا الألم بأنه يزداد سوءاً بعمل بعض الأنشطة أو الوضعات أو الحركات المعينة، إلا أنه يخف عند الالتزام بالراحة. 

 

وهناك العديد من العوامل أو المصادر لهذا الألم، ومن أهم المصادر الميكانيكية لألم أسفل الظهر:

1- الأعمال المهنية الثقيلة: أصحاب هذه الأعمال هم أكثر فئة عرضة للإصابة بهذا الألم؛ فرفع الأحمال الثقيلة بصورة غير صحيحة من أهم الأسباب التي تساعد على زيادة ارتفاع الضغط الرأسي – أي من الأعلى إلى الأسفل – داخل القرص الغضروفي. 

وهذه الزيادة في الضغط الرأسي لا تسبّب في الواقع انفتاقاً، ولكنها يمكن أن تسبب انضغاطاً شديداً على القرص الغضروفي إلى داخل القناة الفقرية وتكرار الضغط الرأسي يؤدي إلى حدوث كسر في الصفيحة الفقرية (lamina).

 

2- التحميل الالتوائي: إن الاعتياد على رفع جسم ثقيل من على الأرض أو العكس مع الالتواء أو الانحناء، قد يؤدي إلى انفتاق القرص الغضروفي أو انزلاقه إلى أحد الجانبين. 

وإذا كان القرص في حالة اعتلال مثل التآكل والاهتراء، فإن ذلك يزيد من احتمال حدوث الانفتاق. 

 

وهذا النوع من الإصابات التي يزدوج فيها الرفع مع الالتواء يسمى التحميل الالتوائي.

وتتفاوت الإصابة يبن الناس على حسب شدة المجهود أو التحميل الالتوائي الذي يتعرض له الظهر، وحالة القرص الغضروفي الفسيولوجية، وكثرة تكرار هذه الحركة المزدوجة.

 

3- القوام المغلوط: الجلوس المغلوط مدة طويلة يعد من أهم أسباب ألم أسفل الظهر.

إذ يسبب تحدباً في منطقة فقرات الرقبة واندفاع الرأس إلى الأمام، وهذا يسهم في أوجاع الرقبة والإصابة بالصداع.

 

4- فترة الحمل: إن التغيرات الطبيعية التي تحدث في جسم الحامل من ازدياد حجم البطن مع فقد القدرة على التحكم تحكماً جيداً في عضلاتها يؤدي إلى حدوث اضطراب في التوازن وهو ما يسمى الاضطراب أو الاختلال الميكانيكي في العمود الفقري للحامل. 

 

ومن الطبيعي أن يؤدي ازدياد حجم الحامل إلى انتقال مركز الجاذبية الجسدية لديها إلى الأمام قليلاً. 

ولكي يحافظ القسم القطني من العمود الفقري على توزن الجسم بعد هذا الاضطراب الميكانيكي، فإنه يضطر إلى تحمل وزن زائد يفوق الضغوط الطبيعية التي اعتاد على تحملها. 

وهذا الثقل الواقع على الفقرات القطنية وأقراصها الغضروفية وأربطتها يُعد المصدر الرئيس لألم أسفل الظهر لدى الحامل. 

 

أما السبب الثاني فهو أن جسم الحامل يفرز هرمون الريلاكسين Relaxinلإرخاء أربطة الأعضاء الحوضية استعداداً لمرحلة الولادة.  وهذا الهرمون له تأثير في آليات المفاصل العجزيةوسواها. 

أما السبب الثالث فهو أن الحامل لا تعود قادرة على التحكم تحكماً جيداً في عضلات بطنها. 

وكما عرفنا تُعد عضلات البطن سنداً قوياً لعضلات الظهر، وبذلك يفقد الظهر حليفاً قوياً يساعده كثيراً على تحمل أعباء وزن القسم العلوي من الجسم.  لذا تعتبر هذه الأسباب مجتمعة عوامل تتسبب في حدوث ألم أسفل الظهر عند الحامل.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى