شخصيّات

مواجهة المهندسة “روبرتا كاريس” وزوجها لنظرة المجتمع التقليدية للمرأة

1995 نساء مخترعات

الأستاذ فرج موسى

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

روبرتا كاريس شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

إن الأفكار التي يتصورها المرء، ويكون عنها فكرة مسبقة في مخيلته، من الصعب أن تموت.

وهنا تتذكر "روبرتا": عندما التحقت بجامعة ((اندهوفين)) التكنولوجية لأول مرة في عام 1982، كنا فقد 10 فتيات من مجموع طلبة الهندسة الكيميائية، البالغ عددهم 150 طالبا وطالبة.

وكان الأمر أكثر سوءا في الأقسام الأخرى. فعلى سبيل المثال، كان من الصعب أن نجد أي فتاة تلتحق بقسم الإليكترونيات.

 

وهذا يفسر السبب في أن مجموع الفتيات في ذلك العام كان 150 فتاة فقط من المجموع الكلي للطلاب، البالغ عددهم 1100 من الطلاب المستجدين.

((وفي عام 1990، تبدلت الأمور قليلا في الجامعة، حيث تضاعف عدد الفتيات ثلاث مرات في مجال دراسة الهندسة الكيميائية.

وعلى الرغم من ذلك، فلا يوجد أي امرأة بدرجة ((أستاذ جامعى)) في جامعة ((إندهوفين)) التكنولوجية، أو على الأقل في مجال الكيمياء. والمرأة الوحيدة التي سمعت بها، كانت تعمل في جامعة ((ديلفت Delft)) التكنولوجية.

 

أما في خارج أسوار الجامعة، فكانت الأمور تسير أكثر بطأ. خذي على سبيل المثال: فأنا المرأة الأولى والوحيدة التي تحمل درجة الدكتوراة في القسم الذي أعمل به، فمن مجموع 60 باحثا، كان يوجد ثلاث نساء، مساعدتان وأنا)).

واليوم، تعمل ((روبرتا)) كباحثة في ((قسم الكيمياء العضوية)) بشركة ((أكزو Akzo)) في مدينة ((أرنهم Arnhem)).

وهذه الشركة الهولندية الكبيرة كانت مهتمة للغاية بأبحاث ((روبرتا))، ولهذا السبب اختطفتها بمجرد حصولها على درجة الدكتوراة.

 

وكان هدف "روبرتا"، هو إدخال تحسينات على اختراعها الخاص بالطلاء، الذي كان أحد أهم مميزاته، هو خاصيته غير الملوثة للبيئة، حيث كان يقلل بشكل أساسي من تبخر المواد الضارة في الهواء.

ويحمل زوجها "جان"، أيضا درجة الدكتوراة في الهندسة الكيميائية من نفس جامعة "إندهوفين". وهو يعمل في معهد أبحاث قومي لمراقبة نوعية مياه الشرب، ويجري بحثا عن تسرب المبيدات الحشرية إلى المياه.

و"روبرتا" المغرمة بالحيوانات و "جان" زوجان يتمتعان بوعي بيئى شان أبناء جيلهما، وليست الكيمياء عندهما مجرد شغف، بل هي أسلوب عملي لحماية "البيئة"، التي تمثل مشكلة رئيسية في هولندا.

 

وتذكر "روبرتا" بعض الملحوظات حول الكيمياء فتقول : "إن اسلوب عرض موضوع الكيمياء، على العامة، من خلال وسائل الإعلام، ليس صحيحا دائما.

فالكثير من الناس تعتقد أن الكيمياء "ملوثة وبغيضة"، بغض النظر عن أنه ليس كل المواد الكيماوية خطيرة، كما أنه ليس كل المواد الطبيعية آمنة.

فعلى سبيل المثال، نجد أن أخطر السموم تتكون من مواد طبيعية، لذلك كنا دائما – أنا وجان – نضع الأمور واضحة فيما يخص هذا الموضوع، عندما تنظم لنا الجامعة محاضرات في الكيمياء لإلقائها على العامة".

 

وتقول "روبرتا"، حقا إن النظرة التقليدية إلى عمل المرأة قد بدأت تتغير، غير أنه لا يزال من الشائع التسليم بأن المرأة يمكنها أن تكون كيميائية، ولكنها لا يمكن أن تكون مهندسة، ولا حتى مهندسة كيميائية، ولعل هذه (الأفكار التقليدية) عن عمل المرأة قد تركت أثرها بلا وعي في ذهن "روبرتا" نفسها.

إذ تقول : "الواقع أننى – كامرأة- أقرب إلى أن أكون كيميائية، لأنني أستخدم أنابيب وقوارير صغيرة، أما "جان" فهو أقرب إلى أن يكون مهندسا، لأنه يعمل بالأنابيب الكبيرة والمفاعلات الضخمة!"

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى