الاماكن والمدن والدول

أهم المعالم الحضارية المصنفة ضمن “عجائب الدنيا السبع”

2001 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثاني عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

عجائب الدنيا السبع المعالم الحضارية الاماكن والمدن والدول المخطوطات والكتب النادرة

عَجائِبُ الدُّنْيا هي الإنْشاءاتُ العظيمَةُ الفَذَّةُ الّتي خَلَّدَتْها العَبْقرِيَّاتُ البَشَـرِيَّةُ عَبْرَ التَّاريخِ الإنْسانِيِّ. بَعْضُها ما زالَ قائِمًا يَتَحدَّى عوامِلَ التَّعْرِيَةِ والزَّلازِلَ والصَّواعِقَ والتقَلّباتِ الجَوِّيَّةَ، مثلُ: أَهرامِ الجيزَةِ، وأبي الهَوْلِ، وأَجْزاء كبيرَةٍ من سُورِ الصِّينِ العَظيمِ، وبَعضِ المعابِدِ والنُّصُبِ العِمْلاقَةِ في مُخْتَلِفِ بِقاعِ الأَرْضِ.

وبَعْضُها الآخَرُ انْدَثَرَ وضَاعَتْ مَعالِمُه، ولَمْ يَبْقَ لَنَا مِنْهُ إلاَّ رِواياتُ التّاريخِ وما رَدَّدَهُ الأَوَّلون وتناقَلَتْهُ الأَساطيرُ بَيْنَ الحقيقةِ والخيالِ.

ولَيْسَ هناكَ اتِّفَاقٌ علَى تَحْديدِ هَذِه العَجائِبِ: هَلْ هِيَ سَبْعٌ، أَمْ ثَمانٍ، أمْ أَكْثرُ. وبَعْضُ الموسوعاتِ التّقليدِيَّةِ تَذْكُرُ عجائِبَ الدُّنْيا تحديدًا بِسَبْعِ عَجائِبَ هي:

 

1- هَرَم الجيزَةِ الأَكْبَرُ، وأبو الهول.

2- حَدائِقُ بابِلَ المُعَلَّقَةُ.

 

3- تِمثالُ زِيوسْ علَى جَبَلِ الأولِمْب، الّذي صَنَعَهُ المَثَّال «فيدْياس» الإغريقِيُّ منذُ نحوِ 25 قرنًا.

4- مَعْبَدُ «دَيانا»، الّذي أقيمَ من المَرْمَر في آسْيا الصُّغْرَى نحوَ عامِ 400 قبلَ الميلادِ.

 

5- مَقْبَرَةُ المَلِكِ «موزولوسَ»، الّتي بُنِيَتْ في آسْيا الصُّغْرَى نحوَ عامِ 353 قبلَ الميلادِ.

6- تمثالُ رُودِسَ العِمْلاقُ، الّذي صُنِعَ عامَ 224 قبلَ الميلادِ، وحطَّمَه زَلْزالٌ بعدَ ذَلِكَ بنحوِ نصفِ قرنٍ.

7- مَنارَةُ (أو فَنَارُ) الإسْكَنْدَرِيَّةِ، وكانَتْ بُرْجًا بُنِيَ من الحَجَرِ يَبْلُغُ ارتفاعُهُ نحوَ 120 مترًا. وكانَتْ تُضاءُ المَشاعِلُ في قِمَّتِهِ لتُحَذِّرَ البَحَّارَةَ مِنَ الصُّخورِ القريبةِ منه. وقَدْ بُنِيَتْ هذهِ المَنَارَةُ نحوَ سنةِ 250 قبلَ الميلادِ، وبقِيَتْ قائِمةً أَكْثَرَ من 1500 سَنَةً.

 

ولكنَّ عَدَدًا مِنَ المُؤَرِّخِينَ والمُفَكِّرينَ قَدْ أَدْخَلُوا في تَعْدادِ العَجائِبِ الشهيرَةِ بَعْضَ الرَّوائِعِ الإنْشائِيَّةِ الّتي أُقيمَتْ في القُرونِ الوُسْطَى، مثلَ: بُرْجِ بِيزا المائِلِ الّذي بَدَأَ بِناؤُه عامَ 1174 ميلادِيَّة.

وهُوَ مِنَ الآثارِ السِّياحِيَّةِ المَعْروفَةِ في إيطَالْيا، ويبلغ ارْتِفاعُهُ نَحْوَ 56 مترًا، ويَتَأَلَّفُ من ثَمانِيَةِ طَوابِقَ يَصِلُ بَيْنَها سُلَّمٌ داخِلِيٌّ يَحْتَوِي علَى 294 دَرَجَةٍ.

وكانَ الهَدَفُ من بِناءِ هذا البُرْجِ الدَّائِرِيِّ الجَميلِ هو أَنْ يَحْمِلَ في قِمَّتِهِ نَاقوسَ الكَاتِدْرائِيَّةِ المُقابِلَةِ في «سَاحَةِ دومُو» أو كما يُسَمِّيها أَهْلُ مَدينَةِ بيزا: سَاحَةَ العَجائِبِ، أو سَاحَةَ الكَاتِدْرائِيَّةِ.

 

وقَدْ بَدَأَ مَيْلُ البُرْجِ عامَ 1185 عِنْدَما أَتَمَّ عُمَّالُ البِناءِ الطَّابِقَ الثَّالِثَ، إذْ غَاصَتْ أَساسَاتُهُ في أَحَد جوانِبِهِ بِنِسْبَةٍ ضَئيلَةٍ.

وعِنْدَما لاحَظَ المُهَنْدِسُ «بونانو» هذا المَيْلَ أَضَافَ ارْتِفاعًا إضافِيًّا إلَى الجانِبِ الأَقْصَر لِكَيْ يَبْدوَ لِلْعَيْنِ كأَنَّ الجانِبَيْن متساوِيان. واكْتَفَى بونانو بالطَّوابِقِ الثَّلاثَةِ، ووَضَعَ ناقوسَ الكَاتِدْرائِيَّةِ في أَعْلاها مُؤَقَّتًا، وكانَ ذَلِكَ في عامِ 1198م.

ثُمَّ تَوَقَّفَ البِنَاءُ مُدَّةً طويلَةً بِسَبَبِ الحُروبِ والنّزاعاتِ بَيْنَ أَهْلِ بيزا وأهْلِ فلورَنْسا، ولَمْ يُسْتَأْنَفْ إلاَّ عامَ 1284. وتَمَّ بناؤُهُ في عامِ 1319 بالرَّغْمِ من ظهورِ المَيْلِ في جانِبِهِ، وكانَ مَيْلاً بَسيطًا ولَيْسَ حَادًّا كما نَراهُ اليَومَ.

 

ومُنْذُ ذَلِكَ التّاريخِ وحتَّى أيامِنا هذه، لَمْ يَكُفّ المهندسونَ عن التفكيرِ في حُلولٍ مِعْمارِيًّةٍ شَتَّى لِوَقْفِ هذا المَيْلِ حتَّى لا يَنْهارَ البُرْجُ فَجأَةً إذا ما وَصَلَ إلَى دَرَجَةِ الخَطَرِ بِسَبَبِ اسْتمرارِ مَيْلِهِ.

كذَلِكَ أضافَ المؤرِّخونَ عَجيبَةً أُخْرَى إلَى عَجائِبُ الدُّنْيا المَعروفَةِ مِنْ قَبْلُ، هي ضَريحُ تَاج مَحَلّ، وهو تُحْفَةٌ مِعْمارِيَّةٌ إسْلاميَّةٌ فريدَةٌ من رَوائِعِ الفَنِّ في القَرْنِ السَّابِعَ عَشَـر في الهِنْدِ الإسْلامِيَّةِ.

 

وفي العَصْرِ الحَديثِ أُضيفَتْ عجيبتان إلَى قائِمَةِ العَجائِبِ العَالَمِيَّةِ، هُمَا:

* بُرْجُ إيفِلْ (1887 – 1889): وهُوَ أَبْرَزُ الإنْشاءاتِ المَعْدِنِيَّةِ العِمْلاقَةِ في القَرْنِ التاسِعَ عَشَـر علَى نَهْرِ السِّين في مَدينَةِ باريسَ، عاصمَةِ فرنْسا.

 

* وجِسْرُ سَان فَرانْسِيسْكُو المُعَلَّقُ (1937): وهو عَمَلٌ هَنْدَسِيٌّ عَبْقَرِيٌّ مِنْ حَيْثُ الضّخامَةُ والحِسابَاتُ العِلْمِيَّةُ الميكانِيكِيَّةُ التَّطْبيقِيَّةُ في السَّنواتِ الأُولى مِنَ القَرْنِ العِشْرين.

وفي عَصْرِنا الحاضِرِ لم نَعُدْ نَهْتَمُّ بالعجائِبِ الّتي يُمكنُ أنْ نُضيفَها إلَى قائِمَةِ عَجائِبِ الدُّنْيا الّتي ذَكرناها، لأنَّ عالَمَنا المعاصِرَ يُطالِعُنا كُلَّ يَوْمٍ بالغَرائِبِ والعَجائِبِ الّتي لا تُعَدُّ

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى