الاماكن والمدن والدول

نبذة تعريفية عن جزيرة “غينيا الجديدة”

2002 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثالث عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

جزيرة غينيا الجديدة الاماكن والمدن والدول المخطوطات والكتب النادرة

تعد غينيا الجديدة ثاني أكبر جزيرة في العالم بعد جرينلاند. وهي تقع في جنوب غرب المحيط الهادي وتكاد أطرافها الشمالية تلامس مدار الاستواء.

ومن الأمور العجيبة أن هذه الجزيرة تتبع قارتين في آن واحد، فنصفها الغربي يتبع قارة آسيا، ونصفها الشرقي يتبع قارة أستراليا (أوقيانوسيا) والسبب في ذلك أن نصفها الغربي تشغله مقاطعة إريان جايا التابعة لإندونيسيا، أما نصفها الشرقي فيمثل دولة مستقلة هي بابوا غينيا الجديدة.

وتبلغ مساحة الجزيرة نحو 828 ألف كيلومتر مربع، أي أكبر من مساحة العراق وسوريا ولبنان والأردن وفلسطين مجتمعة.

 

وفي وسط أرض الجزيرة توجد سلسلة من الجبال الشاهقة الارتفاع التي تجري من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي.

وأعلى جبالها هو بنكاك جايا الذي ترتفع قمته إلى أكثر من خمسة آلاف متر فوق سطح البحر. وتؤدي غزارة الأمطار هناك إلى تكوين أنهار كثيرة تنحدر من على الجبال متجهة نحو السواحل.

وتتميز سواحل الجزيرة بكثرة المستنقعات بسبب وفرة المياه واستواء الأرض. وتكسو الغابات الاستوائية الكثيفة معظم الأراضي الجبلية في الداخل، بينما يقوم الأهالي بزراعة الأراضي المحيطة بالأودية النهرية.

 

ويعاني الزائرون من سوء الطقس عند سواحل الجزيرة بسبب ارتفاع الحرارة وزيادة الرطوبة، ولكن على الجبال يصبح الجو معتدلا ولطيفا. والأمطار تسقط بغزارة طوال العام حتى إن كميتها تصل إلى 6000 مليمتر في السنة عند قمم الجبال.

وتعيش أنواع كثيرة من الحيوانات في هذه البلاد مثل التماسيح والقرود والثعابين، ولكن الزهور والأسماك والطيور والفراشات ذات الألوان الزاهية لها شهرة خاصة هناك، ولا سيما طيور الفردوس.

وأول من سكن جزيرة غينيا الجديدة مجموعة من القبائل البدائية التي هاجرت إليها قادمة من وسط آسيا قبل آلاف السنين، إضافة إلى جماعات أخرى قدمت إلى الجزيرة من جزر المحيط الهادي القريبة منها.

 

وفي القرن السادس عشر اكتشف الأوروبيون هذه البلاد المجهولة، وادعى الأسبان ملكية الجزيرة وأطلقوا عليها اسم غينيا الجديدة لأن أهلها يشبهون أهل غينيا الأفريقية.

وتنازع الأوروبيون على السيطرة على الجزيرة طوال تاريخها، كما احتلها اليابانيون في أثناء الحرب العالمية الثانية. وبعد الحرب أصبحت الجزيرة منقسمة إلى قسمين: قسم غربي تحتله هولندا مع بقية الجزر الإندونيسية، وقسم شرقي تابع لأستراليا.

وفي عام 1962 استقلت إندونيسيا بما فيها القسم الغربي من الجزيرة والذي أسمته إريان الغربية، ثم أعادت تسميته مرة أخرى عام 1973 ليصبح إريان جايا.

 

وحصل القسم الشرقي على استقلاله الكامل عن أستراليا في عام 1975 وأصبح دولة مستقلة تسمى بابوا غينيا الجديدة.

ويقطن أغلب سكان غينيا الجديدة البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة في القرى والمناطق الريفية، وهم خليط من الشعوب المختلفة، ولذلك فإن ملامحهم غير متشابهة كما أن لهجاتهم مختلفة لدرجة أن التفاهم بينهم يكون صعبا.

ومع مرور الوقت تكونت لغة مشتركة بين مواطني بابوا غينيا الجديدة تشبه اللغة الإنجليزية، أما في إريان جايا فيستخدمون لغة الملايو للتغلب على مشكلة اختلاف اللهجات.

 

ومعظم سكان إريان جايا مسلمون، أما في بابوا غينيا الجديدة فيعتنقون المسيحية مع أدان أخرى محلية.

وأكبر مدن الجزيرة وأكثرها أهمية هي بورت مورزي عاصمة بابوا غينيا الجديدة، ويسكنها نحو ربع مليون نسمة، كما توجد مدن مهمة أخرى مثل لاي ومادانج وجيابورا.

وتعد غينيا الجديدة من أكثر المناطق تخلفا في العالم، فأغلب السكان ينتجون ما يكفي لسد احتياجاتهم الأساسية فقط.

 

ويشتغل الأهالي بصيد الحيوانات والأسماك وزراعة الموز والذرة والبطاطا والقلقاس وغيرها وتصدر غينيا الجديدة بعض المحاصيل الزراعية الاستوائية مثل جوز الهند والبن والكاكاو والأخشاب الثمينة مثل الأبنوس والصندل.

وتتوفر في الجزيرة بعض الثروات المعدنية وأهمها النحاس والذهب والفضة والبلاتين إضافة إلى النفط والغاز الطبيعي. ومع ذلك لم تستثمر هذه الثروات بشكل مناسب حتى الآن.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى