علوم الأرض والجيولوجيا

نبذة تعريفية عن مصطلح “إدارة التربة” ومضامين نظامها

1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الخامس

ترجمة أ.د عبد الله الغنيم واخرون

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

إدارة التربة مضامين نظام إدارة التربة علوم الأرض والجيولوجيا

المعنى الحرفي لهذا المصطلح هو «إدارة التربة» ويقصد بذلك كيفية استغلال التربة بصورة اقتصادية وتنظيم المعاملات الضرورية لذلك.

وتتضمن هذه المعاملات الإعداد الجيد للتربة سواء بطرق يدوية أو آلية، وتنظيم كل المعاملات الأخرى التي تتضمن عمليات الري والبذل (الصرف) والتسميد، والتي تهيء الظروف المناسبة لزيادة إنتاجية الأرض من المحاصيل المنزرعة من إنتاج الأشجار المثمرة.

ويتطلب تنظيم المعاملات المناسبة لكل تربة خبرات خاصة تحقق مستوى عالياً من إنتاجية الأرض وفق أسس علمية مدروسة، ومن هذه الخبرات تحديد الخواص الطبيعية والكيميائية والبيولوجية للتربة، ومعرفة حاجة التربة من الهواء والماء، وعمليات التقليب والتسميد وإعداد الأرض لتناسب كلا من النباتات المنزرعة المختلفة.

 

هذا إلى جانب وقاية المحاصيل المنزرعة من أضرار الحشرات والأمراض والآفات التي قد يتعرض لها النبات، واختيار أنسب الأوقات للزراعة وأخرى للحصاد.

ويهتم بهذه العمليات المختصون في الإرشاد الزراعي. ولقد خطط المهندسون الزراعيون طرقاً كثيرة لتنظيم استخدامات الأرض الزراعية، وللتعرف على نوع التربة وخواصها في الحقل، ومعرفة مدى صلاحية التربة للزراعة وملاءمتها لكل محصول يزرع فيها.

 

ويتطلب ذلك إجراء بحوث حقلية كتلك التي قام بها مركز خدمات صيانة التربة في الولايات المتحدة الأمريكية ويتضمن هذا النظام ما يلي:

أ إنشاء خرائط إمكانات الأرض الزراعية:

ويتم إعداد هذه الخرائط أثناء مسح الأراضي الزراعية. هذه الخرائط أثناء مسح الأراضي الزراعية. وتسهم هذه الخرائط في معرفة مدى ملاءمة الأرض الزراعية للاستغلال الزراعي أو الرعوي أو الغابي أو لعمليات التحريج.

كما تؤخذ في الاعتبار كذلك كيفية التحكم في خصوبة التربة، والمحافظة عليها من التعرض للتآكل وللتعرية وفقاً للظروف الطبيعية المحلية.

وتظهر هذه الخرائط ثمانية أنواع من هذه الإمكانات ويرمز لكل منها بأحرف رومانية أو بألوان مختلفة حيث يشير كل حرف أو لون منها إلى إمكانية معينة من إمكانات التربة.

 

ب- تنظيم زراعة المحاصيل:

ويقصد بذلك تهيئة المحاصيل التي تزرع في الأرض، وتحديد تتابع أو الترتيب الزمني. لزراعة المحاصيل في نفس الحقل على فترات زمنية متعاقبة.

وقد يكون هذا التتابع في شكل دورات زراعية منتظمة لمحاصيل مختلفة، ويكون فيها تتابع لمحاصيل معينة في نظام دوري ثابت وفقاً لإمكانات التربة الزراعية.

 

ويمكن أن يكون التتابع لمحصول واحد يزرع في نفس المساحة المنزرعة من الأرض سنة بعد أخرى، خاصة إذا لم يكن هذا المحصول مجهداً للتربة، كما قد يكون التتابع لمحاصيل مختلفة تزرع في مساحة زراعية معينة ولكندون وضع خطة دورية منتظمة أو ثابتة.

وقد تتخذ عملية تنظيم زراعة المحاصيل صورة دورات منتظمة ذات تتابع ثاتب لمحاصيل مختلطة، مثل الحبوب الغذائبة ومحاصيل العلف والبرسيم والبقوليات.

ويفضل أن تزرع البقوليات منفردة في دورة خاصة مع البرسيم والحلفا أو محاصيل العلف، ذلك لأن البقوليات تعمل على تغذية التربة بالنتروجين الذي يزيد من خصوبتها.

 

وتسهم زراعة الحبوب الغذائية في تجنب التربة لعمليات التعرية، إلا أنها لا تضيف النتروجين إليها وتستهلك كميات متوسطة من المواد الغذائية في التربة، لذلك يحسن عدم زراعة الحبوب الغذائية في دورة زراعية تدخل فيها البقوليات.

أما محاصيل البطاطس والقطن وبنجر السكر فتعد اختياراً مناسباً عندما تتبع البقوليات في دورة زراعية واحدة، حيث أن هذه المحاصيل تستفيد من النتروجين والزوت الذي تضيفه البقوليات في التربة.

 

ج- المواد العضوية

إن إضافة المواد العضوية للتربة في صورة مخصبات عضوية أو مخصبات خضراء ورقية، له قيمة وعائد ملموس في تشكيل الخصائص الطبيعية والكيميائية والبيولوجية للتربة، ومن ثم في مدى خصوبتها وجودتها.

وقد أظهرت الأبحاث الحديثة تفسيرات مقبولة لإيضاح ميكانيكية هذا التأثير، فقد تبين أنه أثناء تحلل المواد العضوية في التربة، تقوم الكائنات الحية فيها بربط الحبيبات المنفردة في التربة وتجميعها وتحسين التهوية في التربة وتثبيت النتروجين الجوي فيها.

 

فعندما تختلط هذه المواد بحبيبات التربة وتتعرض للجفاف فإنها تربط بين هذه الحبيبات، وتغيرها إلى تركيب مسامي ثابت المحتوى المائي، إلا أن هذه المواد الصمغية قد تتحلل بدورها بواسطة كائنات عضوية أخرى في التربة.

ولكي نضمن الحصول على مصدر ثابت ومناسب من هذه المواد الصمغية اللاحمة، فيجب إضافة المواد العضوية إلى التربة بصورة مستمرة، وعلى فترات متقطعة.

وتقوم جذور النباتات والغزل الفطري لأنواع كثيرة من الفطريات التي تنتشر في التربة بتعفين الجزيئات المتلاحمة، وتشكيلها إلى تجمعات أكبر حجماً، مما يؤدي إلى تكوين فراغات ومسام واسعة في التربة تسمح بدورها بالحركة السريعة لكل من الماء والهواء فيها.

 

وتزداد كذلك سرعة حدوث التفاعلات البيولوجية في التربة. وتجد الإشارة إلى أن وجود المواد العضوية في التربة، قد لا يكون مفيداً في كل الحالات. فتجمع حبيبات التربة في مجاميع كبيرة الحجم نسبياً، قد يؤدي إلى تكوين طبقة سطحية متجمعة تخضع لعوامل التعرية والتذرية بفعل الرياح.

وبالرغم من بعض النتائج السلبية المحدودة للمواد العضوية في التربة، فإن تخصيب التربة بهذه المواد يعد من العمليات المهمة لضمان الحفاظ على خصوبة التربة ورفع إنتاجيتها.

 

د- المحسنات والمثبتات:

وهذه تشتمل على مجموعة كبيرة من المواد الطبيعية والمصنعة، والتي تمتزج مع مكونات التربة وتعمل على تحسين خصائصها البيدولوجية (الطبيعية والكيميائية والبيولوجية).

وتستخدم أملاح الكالسيوم القابلة للذوبان في الماء مثل كلوريد الكالسيوم والجبس أو حامض الكبريتيك أو الكبريت، وكبريتات الحديدوز وكبريتات الألومنيوم لتحسين الصفات الطبيعية للتربة، خاصة عند احتوائها على كميات زائدة من أيونات الصوديوم المندمجة مع حبيبات التربة الغروية.

كما تبين أن إضافة الجبس للتربة الطبيعية غير المسامية يعمل على تحسين صفاتها وتعديل نسيجها وقوامها.

 

كما يستخدم الحجر الجيري في تحسين الصفات الطبيعية للتربة الحمضية، وذلك عن طريق تنشيط الكائنات الدقيقة في التربة، والتي تساهم في تكوين بعض المواد التي تعمل على ربط حبيبات التربة وتجميعها في مجموعات كبيرة.

وقد كان لاكتشاف طبيعة الدور المهم الذي تلعبه الكائنات الحية في التربة في إنتاج مواد صمغية تربط حبيباتها، أثره في إجراء البحوث العلمية للكشف عن مواد جديدة مصنعة كيميائياً، بحيث يكون لها نفس التأثير على المواد الطينية، وعلى ذلك تم استخدام نوعيات واسعة من هذه المركبات المصنعة أدت فعلاً إلى تحسين صفات التربة وخواصها البيدولوجية.

 

هـ- الخصوبة:

ويقصد بذلك اكتساب التربة صفات بيدولوجية متميزة بحيث تسمح مركباتها الغذائية بتغذية النبات بكميات مناسبة وبمواد متنوعة في سهولة ويسر.

وفي توازن منضبط تحت ظروف مناسبة من الضوء والرطوبة والحرارة، ومن ثم تؤثر خصوبة التربة في مدى إنتاجيتها أو بمعنى في مردود الفدان (أو الهكتار) من المحاصيل المنزرعة.

 

و- الاختبارات والتحاليل المعملية:

إن بعض أنواع التربة قد تكون خصبة، وذات خواص طبيعية جيدة، إلا أنها قد تفتقر في نفس الوقت إلى عنصر أو أكثر من العناصر الستة عشر الأساسية لنمو النبات (راجع تربة).

وقد ترتفع نسبة الحموضة أو نسبة القلوية في التربة، ويؤثر ذلك في خواصها من جهة، وفي إنتاجيتها ومدى خصوبتها من جهة أخرى.

 

وتجري هذه الاختبارات بطرق متعددة حيث تستخلص جميع الكميات من المواد والعناصر الموجودة في التربة، ثم تقارن بكميات وقيم قياسية.

وقد تحتاج بعض أنواع التربة إلى نوعيات خاصة من الاختبارات المعملية، للتعرف على تكوينها المعدني وخصائصها الكيميائية أو البيدولوجية.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى