التاريخ

اكتشاف عبقرية وذكاء نيوتن خلال مرحلته الجامعية

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول

صبري الدمرداش

KFAS

عبقرية وذكاء نيوتن التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

إسحاق .. وإسحاق!

ما إن بلغ نيوتن الثامنة عشرة من عمره حتى التحق بكلية ترينتي بجامعة كيمبردج. ومرت فترة من دراسته الجامعية دون أن يلفت النظر بشكل خاص. ثم وقع تحت تأثير إسحاق آخر، إسحاق بارو، وهو علاَّمة بالفعل.

فهو أُستاذٌ في الرياضيات، وعَلَمٌ في الكلاسيكيات، وعَلَمٌ في الفلك، وحجة في البصريات. وكان بارو من أوائل من أدركوا عبقرية نيوتن ومهَّدوا السبيل لتفتقها.

 

غِشٌ … أم نبوغ؟

ويذكر المؤرخون كثيراً عن عبقرية نيوتن المذهلة وخصوصاً في الرياضيات. ومن هذه الحوادث أنه تقدم مع غيره من زملائه إلى امتحان آخر العام.

وكان صعباً قاسياً يستغرق حل ما به من مسائل معقدة على الأقل ثلاث ساعات، ولكن نيوتن فرغ من حلها في عشر دقائق!!.

ولما سلّم أوراق إجابته إلى المراقب عجب الأخير وحسب أن الطالب قد سلَّمه هذه الأوراق ليغادر قاعة الامتحان احتجاجاً على صعوبته وقسوته كما يفعل الطلاب عادة في مثل هذه الأحوال!.

وانصرف نيوتن من القاعة. ونظر المراقب، وهو أستاذ في الرياضيات، في أوراق الإجابة فإذا به يجد كل الحلول صحيحة، لا كبوة ولا خطأ!. وتملكه العجب، ولكنه عجبٌ يخالجه شكٌ كبير.

ورأى ا لمراقب أن الأمانة تقتضي منه أن يسجل على أوراق إجابة نيوتن الملاحظة التالية: انتهى الطالب المذكور من حل جميع أسئلة الامتحان في عشر دقائق فقط.

لذا أُشير بإجراء تحقيقٍ عاجلٍ في هذا الأمر، ولا تعليل يقبله العقل سوى أن الطالب المعني قد حصل على أسئلة الامتحان قبل انعقاده.

واجتمع مجلس إدارة جامعة كيمبردج كي يحقق في الأمر الخطير، واستدعى نيوتن للتحقيق.

وإذا به يفاجئ المحققين، وهم من جهابذة المختصين، بأمرٍ لم ينتبهوا إليه وهو أنه حل العديد من تلك المسائل على أسسٍ وقواعد رياضية جديدة ابتكرها هو بنفسه.

 

وهي غير تلك المتضمنة في كتب الجامعة!!. واستبد العجب بالمحققين. إن صح هذا، فمعناه أن جامعة كيمبردج أصبحت تضم واحداً من عباقرة الرياضيين.

وقال رئيس المحققين للطالب: إذا كان ما فعلت صحيحاً، فسنعقد لك امتحاناً آخر ونرى ما سوف تصل إليه بهذه الأسس والقواعد الجديدة التي تدعى أنك مبتكرها.

واجتمع المختصون لوضع امتحان جديد، تعمدوا فيه الخشونة والتعقيد، وأخفوا أمره.

وأُخطر نيوتن بموعد الامتحان ومكانه. وفي الامتحان فرضت الرقابة المشدَّدة واتُّخذت كافةُ الاحتياطات. وإذا بالطالب ينتهي من إجابته في مدة أقل من الأولى، سبع دقائق!. وسلَّم أوراق الإجابة.

ويالا أشد دهشة المصحِّحين.!! إن الاجابات جميعها صحيحة وفوق ذلك مبتكرة، فهو لم يستخدم فيها قاعدة واحدة من القواعد الرياضية المستخدمة في ذلك الوقت!!.

لا بد إن من التسليم. لقد أيقن أساتذة كيمبردج أنهم أمام عبقري يندر أن يجود الزمان بمثله.

وكان رد الاعتبار. فقد اعتذر مدير الجامعة بنفسه للطالب علانيةً أمام طلاب الجامعة، لأن أخبار التحقيق مع نيوتن كانت قد انتشرت بينهم ولاكوا إسمه وسمعته بألسنتهم.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى