الطب

نبذة تعريفية عامة حول الانزلاق الفقري الأمامي البرزخي

2008 آلام أسفل الظهر

سعاد محمد الثامر

إدارة الثقافة العلمية

الانزلاق الفقري الأمامي البرزخي الطب

ويشكل هذا النوع 50% من حالات الانزلاق الفقري، ومن المعروف أن الفقرة العادية السليمة التي يتألف منها العمود الفقري لا تصاب بمثل هذه الانزلاق.

لأن مفاصل السُطَيْحات المفصلية – وهي المفاصل الصغيرة على جانبي العمود الفقري من الخلف – كفيلة بتثبيتها بإحكام إلى الفقرة التي تليها من الأسفل، ولكن هناك بعض الظروف الصحية التي تكون فيها الفقرة ذاتها مصدر ضعف. 

وتتمثل نقطة الضعف عادةً في الجزء الخلفي من جسم الفقرة، وبالتحديد في الصفيحة الفقرية (Lamina)، وهي الجزء الداخلي لمفاصل السُطَيْحات المفصلية، ويرجع سبب هذا الضعف أو الخلل إلى عدة أسباب، أهمها وجود عيوب خلقية في الصفيحة الفقرية.

 

ومن هذه العيوب ترقق أو استطالة الصفيحة الفقرية عن الحد الطبيعي.

كما يمكن أن تحدث هذه الاستطالة بطريقة مكتسبة نتيجة التعرض لكسور متكررة والتئامها، وهذا يخل بشكل الصفيحة ويجعلها أطول من الطبيعي، ومع الوقت يتسبب هذا الخلل في حدوث كسرو انضغاطية أو شروخ لا يشعر بها المريض في بادئ الأمر.

كما يرجع السبب إلى العامل الوراثي، حيث يتكرر نفس التاريخ المرضي لهذا الخلل لدى أفراد العائلة الواحدة.

 

ونسبة هذا المرض تزداد بين أفراد بعض الجماعات البشرية أكثر من غيرها، فهو خلل واسع الانتشار يصيب حوالي 5% من سائر الناس، وعادةً ما يحدث هذا الخلل في العمر ما بين 5 و 7 سنوات في المستوى الفقري الأخير (ما بين الفقرتين القطنية الرابعة والخامسة).

إلا أن الانزلاق الفقري الفعلي لا يحدث إلا في مرحلة الشباب، أي بعد مرور سنوات، عندما يزداد وزن الشخص ويزداد معه الإجهاد الواقع على العمود الفقري وتتوافر الظروف التي تيح فرصة حدوث الانزلاق.

كما يزداد هذا الانزلاق وضوحاً مع العمر وكذلك في الأشخاص ذوي الظهر المجهد والمتعب. 

 

ولقد وجد أن الانزلاق الفقري لا يحدث بالضرورة لكل من يعاني الكسور الانضغاطية أو الشروخ في الصفيحة الفقرية، وإن نحو نصف عدد الأشخاص المصابين بهذا الخلل يتعرضون للانزلاق فقط؛ إذ يبدأ الانزلاق بوجود شرخ بسيط.

وهذا الشرخ يمكن أن يستع اتساعاً بطيئاً بمرور الأيام، بسبب ما تتعرض له الصفيحة الفقرية من ثقل وزن أعلى الجسم. 

وفي بعض الحالات يصل الأمر إلى حدّ يجعل الجزء الخلفي من الفقرة التالية منفصلاً عن الجزء الأمامي، أي يحدث انشقاق بين مفاصل السُطَيْحات المفصلية من الخلف وجسم الفقرة من الأمام. 

 

ويكون مثل هذا الانزلاق الفقري بشكل تدريجي على الفقرة التي تليها من الأسفل، وهذا يسبب ضغطاً على القرص الغضروفي الموجود بينهما واختلالاً في مجمل وضعه العمود الفقري من الأعلى. 

وأكثر الفقرات تعرضاً لمثل هذا الانزلاق هي الفقرة القطنية الأخيرة.  والسبب التشريحي الذي يساعد على الانزلاق هو أن سطوح الفقرات ليست في وضع أفقي بل تتفاوت في ميلها، والسطح العلوي لمعظم العجز هو أكثرها ميلاً، وهذا يفسر انزلاق الفقرة القطنية الأخيرة وتحركها أمام السطح العلوي للعجز.

وتختلف درجة الانزلاق من انزلاق بسيط إلى انزلاق كبير مؤثر.  وفي بعض الحالات البسيطة لا يشعر المصاب بأي أعراض أو آلام. 

 

وتقريباً 80% من المصابين لا يعرفون ما إذا كانوا مصابين بهذا الانزلاق، في حين تعاني 20% من الحالات من ألم في أسفل الظهر مع وجود تيبس في حركته، وليس بالضرورة بسبب حدوث الانزلاق نفسه.

وإنما لأسباب أخرى، مثل إصابتهم مسبقاً بأمراض تقوض (تآكل وانحلال) الأقراص الغضروفية.

وبسبب ما تتحمله هذه الأقراص – في حال وجود أي اختلال في عملية تثبيت أجسام الفقرات من الخلف – من أعباء أكبر من طاقتها لمحاولة منع حدوث انزلاق الفقرة إلى الأمام، وكذلك ربما يرجع سبب الألم للكسور نفسها أو الشروخ التي تسبق الانزلاق الفقري.

 

وإن حدث أن تسبب هذا الانزلاق في الضغط على جذر العصب فإن المريض يشعر بألم في أسفل ظهره ويمتد للأسفل إلى الورك والفخذين، كما يزداد ألم الساق مع المشي والوقوف إذا حدث الضغط على العصب القطني الخامس.

وفي حالة الانزلاق الكبير تحدث زيادة في انحناء المنطقة القطنية إلى الأمام بدرجة ملحوظة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى