الاماكن والمدن والدول

مظاهر الحياة السائدة في جمهورية إيران الإسلامية قديماً

2002 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثالث عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

جمهورية إيران الإسلامية الاماكن والمدن والدول المخطوطات والكتب النادرة

فارس هي التسمية القديمة لأراض واسعة المساحة تشمل حاليا معظم إيران وأجزاء من أفغانستان.

وسبب التسمية يرجع إلى مجموعة قبائل بدوية هاجرت إلى جنوبي إيران الحالية منذ حوالي خمسة آلاف سنة، واستقرت هناك وأصبحت شعبا منظما ذا حضارة يسمى بارسا.

وفي عام 331 ق.م قام الإسكندر الأكبر قائد الإغريق بغزو هذه المنطقة وأطلق عليها اسم برسيس. ونقل الإغريق هذا الاسم إلى أوروبا وانتشر بعد ذلك في العالم كله. وشيئا فشيئا تحول الاسم من برسيس إلى برشيا الذي يقابله اسم فارس باللغة العربية.

 

أما اسم إيران فيعود إلى أن جماعات أخرى من الشعب الأري هاجرت من آسيا الوسطى واستقرت في شمال غرب فارس، وأطلقوا على أرضهم اسم إيران أي: أرض الآريين.

وقد ظلت فارس التسمية الأكثر شهرة في العالم طوال عصور التاريخ. وفي عام 1935 قررت الحكومة اعتماد الاسم الرسمي إيران بدلا من فارس، ثم تغير الاسم مرة أخرى إلى جمهورية إيران الإسلامية في عام 1979.

وأقام الفرس الأوائل – بعد استقرارهم – حضارة عظيمة أفادت العالم كله وبخاصة جيرانهم العرب، وكذلك الإغريق والرومان الذين اشتبكوا معهم في حروب كثيرة.

 

واستطاع الفرس إنشاء إمبراطورية كبيرة بلغت أقصى اتساع لها في القرن السادس قبل الميلاد، شملت معظم العالم المعروف في ذلك الوقت، امتدت من الهند شرقا إلى شمال إفريقيا وجنوب أوروبا غربا، ومن جنوبي تركستان وأوروبا شمالا إل خليج عمان جنوبا.

لكنهم دخلوا حروبا كثيرة وتعرضوا لغزوات متعددة إلى أن فتح المسلمون فارس عام 641م في عهد الخليفة عمر بن الخطاب.

وكان من أهم تأثيرات ذلك اللغة الفأرسية أصبحت تكتب بحروف عربية، علاوة على انتشار الإسلام في فارس وما يجاورها.

 

وأغلب أراضي إقليم فارس هضبة كبيرة تحيط بها الجبال العالية، وفي وسط هذه الهضبة تنتشر الصحاري، ولا توجد سهول إلا عند السواحل الجنوبية الغربية.

ومناخ فارس يختلف من مكان إلى آخر، فهو حار صيفا وبارد شتاء فوق الهضبة الإيرانية مع أمطار قليلة.

أما على الجبال فالشتاء شديد البرودة، والصيف معتدل، والأمطار غزيرة. وأما على السواحل فيكون الشتاء معتدلا والصيف شديد الحرارة مع رطوبة عالية وأمطار قليلة.

 

ويعمل معظم سكان فارس في الزراعة والرعي، إضافة إلى صيد الأسماك من الشواطىء الطويلة التي تطل بها فارس على الخليج العربي وخليج عمان.

وفي السنوات الأولى من القرن العشرين اكتشف وجود النفط بكميات كبيرة، وأدى ذلك إلى ازدهار الدولة وقيام نشاط صناعي في البلاد.

ويعيش في فارس – إيران الحالية – حوالي 65 مليون نسمة، نصفهم يقطن في المدن وخاصة طهران العاصمة وأكبر المدن، وفي المدن الرئيسية الأخرى مثل مشهد، وأصفهان، وتبريز، وغيرها.

 

وينتشر بقية السكان على السواحل وفي السهول، ويقل وجودهم على الجبال وفي الصحاري القاحلة اللذين يغطيان معا أكثر من نصف مساحة البلاد.

ويشكل الفرس الأصليون حوالي 60% من جملة سكان الإقليم، والبقية خليط من مجموعات عرقية أخرى مثل الأصول العربية (العرب) الذين يسكنون بشكل خاص في المناطق الصحراوية وعلى ساحل الخليج العربي وهم يرجعون في أصولهم إلى القبائل العربية التي رافقت الفاتحين العرب لفارس والذين عبروا فارس لفتح البلاد الأخرى، وكذلك الأكراد والبلوشيين والأذربيجانيين، وغيرهم.

 

وقد اشتهر الفرس منذ زمن بعيد بمهارتهم في فنون العمارة والرسم والنحت والتطريز والحفر على الخشب، كما يصنع الحرفيون مجوهرات وأواني فخارية وأدوات معدنية جميلة، إلا أن أشهر منتجاتهم هي السجاد الثمين الذي له شهرة في العالم أجمع.

وإضافة إلى الأعياد الدينية الإسلامية، يحتفل السكان بكثير من الأعياد القومية وأهمها عيد النيروز الذي يمثل رأس السنة الإيرانية.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى