الطب

الأمراض التي لها علاقة بـ”الفم” وتؤثر على صحة الإنسان

1996 أسنان أطفالي

صاحب القطان

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

أمراض الفم صحة الإنسان الطب

كثيرا ما رأينا أجدادنا ينظرون في فم الطفل معتقدين في ذلك أن الفم ومحتوياته ما هو إلا مرآة الحالة الصحية الداخلية للجسم.

فمثلا إذا وجدوا أن اللسان تغطيه فورة صفراء يقولون أن الطفل يشكو من إمساك، وإذا ما وجدو أن اللسان لامعاً يقولون إن لدى الطفل إسهالا وهكذا.

وفي الواقع هناك علاقة قوية جدا بين التغييرات الفمية وبين الصحة العامة للطفل وإليك بعض الأمثلة :

 

1- سوء التغذية

إن الأطعمة الجيدة التي تحتوي على العناصر الأساسية للحياة هامة جدا لأنسجة الفم كما هي هامة بالنسبة لباقي الجسد.

وتتركز هذه الأهمية في أن أنسجة الفم طوال الوقت في حالة متغيرة وتحتاج للتجديد وذلك للظرف المحيط في الفم، فهناك عوامل التعرية مثل مضغ الطعام والكلام.

وعنصر الكالسيوم من أهم العناصر التي يعتمد عليها عظام  الفكين والأسنان في النمو والصلابة، لذلك فإن تناول الكميات الوفيرة من الكالسيوم هام جدا كي تتكلس مواد السن (العاج والتاج والجذر) وعلى الأخص في فترة النمو والتكلس قبل الولادة.

 

وإذا لم يتواجد التكلس الكافي فيظهر على الأسنان فجوات تؤدي الى سهولة إصابتها بالتسوس.

أما عناصر البروتينات والدهنيات والسكريات فهي بلا جدال هامة لنمو الأنسجة الفمية وتقويتها، وهذة المكونات الغذائية هي هامة أيضا لباقي الجسم، والنقص فيها يؤدي الى أمراض عديدة.

 

2- مرض الأنيميا (فقر الدم)

وهو وجود نقص هام في العناصر المكونة للدم مثل الكريات الدموية الحمراء، أو كمية الهيموجلوبين، وهو مادة هامة لوظائف الدم كتبادل الأوكسجين وثاني أكسيد الكربون بالجسم وغيرها.

وفي فقر الدم يهبط عدد الكريات الدموية الحمراء من 4 ملايين إلى 1,5-3,5 مليون إلى جانب الأعراض العديدة التي تحدث في الجسم مثل شحوب الجلد وخفقان القلب وصعوبة التنفس وهبوط عام في القوى الجسمانية وعندئذ نجد أن هناك تغييرات فمية هامة منها :

1- اصفرار الأنسجة المخاطية.

2- آلام في اللسان وأهمها أن يشكو المريض من حرقان مستمر عند الأكل وبعده.

3- تقشير جلد اللسان وعدم وجود فروة صحية على سطحه.

4- إمكان نزيف من اللثة عند أقل حركة.

5- في الحالات المتقدمة تظهر قرح صغيرة على الشفاه وأركان الفم.

 

3- أمراض الجهاز الدموي الدوري وعلاقته بالفم

– الضغط العالي :

لا يتسع المجال هنا لذكر أسباب الضغط الدموي العالي ولكن من الناحية الطبية يهمنا هنا ذكر الأعراض التي تحدث في الفم:

1- يتلون الغشاء المخاطي بلون أحمر قاتم في الشفاه والفم واللثة بشكل خاص.

2- وجود تعرقات دموية في سقف الحلق.

 

3- التهابات مزمنة فوق اللسان.

4- قرح صغير وربما يحدث على اللثة.

 

5- في الحالات المتقدمة خلخلة بسيطة بالأسنان.

6- المريض عرضة للنزف عند إجراء أي عملية جراحية بسيطة مثل إزالة القلح.

 

4- أمراض النزف

وهذه المجموعة من الأمراض التي تنتج عن اضطرابات في ميكانيكا التجلط، وكلنا يعرف أنه عند حدوث أي قطع في الأوعية الدموية هناك وسيلتان يتحكم الجسم الطبيعي من إيقاف النزيف:

أولهما سرعة تجلط الدم المسال من الأوعية، ثانيتهما سرعة انكماش الوعاء الدموي المصاب نفسه ليتحكم في الإغلاق على الجلطة الدموية المكونة عند فتحة القطع.

 

وهناك أمراض عديدة تتحكم في إحدى هاتين الوسيلتين التي ينتج عنها إصابة المريض بنزيف حاد عند تعرضه لأي كدمة أو رضة أو بالأنسجة وأوردتها.

ولا ينجو الفم من ظهور بعض هذه الأمراض عليه، ولما كان الفم متعرضا لتهيجات جرثومية ومرضية لذلك نرى أن اللثة تكون أكثر عرضة لهذه الأمراض.

 

5- الهيموفيليا

مرض وراثي يصيب الذكور فقط ولكن تحمله الإناث ويكون نظام الوراثة فيه بحيث أنه يصيب ذكور جيل ثم لا تظهر عوارضه في الجيل الذي يليه لتصيب الجيل الثالث.

العوارض الفمية:

1- وجود نزف مستديم حول أعناق الأسنان مما يسبب تلونها باللون البني الداكن،

2- يكون المريض عرضة للنزف على الأخص عندما يستعمل الفرشاة ولذا فهو دائما يتجنب استعمالها، ويجب على المشرفة الصحية والطبيب مراعاة مراجعة المريض للطبيب عدة مرات في العام.

 

6- سرطان الدم (اللوكيميا)

وسبب هذا المرض وجود عدد كبير من الكريات البيضاء، وتكون هذه الأعداد غير مكتملة النمو، وتكون عبئا على الجسم كله.

العوارض الفمية:

1- ظهور أورام لثوية بين الأسنان لترتفع في ثناياها.

2- العرضة للنزف من أقل رضة.

3- تراكم الكلس.

4- قرحة باللثة.

لذا يجب على الطبيب أن يستمر في متابعة المريض لإجراء التنظيف اللازم له، وكتابة المضامن التي تزيل آثار النزف المستمر.

 

7- أمراض الجهاز الهضمي

إن جميع مرضى الجهاز الهضمي يتناولون أطعمة رخوة مثل الحليب واللبن والبيض، ولذا لا يساعد هذا الغذاء على تنبيه اللثة وتنظيف الأسنان ولذا تتراكم الفضلات بين الأسنان.

فمثلا مريض قرحة المعدة أو الاثنى عشر يتأثر دوما من ازدياد كميات الحامض الذي تفرزه المعدة، مع تكرار إرجاع بعض من محتويات المعدة الى الفم، مثل الاجترار، ويؤدي ظهور الحامض بالفم الى إزالة طبقة المينا من الأسنان.

 

هذا بالإضافة الى حدوث التهاب باللثة مع إمكان حدوث إصابات بعظام الفكين لتزيد من خلخلة الأسنان.

ولذا يجب على المريض مراجعة طبيب الأسنان مع إزدياد العناية الفائقة بالفم، واستعمال المعاجين والمضامض ومطهرات الفم حتى لا تصاب الأسنان والأنسجة الرخوية بالأمراض.

 

8- أمراض الغدد الصماء

تفرز الغدد الصماء إفرازاتها مباشرة من الدم ولذا تعتمد عليها كل أنسجة الجسم لدوام نموها وتمثيلها للغذاء، مثل المواد التي يحتاج إليها الجسم كالملح واليود والبوتاسيوم.

وأي اضطراب في ميزان إفرازات هذه الغدد ينتج عنة اضطراب عام في الجسم مع زيادة تأثيرة على أنسجة الفم الرخوة والصلبة.

فمثلا تحتاج الأسنان الى الكلس وهناك العديد من الغدد الصماء التي تتحكم في تمثيل الكالسيوم وعند حدوث أي اضطراب لهذه الغدد خاصة في الصغر تبزغ الأسنان هزيلة التاج أو قصيرة الجذور، إذ بها تشوهات وهي في كل الحالات عرضة للنخر والتسوس والتكسر.

 

وهناك بعض أمراض الغدد الصماء تؤدي الى ازدياد في نمو عظام الفك بشكل ملحوظ، ويؤدي ذلك الى عدم انتظام بزوغ الأسنان مع حدوث التهابات باللثة.

وفي بعض الأحيان تتآكل عظام الفك، وهنا يعالج المريض بالتوعية الفمية من حيث النظافة التامة مع إجراء حشوات الأضراس التالفة.

 

9- مرض السكر

وينتج عن هذا المرض من نقص في إفراز البنكرياس للأنسولين الذى يساعد على التمثيل والكربوهيدراتي وتلعب الوراثة دورا كبيرا في حدوث مرض السكر.

الأعراض الفمية:

1- احتقان والتهابات باللثة.

2- تخلخل واضح في الأسنان.

 

3- سهولة النزف عند استعمال فرشاة الأسنان.

4- حدوث خراجات متعددة تنتقل من مكان لآخر.

 

5- يؤدي الخلع الى نزف شديد.

6- عدم قدرة الجروح على الالتئام السريع.

 

ويجب على مرضى السكر زيارة طبيب الأسنان مرة كل شهرين وذلك بسبب إصابة هؤلاء المرضي بسرعة ترسيب القلح وذلك حتى يتابع الطبيب الحالة مع إزالة الرواسب العالقة بالأسنان.

كما يجب تعليم هؤلاء المرضى إتقان نظافة الفم وتنبيه اللثة دائما بواسطة التدليك والمعاجين الطبية.

 

10- مرض الكساح

يوجد الكالسيوم في الدم بنسبة 100 مليجرام للتر الواحد وتبقى هذه الكمية ثابتة بفضل عاملين هامين هما : فيتامين د، ومفرزات الغدد المجاورة للغدة الدرقية.

ويكثر التعظم في فترة النمو أيام الطفولة وتشرف الخلايا المولدة للعظم على السير الطبيعي لحوادث التعظم وتوزع أملاح الكالسيوم ويطلق على هذه العملية بالكلس.

ومن أشهر الأمراض التي يضرب فيها تطور الكالسيوم عند الأطفال المرض المعروف بالكساح عند الأطفال.

 

الأعراض الفمية:

1- تأخر نمو الفكين الكافي مع انبطاح أرنبة الأنف.

2- وجود فجوات وحفر الأسنان اللبنية والدائمة وربما نقص عددها، أو تصبح الأسنان بجذور قزمة.

3- قابلية الأسنان للتسوس.

4- التهابات واضحة باللثة لعدم انتظام الأسنان.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى