إسلاميات

مجريات أحداث غزوة أحد

1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثاني

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

غزوة أحد إسلاميات المخطوطات والكتب النادرة

أُحُد جبلٌ يقع على بعد نحو كيلومترينْ في شمالي المدينة المنوَّرة، عنده كانت الواقعةُ المشهورة بين المسلمين والمشركين في مُنْتَصَفِ شعبان من السنة الثالثةِ للهجرة.

فبعدَ أن انتصـر المسلمون في معركة بَدْر أخذت قريش تُعِدُّ العدَّةَ للأخذ بالثأر لشـرفها. لذلك خصَّصَتْ جميعَ أموالِ القافلة التجارية التي قامتْ بسببها غزوةُ بدر لتستعينَ في حربها ضِدَّ المسلمين.

واسْتعدَّتْ قريشٌ استعداداً كبيرا لهذا الِّلقاء، فجمع أبو سفيان جيشا قِوامُه ثلاثةُ آلاف جندي، كما صَحِبَ أبو سفيان معه بعضَ نساء قريش لإثارة حماس الجيش وحتى يَكُنَّ حائلا دون فِرَار الرجال، كما كانت تقضـي بذلك عادةُ العرب.

 

وخرج هذا الجيشُ الكبيرُ قاصداً المدينةَ. لما سمع الرسولُ عليه الصلاةُ والسلامُ بقدوم هذا الجيش إلى المدينةِ استشار أصحابَه فيما يفعل.

واختلفت الآراء في كيفية لقاءِ جيش قريش، فكان هناك الرأيُ القائلُ بلقائهم خارجَ المدينة، وكان أصحابُ هذا الرأيِ من الشباب الذين لم يشهدُوا بَدْراً.

وأشار البعضُ الآخر بالمكوث بالمدينة والاستفادة من تحصيناتها، وكان الرسول، صلى الله عليه وسلم، ,والصحابة من أنصار هذا الرأي. ولكن النبيَّ أخذ بالرأي الآخر لأنه حاز تأييدَ الأغلبية.

 

وخرج جيش المسلمين وكانت عِدَتُّه ألفَ رجل للقاء المشـركين، ولكن سرعان ما اعترضَتْ جماعةٌ من المنافقين، بزعامةِ عبدِاللّه بن أُبَيّ بن سلول، على رأي الأغلبية وقرَّرَتْ التخِّليَ عن المسلمين والعودةَ إلى المدينة. 

وكانت هذه الجماعةُ تشكل ثُلُثَ جيش المسلمين، ولم يتأثرْ المسلمون بخروج هؤلاء المنافقين من صفوف الجيشِ الإسلامى، واستمر الجيش في طريقه حتى عَسْكَرَ عند سفح جبلِ أُحد. 

ونظَّم الرسولُ، عليه الصلاة والسلام، المسلمين فجعل ظهرَهم إلى الجبل واختارَ عدداً من خِيرة الرُّماة وأمرَهم بالوقوف أعلى الجبل لحماية ظهرِ المسلمين، وأوصاهم بعدم ترك مواقعِهم مهمَا كانَ الأمر.

 

وبدأت المعركة بين الطرفين كعادة العرب بالمبارزة ثم التحمَ الطرفان، وظهر التفوق لجيش المسلمين وبدأت طلائِعُ النصـر وأخذ مقاتلو قريش يتراجعون، وبدأ المسلمون يجمعون الغنائمَ.

وأغرى هذا الموقفُ الرُّماةَ فتركوا موقعَهم ونزلوا من الجبل طمعاً في الأسلاب مخالفين أوامرَ الرسول، عليه الصلاة والسلام، ولم يكن النصـرُ قد اكتمل بّعْدُ.

 

وكان خالدُ بن الوليد قائداً لفرسان قريش، ولم يكن قد أسلم بعدُ، وقد أنتهز خالدٌ نزولَ رماةِ المسلمين فقام بهجوم مفاجئ من خلف جيش المسلمين مُحْدِثاً بذلـك ارتباكا بين صفوفهم، وتعرضَّت حياةُ رسول الله ، صلى الله عليه وسلم، للخطر، وتراجع المسلمون. ونتج عن هذه الغزوة استشهادُ أكثر من سبعين شهيدا من المسلمين على رأسهم حمزةُ عَمُّ النبي.

واكتَفَتْ قريشٌ بردِّ شرفها وعادتْ أدراجها، ولم تـضر هذه الهزيمة المسلمين كثيرا إذْ استطاع الرسولُ أن يتحمَّلَها وأن يعيدَ ترتيبَ صفوفِ المسلمين. واستفاد المسلمون من الأخطاء التي ارتكبوها، وأدركوا أن أهميةَ  طاعةِ أوامر الرسول، عليه الصلاة والسلام، بدقة. 

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى