الاماكن والمدن والدول

نبذة تعريفية عن جمهورية الصومال

2001 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثاني عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

جمهورية الصومال الاماكن والمدن والدول المخطوطات والكتب النادرة

الصُّومالُ دولةٌ عربيَّةٌ إسْلامِيَّةٌ تَقَعُ علَى السَّاحِلِ الشَّـرْقِيِّ لقارَّةِ أفريقْيا، ويُطْلَق عَلَيْها اسمُ «القَرْنِ الأفريقِيِّ». يَحُدُّها خليج عَدَن شمالاً، والمحيطُ الهنديُّ شرقًا، وكينْيا وأثيوبْيا غربًا، وجيبوتي في الشَّمالِ الغَرْبِيِّ.

وتَمْتَدُّ أراضِي الصُّومالِ بينَ دائِرَتَيْ عَرْضِ 12 شمالاً و139 جنوبًا، وبَيْنَ خَطَّيْ طولِ 41 و51 شرقًا، وتُطِلُّ علَى خليجِ عَدَن جِهَةَ الشَّمالِ بساحِلٍ يزيدُ طولُهُ علَى 1000 كيلومترٍ، وعلى المحيطِ الهندِيِّ بساحِلٍ يزيدُ طولُهُ على 2100 كيلومترٍ.

وتَبْلُغُ مِساحَةُ الصُّومالِ حوالَيْ 638000 كيلومترٍ مربَّعٍ، وينتشِرُ الصُّومالِيُّونَ في مِساحَةٍ لا تَقِلُّ عَنْ مليونِ كيلومترٍ مُرَبَّعٍ يُطْلِقُ عَلَيْه الصُّوماليّون اسْمَ « الصُّومالِ الكبيرِ».

 

يَتَكَوَّنُ السَّطْحُ في الصُّومالِ من هَضَبَةٍ، ويحيطُ بها سَهْلٌ ساحِلِيٌّ قاحِلٌ، وسهولٌ أُخْرَى حولَ نَهْرَيْ جوبا وشيبلي.

وتوجدُ مناطِقُ جبليَّةٌ في الإقليمِ الشَّمالِيِّ، الّذي يُعْرَفُ بالصُّومالِ البِريطانِيِّ، حيثُ تَمْتَدُّ المُرْتَفَعاتُ بِصِفَةٍ عامَّةٍ من الشَّرْقِ إلى الغَرْبِ بمُحاذاةِ خليجِ عَدَن.

وأَعْلَى قِمَمِ الصُّومالِ تُعْرَفُ باسم «سورود عد» يَصِلُ ارْتِفاعُها إلى 2408 أَمْتارٍ، وتَقَعُ بالقُرْبِ من مدينَةِ «عير غابو»، وتَشْتَهِرُ بوجودِ نَهْرَيْن دائِمَيْن هُما جوبا وشيبلي اللّذان يَنْبُعان من هَضَبَةِ أثيوبْيا.

 

ويَتَّصِفُ المُناخُ في الصُّومالِ بأنَّه مدارِيٌّ حارٌّ جافٌّ. والتغييرُ في دَرَجاتِ الحرارَةِ قليلٌ بينَ فصولِ السَّنَةِ، وتَرْتَفِعُ درجاتُ الحرارَةِ طَوالَ العامِ.

والمُعَدَّلُ السَّنَوِيُّ للأَمطارِ قليلٌ حيثُ يَصِلُ إلى 28 سنتيمترًا، وتَسْقُطُ في فَصْلَيْ الرَّبيعِ والخريفِ. وتَتَعَرَّضُ الصُّومالُ لموجاتِ جفافٍ شديدةٍ تُؤَثِّرُ في الإنْتاجِ الزِّراعِيِّ والحيوانِيِّ.

يبلغُ عَدَدُ السّكّان في الصُّومالِ حوالَيْ 7.253.157 وَفْقًا لإحصاءِ عام 1998. وقُدِّرَتْ الكثافَةُ السّكّانِيَّةُ بنحو 12 شخصًا لكل كيلومترٍ مُرَبَّعٍ.

 

ويمكنُ القولُ بأنَّ النُّمُوَّ السّكانِيَّ منخفضٌ في الصُّومالِ، وذَلِكَ بسبَبِ انْخِفاضِ مُعَدَّلِ الزِّيادَةِ الطَّبيعِيَّةِ، الّتي تُقَدَّر بِنِسْبَة 2% سَنَوِيًّا.

وللصّومالِ تاريخٌ قديمٌ، فقدْ عُثِرَ علَى سهامٍ مُجَوَّفَةٍ وأَسْلِحَةٍ للصَّيْدِ ترجِعُ إلَى العَصْرِ الحَجَرِيِّ الحديثِ. ويذكرُ بعضُ المُؤَرِّخينَ أنَّ أوَّلَ بَعْثَةٍ لاسْتيرادِ البَخورِ والعُطورِ كانَتْ من بلادِ «بونْتْ» أيْ الصُّومال حاليًّا، وكانَتْ في عَهْدِ الملك «سَحورَعْ» منذُ سَنَةِ 4800 قبل الميلادِ (ق. م) ثمَّ توالَتْ الرِّحلاتُ، وكانَتْ أشهرُها رحلةَ الملكةِ حَتْشِبسوت سَنَة 1490 ق. م.

والصُّومالُ دَوْلَةٌ إسْلامِيَّةٌ، دينُها الرسمِيُّ الإسْلامُ، ويَدينُ به 99% من السّكّانِ. وقَدْ انْتَشـَر الإسْلامُ فيها منذُ أوائِلِ القَرْنِ السّابعِ الميلادِيِّ عِنْدَما اتَّجَهَتْ أَولُ هِجْرةٍ إسْلامِيَّةٍ إلَى ساحِلِ أفريقْيا الشَّرْقِيِّ.

 

وكانَتْ من أَهَمِّ المناطِقِ الّتي وَصَل إلَيْها المُسْلمونَ في هِجْرَتِهِم الأُولَى إلى الحَبَشَةِ. وبَعْدَ تَثْبيتِ أَرْكانِ الإسْلامِ في شِبْهِ الجزيرَةِ العَرَبِيَّةِ، وقيامِ الدَّوْلَةِ الإسْلامِيَّةِ فيها، انْطَلَقَ المُسلمونَ إلَى شَرْقِ أفريقْيا حيثُ نَشَروا الإسْلام هناكَ.

وكانَ للصّومالِ دورٌ بارزٌ في نَشْرِ الإسْلامِ في قارَّةِ أفريقيا. ومِنْ أَشْهَرِ البَعَثاتِ الّتي جَاءَتْ تدعُو إلَى الإسْلامِ في الصُّومالِ تلكَ الّتي وَفَدَتْ من حَضْرَمَوْت في أَوائِلِ القَرْنِ الخامِسَ عَشَر الميلادِيِّ. 

وتَتَأَلَّفُ من أَكْثَرَ مِنْ أَربعينَ داعِيَةً نَزَلوا في بَرْبَرَةَ علَى ساحِلِ خليجِ عَدَن. وساعَدَ علَى انْتشارِ الإسْلامِ في هذهِ المَنَاطِقِ أنَّه دينٌ سمْحٌ، ومبادِئُهُ قامَتْ على أساسِ المُساوَاةِ بينَ النَّاسِ بِغَضِّ النَّظَرِ عن الجِنْسِ أو اللَّوْنِ.

 

ويُوجَدُ في الصُّومالِ الكثيرُ من الثَّرَواتِ الّتي تُعَدُّ مورِدًا اقْتِصادِيًّا هامًّا، منها الثَّرْوَةُ الحيوانِيَّةُ، إِذْ تُغَطِّي المراعِي الطبيعِيَّةُ نحو 50% من مِساحَةِ البلادِ، وتَصِلُ نِسْبَة الرُّعاةِ إلَى 60% من نِسْبَةِ السّكّانِ.

ومِنْ أَهَمِّ حيواناتِ الرَّعْي: الأَبقارُ، والإبِلُ، والأَغْنامُ، والماعِزُ. كما توجدُ بعضُ الحَيَواناتِ مِنْها الفِيَلَةُ، والأُسودُ، والزَّرافُ، والحِمارُ المُخَطَّط (الزَّرَدُ) وأنواعٌ عديدةٌ من الثعابينِ أَشْهَرُها الكوبرا.

وتُقَدَّرُ نِسْبَةُ الأراضِي الصَّالِحَةِ للزِّراعَةِ بنحوِ 12% من مجموعِ الأَراضِي، وهي تعتمدُ علَى مياهِ الأَمطارِ، مثل زِراعَةِ الحبوبِ كالذُّرَةِ واللُّوبْيا. وهذه الزِّراعَةُ عُرْضَةٌ للتَّذَبْذُبِ تَبَعًا لِكَمِّيَّةِ الأَمْطارِ السَّاقِطَةِ، وقَدْ تَتَعَرَّضُ لِنَوْباتِ جفافٍ شَديدَةٍ.

 

أمَّا النَّوعُ الثاني فهوَ الزِّراعَةُ الّتي تعتمدُ علَى نَهْرَيْ جوبا وشيبلي، وتُسَمَّى بالزِّراعَةِ التِّجارِيَّةِ؛ وأَهَمُّ حاصِلاتِها المَوْزُ وقَصَبُ السُّكَّرِ، والقُطْنُ، والفولُ السُّودانِيُّ. ويأتي المَوْزُ في مُقَدِّمَةِ صادِراتِ الصُّومالِ الزِّراعِيَّةِ.

كذَلِكَ تُمارَسُ حِرْفَةُ صَيْدِ الأَسْماكِ، خصوصًا علَى السّواحِلِ الشَّمالِيَّةِ، ومِنْها التُّونَةُ، والسّـَردينُ، والرّوبيان، وتُمَثِّلُ 4% من قيمةِ الصّادِراتِ.

وتوجدُ في الصُّومالِ بعضُ الصِّناعاتِ الخفيفَةِ مِنْها صِناعَةُ السُّكَّرِ، وتعليبِ اللّحومِ والأَسمنتِ، وصناعَةُ حَلْجِ القُطْنِ والزُّيوتِ، وتعليبِ الأَسْماكِ، ودَبْغِ الجلودِ، كما أَثْبَتَتْ الدِّراساتُ وجودَ بعضِ المعادِنِ مثلِ اليورانيوم، والقَصْديرِ، وخامِ الحديدِ، كما تُنْتِجُ الصُّومالُ البَخورَ والمرَّ واللِّبانَ.

 

وقَدْ تَعاقَبَتْ عِدَّةُ قُوَّى اسْتِعْمارِيَّةٌ أوروبِيَّةٌ علَى الصُّومالِ، منها البُرْتُغالِيّونَ الّذينَ وَصَلُوا إلَى ساحِلِ الصُّومالِ سنة 921هـ: 1515م، بناءً علَى اسْتِنْجادِ الأَحْباشِ بِهِمْ بِسَبَبِ انْتِصارِ المُسْلمينَ عَلَيْهم.

وتَمَكَّنَ البُرتغاليونَ من الاستيلاءِ علَى بَعْضِ الموانِئِ وبَعْضِ المُدُنِ العَرَبِيَّةِ في ساحِلِ أَفْريقْيا الشَّـرْقِيِّ من سَقَالَةَ جنوبًا حتَّى بَرَاوةَ شمالاً. وقَدْ قَاوَمَ السّكان في الصُّومالِ الحُكْمَ البُرْتُغاليَّ بالاسْتِعانَةِ بالعُثمانيِّين ودَوْلَةِ اليَعارِبَةِ في عُمَانَ.

وقَدْ ازْدادَتْ شِدَّةُ التّنافُسِ الاسْتِعمارِيِّ في الصُّومالِ بَعْدَ افْتِتاحِ قناةِ السُّوَيْسِ عامَ 1286هـ: 1869م، فتَسابَقَتْ الدُّول الأوروبِيَّةُ وغيرُها للسَّيْطَرَةِ على السّاحِلِ الشَّـرْقِيِّ لِقارَّةِ أفريقْيا بِصورَةٍ خاصَّةٍ.

 

وتَمَّ تقسيمُ الصُّومالِ بَيْنَ بريطانْيا وفَرَنسا وإيطالْيا والحَبَشَةِ وكِينْيا، وسُمِّيَ كلُّ قِسْمٍ باسمِ الدَّوْلَةِ الّتي سَيْطَرَتْ عَلَيْه، ومنها: الصُّومالُ البريطانِيُّ ويَشْمَلُ زيلع وبربرة، والصُّومالُ الإيطاليُّ ويشملُ عصب وبنادر ومصوع، والصُّومالُ الفَرَنْسِيُّ ويشملُ مِنْطَقَةَ جيبوتي وهي: أوبوك وتاجورا وأمياد.

أَمَّا الحَبَشَةُ فَقَدْ ضَمَّتْ إليها إقليمَ «هَرَر» ومِنْطَقَة أوجادين والهود. وأَخَذَتْ كينيا جزءًا من الصّومالِ سُمِّيَ بالصُّومالِ الكينِيِّ.

وقَدْ اتَّبَعَ الاسْتِعمارُ الأوروبِيُّ سياسةً تَعَسُّفِيَّةً إرهابِيَّةً ضدَّ الشَّعْبِ الصُّومالِيِّ في جميعِ أَجْزاءِ الصُّومالِ، أَثَارَتْ الشَّعْبَ الصُّومالِيَّ ضِدَّ الظُّلْمِ والطُّغْيانِ.

 

وقامَ الصُّوماليونَ بتأسيسِ الأَحزابِ السِّياسِيَّةِ في الصُّومالِ البريطانِيِّ، أشهرُها حِزبانَ كبيران، هما «الرّابِطَةُ الوطنيَّةُ الصُّومالِيَّةُ»، و«الحزبُ الصُّومالِيُّ المُتَّحِدُ» الّذي طالَبَ بالاسْتقلالِ الفَوْرِيِّ والوَحْدَةِ مع الصُّومالِ الإيطالِيِّ.

وفي يونيو سنةَ 1960، أُعْلِنَ استقلالُ الصُّومالِ البريطانِيِّ، كما حَصَلَ الصُّومالُ الإيطالِيُّ (السَّابِقُ) علَى الاسْتِقلالِ في يوليو 1960، وأُعْلِنَ قيامُ «جمهوريَّةِ الصُّومالِ الدِّموقراطِيَّةِ»، وانْتُخِبَ «آدمُ عبدُ اللهِ عثمانُ» ليكونَ أَوَّلَ رَئيسٍ لجمهورِيَّةِ الصُّومالِ.

وقُبِلَتْ الصُّومالُ عضوًا في هَيْئَةِ الأُمَمِ المُتَّحِدَةِ في سبتمبر سنة 1963، وانضمَّتْ إلَى جامِعَةِ الدُّولِ العَرَبِيَّةِ في فبراير سنة 1973.

وقَدْ عانَتْ الصُّومالُ كثيرًا من وجودِ الاسْتعمارِ الأوروبِيِّ، حيثُ انْتَشـَر فيها الجوعُ والفَقْرُ والمَرَضُ، وظَهَرَ الكثيرُ من المُشْكِلاتِ، ومنها مُشْكِلَةُ الحدودِ مَعَ بَعْضِ جيرانِها منها أثيوبيا، ومشكِلَةُ التَّخَلُّفُ الاقْتِصادِيُّ والاجتماعِيُّ والصِّراعُ علَى السَّلْطَة، الّذي أدَّى إلى قيامِ حروبٍ أهلِيَّةٍ وتَدَخُّلِ قُوَّاتِ الأُمَمِ المُتَّحِدَةِ.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى