البيولوجيا وعلوم الحياة

عملية نقل الدهون في الدم

2013 آلات الحياة

د.ديفيد س. جودسل

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

عملية نقل الدهون في الدم الدهون الدم البيولوجيا وعلوم الحياة

ولكن المشكلة الكبرى التي تواجه سيرم الدم (Blood Serum) هي نقل المواد الدهنية.

فنظراً لأن السكريّات تذوب بسهولة في الماء، فمن الممكن وضعها ببساطة في جزء ما في الجهاز الدوري على أن يتم التقاطها بواسطة الخلايا الجائعة لها في مكان آخر.

ولكن الدهون، في المقابل، تتجمع مع بعضها في البيئة المائية. ولو تم وضعها مباشرةً في مجرى الدم،فإنها سوف تتراكم وتعمل على انسداد الدورة الدموية.

كما يفعل الشحم في بالوعة صرف المطبخ المسدودة (وهذا تقريباً ما يحدث في حالة "تصلب الشـرايين "  Atherosclerosis) وبدلاً من ذلك، فإنه يتم ربط الدهون بمركبات أخرى لكي تقوم بمصاحبتها أثناء رحلتها في الدم.

 

يتم نقل الأحماض الدهنية (والتي تكون السلاسل الهيدروكربونية في الدهون ) بواسطة الألبيومين في سيرم الدم، وهو أكثر البروتينات وفرةً في سيرم الدم.

ويستطيع كل جزىء ألبيومين أن يحمل سبعة جزيئات من الأحماض الدهنية، والتي ترتبط بمناطق الصدوع العميقة في جزىء الألبيومين مختبأةً من الماء المحيط.

ويقوم ألبيومين السيرم أيضاً بالارتباط وتوصيل جزيئات أخرى غنية بالكربون مثل هرمونات الاسترويد (Steroid Hormones)  وجزيئات العقاقير ويعمل على توصيلها.

 

وهناك أهمية كبيرة لهذه الخاصية وذلك عند تقرير الجرعة اللازم تناولها من عقار معين. فلو كان لهذا العقار القدرة على الارتباط بقوة بألبيومين السيرم، فإن هذا يعني أن أغلبه سوف يتم إخفاؤه بواسطة جزيئات هذا البروتين، وبالتالي فلن يتمكن من الوصول إلى المكان المناسب بالجسم لإظهار تأثيره.

ولكن هذا قد يعمل أيضاً على إطالة مدة عمر العقار. حيث يعمل ألبيومين السيرم في هذه الحالة كمخزن للعقار، بحيث يقوم بتحريرة ببطء مع استمرار عملية دورانه في الدم.

ويقوم ألبيومين السيرم أيضاً بحماية جزيئات العقار من الآليات الطبيعية للتخلص من السمية في اجسامنا، ولذلك فإن تأثير العقاقير المرتبطة به يكون أطول أمداً من تأثير العقاقير الأخرى التي يمكنها الذوبان في الماء.

 

تُحمل الدهون بطريقة أخرى مختلفة. فبدلاً من حملها جزيئاً بجزىء بداخل أحد البروتينات مثل ألبيومين السيرم، فإنه يتم حملها في كريات صغيرة تسمي "بروتينات دهنية" (Lipoproteins).

حيث تتكون كل كريّة من هذه البروتينات الدهنية من جزيئات دهنية محاطة بحاقة من البروتين. ويتم امتصاص هذه البروتينات الدهنية بواسطة الخلايا المبطنة للجهاز الدوري بحيث يتم تفكيكها في الداخل.

وهناك نوعان أساسيان من البروتينات الدهنية التي تدور في الدم: وهما البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة ("LDL" Low-Density Lipoproteins) والبروتينات الدهنية عالية الكثافة ("HDL" High-Density  Lipoproteins).  

 

وتتميز البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة بأنها أكبر حجماً وتحتوي على كمية أكبر من الدهون، وهذا يجعلها منخفضة الكثافة. ولكلا النوعين دور مهم في نقل الكوليسترول في الجسم.

ولكن النوع منخفض الكثافة اكتسب سمعةً سيئةً أدت إلى وصفه « بالكوليسترول السيىء »، وذلك لميله للتراكم على جدران الشرايين التي تقوم بتغذية القلب والدماغ، مما يؤدي إلى حدوث تصلب الشرايين.

 

ومن ناحية اخرى، فإن المستويات المرتفعة من النوع مرتفع الكثافة تبدو وكأنها تساعد على تقليل خطورة التعرض للإصابة بأمراض القلب، ولذا فقد عٌرف هذا النوع «بالكوليسترول الجيد» .

إلا أن الآلية الدقيقة المفسّرة للحماية من أمراض القلب بواسطة هذا النوع ما تزال موضع جدل ومناقشات، ولكنه من المعتقد أن النوع مرتفع الكثافة يعمل على نقل الكوليسترول بعيداً عن أماكن تراكمه في الشرايين، مع إعادته إلى مكان تخزينه بالكبد.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى