البيئة

أثر حرب الخليج على تدهور التربة وتلوثها في الكويت

1996 العوامل البشرية

مهدي حسن العجمي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

حرب الخليج تدهور التربة أثر حرب الخليج على تدهور التربة الكويت البيئة علوم الأرض والجيولوجيا

إن هذه المشكلات بما تحمله في طياتها من مخاطر، كانت نتيجتها في واقع الأمر تغيراً كبيراً في خصائص التربة، وبالتالي تدميرهرا بشكل نهائي، وهو أخطر ما تواجهه بيئة الإنسان في عصرنا.

لقد أدت العمليات العسكرية الناجمة عن العدوان العراقي إلى تخلخل الطبقة العلوية من التربة نتيجة حركة الآليات العسكرية، وحفر الخنادق، وتفجسير حقول الألغام، مما يساعد على تفكيك تربتها وجعلها عرضة للتعرية صورة رقم (9).

ومن المعروف أن التربة في الكويت صحراوية رملية هشة، كما أنها فقيرة من حيث الموارد العضوية، كما ان قدرتها على الاحتفاظ بالماء ضعيفة، مما يجعلها عرضة للتذرية بفعل الرياح حالما جفت وتعرت من الغطاء النباتي.

 

كما ان تساقط القطران وذرات الدخان بما تحتويه من جسيمات صلبة على التربة والنباتات، أدى إلى تلف وموت بعضها نتيجة التسمم بالاتصال المباشر بين الأوراق والجذور بالمواد النفطية او امتصاصها لبعض المركبات التي تحتوي على نسبة عالية من المواد الهيدروكربوية.

وأدى وجود برك نفطية إلى أعماق تتراوح بين 25-70 سم، وأحياناً تصل إلى 100 سم داخل التربة إلى تلف داخل النباتات، وإلى تغير لون التربة في مساحات كبيرة في الأجزاء الشمالية والجنوبية من الكويت، تبلغ مساحتها 500 كيلومتر مربع في بعض الأحيان.

وقد أعلنت حركة السلام الأخضر البيئية. في تقريرها الأخير بان 160 مليون برميل من النفط غطات مسراحة قدرهرا 60% من مساحة دولة الكويت الإجمالية، وهي بذلك أكثر كثيراً من كميات النفط المتسربة إلى مياه الخليج العربي.

 

اما التربة في المناطق المنتجة للنفط وبجانب مستودعات التخزين فإنها لم تتعرض لدراسة عن كيفية التحلل البيولوجي لزيت البترول في هذه التربة.

لذلك قامت الجهات المعنية بدراسة مبدئية التقييم محتوى  التربة الكويتية من الكائنات الدقيقة التي تستطيع تحليل زيت البترول وقدرة الأنواع المختلفة في كل تربة على تحليله. وفيما يلي عرض مختصر لهذه الدراسة:

جمعت عينات التربة اللازمة من خمسة مناطق مختلفة في صحراء الكويت، وهي منطقة الأحمدي- ام الهيمان- المقوع- الدوحة- الجهراء.

 

ومن منطقة الأحمدي بالذات جمعت أربع عينات تختلف في كمية الملوثات النفطية. وقد كان جمع تلك العينات من الطبقة السطحية، أي على عمق 15 سم.

وحللت عينات من التربة تحليلاً كيميائياً وميكروبيولوجياً. وأظهرت التحليل الكيميائية أن العينة الأولى كانت ملوثة بالنفايات النفطية بما يعادل 3,7%، اما العينات الثالثة والرابعة فقد كانت نسبة الملوثات النفطية فيها 0,14% و5% على التوالي.

أما باقي العينات الأخرى فقد كانت بعيدة عن مناطق التلوث، وكانت نسبة المركبات المستخلصة فيها لا تزيد عن 0,02%.

 

وتدل نتائج تركيزات البكتريا المحللة لزيت البترول ان بعض العينات تحتوي على أعلى نسبة من هذه البكتريا (0,14%-0,46%) من البكتريا الكلية إذا ما قورنت بالعينات الأخرى.

وتفوقت الكائنات الدقيقة الموجودة في العينات الملوثة على مثيلاتها الموجودة في العينات الأخرى في سرعة نشاطها للمركبات الهيدروكروبونية المختلفة.

ودلت نتائج التحليل أيضاً على ان البكتريا والميكروبات الموجودة في العينات التي جمعت من الأحمدي كانت أنشط المجاميع مقارنة بالعينات الأخرى، على استغلال هذه المركبات باحتوائها على مجاميع من الكائنات الدقيقة.

 

أما في المناطق الأخرى فإن عينات التربة كانت تحتوي على كائنات دقيقة أقل نشاطاً في تحليلها لهذه المركبات.

وبالرغم من أن هذه الدراسة تعد دراسة مبدئية إلا ان نتائج هذه الدراسة تشير إلى أن التربة الكويتية الصحراوية تحتوي على كائنات دقيقة تستطيع مهاجمة زيت البترول الخام، وتحت ظروف التلوث بالملوثات النفطية فإن هذه الكائنات تنشط وتتكاثر في العدد ويصبح لها أهمية ودور كبير في تخليص التربة من الملوثات النفطية، وبهذا يمكن استغلال ذلك في ظروفنا الحالية بعد دراسات أعمق واتباع الطرق التي تحكم هذا العمل.

 

وهناك عدة طرق يمكن استخدامها لتنطيف التربة من الملوثات الهيدروكرونية الناتجة من البحيرات النفطية وأهمها:

1- نقل التربة الملوثة وردمها في اماكن خاصة للنفايات بعد التأكد من خلوها من الملوثات الخطيرة.

2- خلط التربة بالمخصبات لإعطاء الفرصة للبكتريا على تحليل المواد الملوثة.

3- استخدام مذيبات خاصة تستطيع فصل الملوثات عن التربة ويتم بعد ذلك إزالتها بواسطة معدات خاصة.

4- شفط النفط من البحيرات إلى خزانات خاصة بعد تنقيتها.

 

هذا بالإضافة إلى دور الطبيعة في معالجة تلوث التربة بالمواد الهيدروكربونية الناتجة من البحسيرات النفطية، وهذا يتمثل في دور البكتريا التي تقوم بدورها في تكسير وتفتيت مشتقات النفط والقضاء عليها.

كما أن حركة الرمال والغبار المتساسقط يساعد على تلاشي تلك الملوثات مع مرور الزمن، حيث إن التربة النفطية تختلط مع تلك الملوثة فتساعد على نقائهرا بشكل تدريجي.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى