الفنون والآداب

نبذة تعريفية عن “اللغة العبرية”

2001 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثاني عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

اللغة العبرية الفنون والآداب المخطوطات والكتب النادرة

اللُّغَةُ كلامُ البشرِ المنطوقُ أو المكتوبُ، وهي نظامُ الاتِّصالِ الأكثرِ شيوعًا بينَ البشرِ لأنَّها تتيحُ للنّاسِ التَّحَدُّثَ بعضِهم مع بعضٍ والتعبيرَ نُطقًا أو كِتابَةً، عن أفكارهم وآرائِهم.

وقَدْ ورد في كتابِ اللهِ الكريمِ ما يفيدُ أنَّ اللهَ عَلَّمَ الإنسانَ البيانَ، قال عز وجل:(الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ) (الرحمن 1 – 4).

توجدُ اللّغةُ أَيْنَما وُجِدَ المجتمعُ البَشَرِيُّ، وقَدْ أبانَ العلماءُ أنَّ هناكَ حوالَيْ 3000 لغةٍ منطوقةٍ في العالَمِ اليومَ.

 

واللُّغَةُ العِبرِيَّةُ من أَحَدِ أَقْسامِ اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ، وهي واحدةٌ من أقدمِ اللُّغاتِ السَّامِيَّةِ الّتي تَحَدَّثَ وكتبَ بها بنو إسرائيلَ في العَهْدِ التَّوْراتِيِّ.

وهي واحِدَةٌ من لُغاتِ اليهودِ الرَّسْمِيَّةِ اليومَ، وظلَّتْ تعتبرُ لغةَ الدِّينِ والأَدَبِ عِنْدَهم. وفي القرنَيْن التَّاسِعَ عَشَر والعِشْرين أُحْيِيَتْ العِبْرِيَّةُ وشاعَتْ بِوَصْفِها لُغَةَ التَّخاطُبِ بينَ اليَهودِ.

وقَدْ مَرَّتْ اللُّغةُ العِبْرِيَّةُ بثلاثِ مَراحِلَ رَئيسِيَّةٍ: مَرْحَلَةِ العِبْرِيَّةِ التَّوْراتِيَّةِ أو الكلاسِيكِيَّةِ (حتَّى القَرْنِ الثالثَ قبلَ المِيلاد)، وهي اللّغةُ الّتي كُتِبَ بها مُعْظَمُ العَهْدِ القديمِ من الكِتَابِ المُقَدَّسِ ومَرْحَلَةِ العِبْرِيَّةِ المشناوِيَّةِ، ومرحلَةِ العِبْرِيَّةِ المُعاصِرَةِ.

 

تَطَوَّرَتْ العِبْرِيَّةُ من لَهْجَةٍ من اللَّهجاتِ الكَنْعانِيَّةِ، وهي فَرْعٌ من اللُّغاتِ السَّامِيَّةِ الشّمالِيَّةِ الغَرْبِيَّةِ، ومنْ حَيْثُ الصَّوْتُ لها نَفْسُ سِماتِ العَرَبِيَّةِ والآرامِيَّةِ. وتُلْفَظُ اللّغةُ العِبْرِيَّةُ بِعِدَّةِ طُرُقٍ، لكنَّ النُّطْقَ الأوسعَ انْتشارًا هو الأشْكِنازي (في وَسَط أوروبا)، والنّطقُ السفارْدِي (في الأَبْيَضِ).

ويَكْمُنُ الاخْتلافُ بينَ هَذَيْن النّطْقَيْن، في نُطْقِ بعضِ الأَصْواتِ (الحَرَكاتِ أو في بَعْضِ حُروفِ العِلَّةِ) وفي نَبْرَةِ بَعْضِ الكَلِماتِ.

وتُكْتَبُ الكلماتُ في اللُّغَةِ العِبْرِيَّةِ من اليمينِ إلَى الشِّمالِ، وتتكوَّنُ الأَلِفْبائِيَّةُ من سِتَّةٍ وعشرينَ حرفًا، بالإضافَةِ إلَى علاماتٍ تُسَمَّى صَوائِتَ (حَرَكاتٍ)؛ وهي نُقَطٌ بأشكالٍ مُخْتَلِفَةٍ تُبَيِّنُ نُطْقَ الصَّوائِتِ.

 

وتتَكَوَّنُ مُعْظَمُ الكلماتِ العِبْرِيَّةِ من جذورٍ من ثلاثَةِ أَحْرُفٍ، وتُبْنَى الكلماتُ من الجذورِ وإضافةِ سَوابِقَ ولَواحِقَ، وبتغييرٍ في أصواتِ الصَّوَائِتِ.

ويُمْكِنُ تَقْسيمُ الأَدَبِ العِبْرِيِّ إلَى أَرْبَع مَراحِلَ: البِداياتِ، والعَصْرِ الوَسيطِ، والعَصْـرِ الحَديثِ، والعَصْرِ الحاليِّ.

وهناكَ ثلاثةُ أَعْمالٍ تُمَيِّزُ الأَدَبَ العِبْرِيَّ القديمَ: وهي قَصيدَةُ دبرا والإنجيلُ والتِّلمودُ.

 

ويَشْتَمِلُ أَدَبُ العَصْرِ الوَسيطِ علَى التَّراجِم النَّثْرِيَّةِ والفَلْسَفِيَّةِ والشِّعْرِ. وأَهَمُّ كتابٍ أَدَبِيٍّ هو كتابُ السَّعادَة، لابنِ زُبارَةَ.

ويبدأُ العَصْرُ الحديثُ للأدبِ العِبْرِيِّ في الهاسكالة (عَصْـرِ التَّنْويرِ)، وأَبْرَزُ موضوعاتِها أَدَبُ الهاسكالة، عن جمالِ الطَّبيعَةِ وانْتِصارِ الحِكْمَةِ.

ويتميَّزُ الأَدَبُ العِبْرِيُّ المُعاصِرُ بِتَنَوُّعِ الموضوعاتِ الّتي من بَيْنِها الصِّـراعُ بَيْنَ الآباءِ والأَبْناءِ، ونبذُ بعضِ الأفكارِ الّتي كانَتْ في وَقْتٍ من الأَوقاتِ أفكارًا يهودِيًّةً وصُهْيونِيَّةً.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى