علوم الأرض والجيولوجيا

علاقات التخفيف – التكنولوجيا

2014 الاقتصاد وتحدي ظاهرة الاحتباس الحراري

تشارلزس . بيرسون

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علاقات التخفيف – التكنولوجيا علوم الأرض والجيولوجيا

في الجزء السابق، اكتشفنا طبيعة التفاعل القائم بين سياسات التخفيف والتكيف. كما أن هناك تفاعلاً بين سياسات التخفيف والتكنولوجيا.

وبتعابير نظرية العوامل الخارجية، فإنه ينبغي معالجة "العوق الاقتصادي الخارجي" (External Diseconomy) للانبعاثات من خلال ضريبة الكربون، والعوامل الخارجية الإيجابية للتكنولوجيا المؤثرة في السلع العامة، التي يجب تصحيحها مع المجموعة الثانية من السياسات.

على أية حال، ففي ظل غياب السياسات التكنولوجية المباشرة، نحن في العالم الثاني الأفضل، والحالة هذه تمكننا من زيادة ضرائب الكربون لتحسين التكنولوجيا بصورة غير مباشرة(25).

 

لنفترض أن كلا السياستين متاحتان، فينبغي تعزيز التكنولوجيا مباشرة لغرض خفض تكاليف تخفيف الانبعاثات، في حسابات الكلفة–العائد، لتسويغ المزيد من التخفيف، ولتكن سياسة ظاهرة الاحتباس الحراري أكثر جرأة. 

قد يبدو  عند الوهلة الأولى أيضاً، أن ضريبة الكربون المثلى ينبغي أن تكون بمستوى أقل من ذلك، حيث إن سياسة تكنولوجية منخفضة التكاليف يمكن أن تتحمل بعض العبء لخفض الانبعاثات.

ومع ذلك، وحتى إن بدا الاستنتاج متجهاً بعزم نحو دعم سياسة تكنولوجية أكثر صرامة لخفض الانبعاثات، فإنه بالإمكان تحديها.

 

فوجهة النظر التقليدية هي أن التغير التكنولوجي يقلل من التكلفة الإجمالية والتكاليف الحدية لتخفيف الانبعاثات قد تكون غير صحيحة. والتكاليف الإجمالية للتخفيف قد تنخفض، ولكن منحنيات الكلف الحدية قد تصبح أشد انحداراً عند مستويات التخفيف العالية (Baker et al. 2008).

جادل بيكر (Baker) حيث إن احتمالات حدوثه هي الأكثر، فعندما تكون التكنولوجيات ملائمة لمستويات تخفيف منخفضة، فإنها تُعطي دورواً أكبر عند الحصول على تكنولوجيات أكثر جذرية ولمستويات تخفيف عليا.

وإذا  كان التغير التكنولوجي يخفض الكلف الكلية للتخفيف، لكنه يزيد من كلف التخفيف الحدية، فإن النتيجة هي مستوى منخفضٌ أمثلٌ للتخفيف (انبعاثات عالية)، وضريبة انبعاثات عالية.

 

قناة أخرى يمكن من خلالها أن تتفاعل سياسة الانبعاثات وسياسة التكنولوجيا هي توقيت السياسات.

فلو اعتقد أحدنا أن البحث والتطوير هو الوسيلة الرئيسية التي من خلالها يمكن تخفيض تكاليف التخفيف، وإذا اعتُمد لهذا العرض برنامج واسع للبحث والتطوير، فقد يكون هناك سبب ما لإبطاء أهداف خفض الانبعاثات حتى وقت معين، وعلى هذا النحو تنخفض كلف التخفيف.

ولكن إذا كانت جهود البحث والتطوير المباشرة ضعيفة، فإن عبء التعجيل في التغير التكنولوجي تقع بشكل أكبر على عاتق سياسة الانبعاثات، وتدعم تعيين سعر كربونٍ عالٍ لغرض تحفيز انشطة البحث والتطوير بصورة غير مباشرة.

 

وجد جيرلانغ وآخرون (Gerlangh et al. 2009) أن في هذه الحالة ينبغي تعيين ضرائب انبعاثات عالية نسبياً تصل إلى المستوى "البيجوفي" الخاص بها(26).

الاستنتاجات هي الأقل وضوحاً، إذا كان العمل بالممارسة هو الوسيلة الأساسية التي من خلالها سيتحقق تخفيض تكاليف التخفيف.

وفي هذا الصدد، فقد وجدا غولدير ومايثاي Goulder and Mathai 2000) أن تأثير الإسراع في التغير التكنولوجي على التوقيتات المثلى للتخفيف هو موضوع يتسم بالغموض.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى