شخصيّات

الصعوبات التي واجهت “مارتين” في مواصلة اختراعاتها

1995 نساء مخترعات

الأستاذ فرج موسى

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مارتين كيمف شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

وكان عام 1985، عاما مختلفا!! وبالتحديد 13 نوفمبر حصلت ((مارتين)) على جائزة ((روستروبوفيتش Rostropovitch)) المميزة، التي يتم منحها للشخص الذي يحقق إسهاما فائقا خلال العام السابق.

وقد سبقها في الحصول على هذه الجائزة المميزة كل من «Jacques Cousteau & Lord Mountbatten» . ولكن ليس بالجوائز والتكريم وحسب يمكن أن يعيش المخترع.

فالمخترع يرغب في أن يرى اختراعه في الأسواق. وبمساعدة شركة والدها، وبدون أي عون مالي من القطاع الخاص أو الحكومة الفرنسية، بدأت ((مارتين))، في عمل نماذج قليلة من اختراعها ((كاتالافوكس))، وذلك قبل أن يبدأ خط الإنتاج والتجميع الكامل.

 

والمعروف أن عمليات الإقراض في فرنسا، بلد ((مارتين))، تتم تحت إشراف الدولة. تقدمت ((مارتين)) لطلب قرض بمليون فرنك فرنسي (أي حوالي 150 ألف دولار أمريكي).

وهو مبلغ تافه، يمنح – دون نقاش – لمراكز الأبحاث الوطنية، أو الشركات الخاصة، ولندع جانبا المبالغ الطائلة التي تمنح لفرق كرة القدم!!

وعلى الرغم من تواضع القرض المطلوب، إلا أن ((مارتين)) واجهت صعوبات في هذا الشأن. وبالتحديد بسبب القصور الذاتي البيروقراطي والمكائد السياسية.

 

والواقع، أنه عندما حاولت ((مارتين)) إيجاد تمويل لتصنيع اختراعها، أصبح اختراعها هدفا لحملة معادية. حتى أن الأمر رفع إلى البرلمان الفرنسي في باريس.

 وصارت مارتين أضحوكة وتعرض اختراعها، الذي كان ينظر إليه على أنه أعجوبة صغيرة، لحملة تحقير من قدره بشكل مفاجئ، حيث اتهم بأنه أقل كفاءة وقوة من آلات منافسة له. بل زعم أحد الوزراء أنه ((لا يعدو أن يكون أداة بسيطة)).

وقد شعرت ((مارتين)) – وقد كانت في الولايات المتحدة آنذاك، بأن هذه العبارة ((طعنة من الخلف)). ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل ازداد سوءا، عندما استمرت المجالات الفنية، وانتشرت الإشاعات حول هذا الإختراع.

 

فعلى سبيل المثال، قالوا بأن والدها يرغب في هذا القرض لإنقاذ شركته من الإفلاس، ولم يكن ذلك صحيحا. فقد كانت شركته مزدهرة بالفعل. وقد استاء والدها من ذلك.

لكن ((مارتين)) رفضت الاستسلام؛ لأنها كانت مؤمنة تماما بأصالة اختراعها، هذا علاوة على أوامر الشراء التي تلقتها من جميع أنحاء العالم، وكانت دافعا كبيرا لها.

فلم تتلق هذه الطلبات من أوروبا الغربية فحسب، بل من الاتحاد السوفيتي أيضا، حيث كان لها أحد المشجعين هناك.

 

ففي نوفمبر 1985، رحب البروفيسير ((فيديروف Fyodorov))- أشهر طبيب عيون في الاتحاد السوفيتي – بتلك السيدة الفرنسية البالغة من العمر السابعة والعشرين في ((معهد موسكو لأبحاث الجراحات الدقيقة للعيون))، وطلب شراء عدة أجهزة كاتالافوكس.

ثم جاء دور الأمريكيين!! فحذوا حذو زملائهم الروس، وأبدى متخصصون في مجال الجراحات الدقيقة انبهارهم الشديد بالكاتالافوكس، ومخترعه أيضا.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى