البيولوجيا وعلوم الحياة

التطوّر المُرافِق

2012 التطوّر

كيم براين + إيان كروفتون + ويت غيبسون + جين غرين

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

البيولوجيا وعلوم الحياة

أحيانا ما يكون هناك ارتباط وثيق بين تطوّر نوعين أو أكثر من الكائنات الحية، وهو ما يُعْرَف بالتطوّر المرافق (Co-evolution). وقد طورت بعض الكائنات الحية علاقة

مع واحدها الآخر لدرجة أنها لا يمكنها أن توجد بمعزل عن بعضها البعض. وتضم المُجْترَّات (ruminants) حيوانات مثل الأبقار، والأغنام، والماعز، والغزلان. ولا تستطيع هذه الحيوانات هضم السيليلوز (cellulose) –

الذي هو عبارة عن مادة كيميائية صلبة توجد في المواد النباتية – لكن المُجتْرَّات في احتياج للطاقة التي يحتوي عليها.

وتعتمد المُجترَّات على ملايين الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في أمعائها؛ حيث تقوم هذه الكائنات بتكسير السيليلوز. وفي المقابل، توفر المُجترَّات بيئة دافئة آمنة تحتوي على قدر غير محدود من الطعام لشركائها الضئيلي الحجم الموجودة بداخلها. ولا يمكن

لأي من المُجترَّات أو الكائنات الحية الدقيقة أن يحيا بدون الآخر. وتسمى علاقة وثيقة مثل هذه – والتي يستفيد منها كلا الشريكين – بالتنافع (mutualism) (انظر المجلد السادس: ص59-58). وتنشأ هذه العلاقة نتيجة لملايين السنين من التطوّر المرافق.

لكن التطوّر المرافق لا يتمخَّض دائما عن منفعة متبادلة. فعلى سبيل المثال، تنخرط الحيوانات المفترسة وفرائسها في «سباق تسلُّح» بيولوجي (انظر ص56). ففي الوقت الذي تتطوّر فيه الحيوانات المفترسة وتصير ناجحة بمعدل متزايد في اصطياد فرائسها، تقوم هذه الفرائس هي الأخرى بتطوير طرق أفضل للإفلات من الوقوع في يد مطارداتها.


[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى