العلوم الإنسانية والإجتماعية

أهم ما يميز المرحلة العمرية للأطفال ذوي الأربع سنوات من العمر

1998 الأعمار و مراحل النمو

ميلر, كارين

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الأطفال ذوو الأربع سنوات أهم ما يميز المرحلة العمرية للأطفال ذوي الأربع سنوات العلوم الإنسانية والإجتماعية البيولوجيا وعلوم الحياة

أحسن كلمة يمكن أن تصف ذوي الأربع سنوات هي «الحيوية»، ويمتاز ذوو الأربع سنوات بالحماس والمغامرة والجرأة و«التحلل من القيود» والحماقة والعنف، وأخيرا باللطف.

وتعتبر هذه السنة المناسبة للروضة، حيث ينمو شغف الأطفال بالحروف والأرقام والأشياء الأكاديمية، ولكنهم لا يستطيعون الجلوس في أدب لمدة طويلة من الزمن؛ ذلك لأن الحياة حولهم مليئة بالأشياء المثيرة.

ويتركز اهتمامهم بأشياء، مثل الوحوش والديناصورات والأبطال ذوي القدرات الخارقة، ويمتازون بالتخيل الذي قد يصل بهم إلى الخيال الجامح في بعض الأحيان.

 

هم أيضا يحبون صنع أشكال غريبة بوجوههم، والغناء بأغاني بلا معنى، وأداء الأشياء المضحكة، ويحتاج الأشخاص الذين يتعاملون مع ذوي الأربع سنوات إلى طاقة كبيرة وروح الدعابة وحب اللعب والانطلاق.

ومن المهم بالنسبة للمعلمات أن يكن ذوات قدرات تخيلية وابتكارية، وأن يسعدن بروح المغامرة والقدرة على تحمل الضجيج والصخب، ويجب أن يعرفن متى يضعن الحدود… والقدرة على العقاب قد تكون مفيدة أحيانا.

 

– الميل الاجتماعي والعاطفي

يمتاز ذوو الأربع سنوات بالانطلاق المخيف، ولكنهم في أغلب الأحيان يتميزون بالأدب، ومن الممكن أن يشعروا بالغيرة من الأطفال الآخرين ذوي الحظوة عند الكبار، والقدرة على اكتساب الأصدقاء.

ففي بعض الأحيان يحاولون إقصاء طفل آخر من مكان اللعب حتى يحافظوا على الحظوة الاجتماعية في ميدان اللعب، وتصبح المشاركة عندهم نسبيا أسهل من ذي قبل.

وتنمو لديهم القدرة على التفاوض والمناقشة مع الآخرين، وتقل لديهم الرغبة في حماية ممتلكاتهم، ولذلك فإن اللعب الجماعي يزهر ويتضمن الكثير من المشاركة في الرأي بين الأطفال، وتقل نسبيا الألعاب الفردية.

 

تنطبق عبارة بعيدا عن الضوابط بالنسبة لذوي الأربع سنوات على عواطفهم أيضا، ويتميزون بعدم التحفظ، ويميلون لحب السيطرة والتباهي والحدة في عواطفهم، فهم يحبون الأشياء أو يكرهونها بشدة.

وكما أن ذوي الأربع سنوات يمتازون بالحيوية والنشاط الزائد، ويحتاجون إلى وضع حدود وضوابط لهم، فيجب أن تعرفيهم بوضوح بما هو مسموح به وغير مسموح به، فإذا كانت هذه الحدود معقولة وثابتة، فإن الأطفال غالبا ما يمتثلون لها جيدا.

 

– العدوانية

بالرغم من شيوع العدوانية بين ذوي الأربع سنوات، إلا أنها غالبا ما تقتصـر على الكلام، وتشيع بينهم بعض كلمات السباب، ويصاب الكثير من المعلمات بالإحباط نتيجة تشاجر الأطفال، وهم يمثلون الأبطال ذوي القوى الخارقة، وما يترتب على مثل هذا السلو العدواني من نتائج.

ففي حقيقة الأمر أن التلفاز يعرض للأطفال الكثير من العنف صباح كل سبت، وفي الفقرات الافتتاحية لإرساله.

فيجب تشجيع أولياء الأمور على الحد من مشاهدة الأطفال للتلفاز، واقتصار المشاهدة على نوعية محددة من البرامج، أيضا كلما أمكن يجب حث أولياء الأمور على أن يشاهدوا البرامج مع أبنائهم لإيضاح معناها لهم.

 

إنه لمن دواعي الدهشة معرفة أن ميل الأطفال للعنف يكون ذا شق تنموي بالنسبة لهم حتى في وجود التلفاز، فيميل الأطفال ذوو الأربع سنوات للعنف حتى في خيالهم وفي حكاياتهم.

ويرجع هذا إلى نمو القدرة عند الأطفال، ولا يزال الطفل في هذه السن يراوده بعض الشعور بالخوف، وبتمسكه بأفكار الأبطال ذوي القدرة الخارقة، فإنه يمكنه هزيمة هذه المخاوف.

تتعامل بعض المعلمات مع مسألة الأبطال الخارقين بالتركيز على الجوانب الإيجابية في تصـرفات هذه الشخصيات، وكيف يساعدون الناس ويقفون مع الحق والعدل على «الطريقة الأميركية».

 

ويحدث السلوك العدواني عندما يلكز طفل أو يضرب أو يؤذي بأي وسيلة طفلاً آخر. ولا يجب أن تتجاهلي هذا السلوك

يجب عليك التعامل بسـرعة وبوضوح، فإذا تجاهل البالغ السلوك العدواني من الطفل، فإن الطفل سوف يظن أنه يوافقه على هذا السلوك، وسينتشر هذا الاعتقاد بين كل الأطفال الذين شاهدوا هذا الحدث.

ويجب أن تُحذّر المعلمة بوضوح المعتدي، كأن تقول له مثلا«إن الضرب يؤلم! فلا يليق بك أن تؤذي الناس» ولا تعطي الطفل نوعين من الإيحاءات فلابد أن توافق تعبيرات وجهك وصوتك هذا المنطوق التحذيري وكوني حازمة بلا صياح.

 

علمي الأطفال استخدام الكلام للتعبير عن غضبهم، فإذا أجبرت الطفل على قول عبارات مثل: «إن هذا يغضبني» أو «إنني أستخدم هذا الشيء الآن، يمكنك أخذه عندما أفرغ منه» أو «قف!» «إنني لا أحب أن تلكزني»، وبدلا من رد الطفل العدوان بعدوان آخر، فإنك تجعلينه يتقدم نحو السلوك القويم».

ويستجيب الأطفال عادة لنداء «انتهى» عندما يستخدم استخداما صحيحا، وعزل الطفل المعتدي بعيدا عن مجموعة الأطفال لمدة دقائق قليلة يساعد الطفل على أن يهدأ وينضم للمجموعة بسلوك أكثر أدبا

ويجب أن يكون وقت الإبعاد قصيرا ولا يتعدى الخمس دقائق أو نحوها، ولا يجب جرح مشاعر الطفل أو إبقاؤه في مكان دون رقابة، مثلا في قاعة أو حجرة خالية، واجعلي هناك مقعدا معينا للمذنب، وقولي للطفل عبارة مثل هذه: «إنني أريدك أن تجلس هنا لتهدأ دقائق قليلة

 

وعندما تكون مستعدا للعب دون إيذاء الآخرين سوف آتي لإحضارك، وسوف تقوم من على المقعد بعد دقائق قليلة»، وإذا أمكن أشركي الطفل في نشاط مختلف تماما عند انضمامه للجماعة، وابدئي معه صفحة جديدة.

ليس من المستحب إجبار ذوي الأربع سنوات على الاعتذار، فإذا اعتذر الطفل وحده وبطريقة صادقة، فهذا جيد.

لكن غالبا ما يعتذر فقط لاسترجاع التعاطف معه، لأن الطفل ذا الأربع سنوات ما زال محبا لذاته، فإذا أجبرته على ذلك فإنك تساعدين الأطفال للتحول إلى النفاق.

 

من الممكن أن يكون التهريج أفضل وسيلة لإزالة التوتر والغضب عند طفل الرابعة، وذلك قبل حدوث العدوان، وكتاب cherry «فكر في شيء هادئ» يناقش أمور طفل الرابعة.

حيث يدور الكتاب حول مساعدة الطفل على التعامل مع التوتر، كما إن فيه أيضا الكثير من الأنشطة المهدئة، وهناك فصل خاص عن التغلب على التوتر من خلال الفكاهة والمرح.

 

– الكلمات النابية

تستهوي الكلمات النابية ذوي الأربع سنوات، وينصح بعض خبرات التربية بتجاهل مثل هذا السلوك، وسوف ينتهي وحده بعد فترة.

ويمكن أن يكون هذا هو التصـرف السليم تجاه هذا السلوك، ولكن لا يكتب له النجاح دائما، بل يستمر بعض الأطفال في ممارسة هذا السلوك والتمادي فيه أيضا.

ويمكنك محاولة إقامة حوار فكري مع الأطفال، كأن تقولي لهم مثلا: «أليس مثيراً للدهشة أن بعض الكلمات تثير الغضب الشديد لدى الناس؟

ومن الطرق الفعالة لإبطال عادة الكلمات النابية في فصلك أن تعيدي بعضا منها وتدّعي أنك دُهِشْت وتضايقت عند سماعك لها من الأطفال، فتقولين مثلا: «هل سمعتم هذا!! لقد دعاني بذات الأنف المضحكة!!!؟ وأن تقولي عبارة مباشرة مثل: «لا أريد سماع مثل هذه الكلمات هنا».

 

– التخيل

تزدهر قدرة الأطفال على التخيل في سن الرابعة، ويحبون المغامرة والإثارة والرحلات، وكل شيء جديد في العام الثالث من عمر الطفل.

كان الطفل مشغولا باستكشاف العالم من حوله، وكان يتمتع بقدرة محدودة على مرونة التفكير، بينما في الرابعة من عمره فقد اكتسب الطفل خبرات واسعة بالعالم المحيط به، وأيقن بوجود لا محدودية لهذه الخبرات، وتبدأ قدرة الأطفال على التخيل تنعكس فيما يؤدونه من أعمال.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى