علوم الأرض والجيولوجيا

نبذة تعريفية عن أنواع “الصدع” وكيفية تكوّنه

2001 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثاني عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الصدع كيفية تكون الصدع أنواع الصدع علوم الأرض والجيولوجيا

القِشْرَةُ الأَرْضِيَّةُ في حَرَكَةٍ دائِمَةٍ، ولكنَّها بطيئةٌ جدًّا حتَّى إنَّه لا يَشْعُرُ بِها الإنْسانُ.

نَرَى نَتائِجَ هذهِ الحَرَكَةِ في الصُّخورِ علَى هَيْئَةِ الْتِواءاتٍ وتَشَقُّقاتٍ وكُسورٍ وانْزِلاقاتٍ؛ وهذا يُسَمَّى بالأَبْنِيَةِ أو التَّراكيبِ الجِيولوجِيَّةِ.

والصَّدْعُ هُو أَحَدُ هذهِ التَّراكيبِ الجيولوجِيَّةِ الّتي تَنْشَأُ بِفِعْلِ الحَرَكات الأَرْضِيَّةِ. ويُعَرَّفُ بأنَّه كَسْرٌ يُصيبُ مَجْموعَةً مُتَتَالِيَةً من صُخورِ القِشْرَةِ الأَرْضِيَّةِ، ويُصاحِبُه انْزِلاقٌ أَوْ حَرَكَةٌ للصُّخورِ علَى جانِبٍ واحدٍ مِنْه علَى الأَقَلِّ.

 

أمَّا إذا لم يصاحِبْ الكَسْـرَ أيُّ انْزِلاقٍ أو حَرَكَةٍ للصُّخورِ، فإنَّ هذا الكَسْـرَ يُسَمَّى «فَالِقًا».

وتَنْشَأُ نَتيجَةً لهذهِ الحَرَكَةِ إزاحةُ الصُّخورِ الّتي في ذَلِكَ الجانِبِ بالنِّسْبَةِ إلَى نظائِرِها في الجانِبِ الآخَرِ مِن الصَّدْعِ، إمَّا إلَى أَسْفَلَ وإمَّا إلَى أَعْلَى.

وقَدْ تكونُ الإزاحَةُ ضئيلَةً جدًّا لا تَتَعَدَّى بِضْعَةَ سَنْتِيمِتْراتٍ، وقَدْ تكونُ هائِلَةً فَتَصِلُ إلَى عِدَّةِ مِئاتٍ من الأَمْتارِ في بَعْضِ الأَحْوالِ، وذلِكَ بحَسَبِ قُوَّةِ الحَرَكَاتِ الأَرْضِيَّةِ المُسَبِّبَة للصَّدْعِ.

 

والإزاحَةُ الصَّدْعِيَّةُ نَوعانِ: نَوْعٌ رَأْسِيُّ يُسَمَّى «إزاحَةَ رَمْيَةِ الصَّدْعِ»، ونَوْعٌ أُفُقِيُّ يُسَمَّى «الإزاحةَ الجانِبيَّةَ للصَّدْعِ».

وتَنْشَأُ الصُّدوعُ إمَّا نتيجةَ حَرَكاتِ الشَّدِّ وإمَّا نتيجةَ حَرَكاتِ الضَّغْطِ في القِشْرَةِ الأَرْضِيَّةِ. وكلٌّ من هَذَيْن النَّوعَيْن من حَرَكاتِ القِشْرَةِ الأَرْضِيَّةِ يَنْشَأُ مِنْه أَنواعٌ مُعَيَّنَةٌ من الصُّدوعِ؛ كلُّ نوعٍ لَهُ مُمَيِّزاتُهُ وصِفاتُهُ الثَّابِتَةُ.

 

علَى هذا الأَساسِ التَّصْنيفِيِّ للصُّدوعِ يمكنُنا أَنْ نُمَيِّزَ بَيْنَ عَدَدٍ كبيرٍ مِنْها؛ وأَشْهَرُها خَمْسَةُ أَنواعٍ:

* الصَّدْعُ العادِيُّ: ويَنْتُج من حَرَكاتِ الشَّدِّ، ويُسَمَّى أحيانًا «صَدْعَ الشَّدِّ». وتكونُ فيهِ الرَّمْيَةُ في اتِّجاهِ مَيْلِ الصَّدْعِ.

وتُسَمَّى كُتْلَةُ الصُّخورِ المُنْزَلِقَةِ علَى سَطْحِ الصَّدْعِ والمُرْتَكِزَةِ فَوْقَهُ باسْم «الحائِطِ المُعَلَّق»؛ أمَّا كُتْلَةُ الصُّخورِ الأُخْرَى في الجانِبِ الآخَرِ فَتُسَمَّى «الحائِطَ الأَسْفَلَ».

وجَديرٌ بالملاحَظَةِ أنَّ تَأْثيرَ الصُّدوعِ العَادِيَّةِ علَى الطَّبَقَاتِ هو ازْديادُ طولِ المَسافَةِ الأُفُقِيَّةِ الّتي كانَتْ تُغَطِّيها الصُّخورُ أَصْلاً.

 

* الصَّدْعُ المَعْكوسُ: ويَنْتُج مِنْ حَرَكاتِ الضَّغْطِ ويُسَمَّى أَحْيانًا «صَدْعَ الضَّغْطِ»، والرَّمْيَةُ فيهِ في اتِّجاهٍ مُعاكِسٍ لاتِّجاهِ مَيْلِ الصَّدْعِ.

كما أَنَّ تأثيرَ الصَّدْعِ المَعْكوسِ هو تَقْصيرُ المَسافَةِ الأُفُقِيَّةِ الّتي كانَتْ تحتلها الطبقات قبل حدوث الصدع.

 

* الصُّدوعُ المُدَرَّجَةُ: وهذهِ مَجْموعَاتٌ مُتَوازِيَةٌ ومُتَدَرِّجَةٌ من الصُّدوعِ العَادِيَّةِ وتُشْبِهُ السُّلَّمَ أو المُدَرَّجَ في شَكْلِها.

 

* صُدوعُ النَّتْقِ: وتُسَمَّى أَحْيانًا «الصُّدوعَ البارِزَةَ»، وهي صدوعٌ مُدَرَّجَةٌ عَادِيَّةٌ، يكونُ التَّدَرُّجُ فيها مِن الجانِبَيْنِ نَحْوَ الخارِجِ، وتَنْشَأُ مِنْها ارْتِفاعاتٌ تَرْكيبِيَّةٌ بارِزَةٌ. وكثيرًا ما تكوِّنُ هذه الصُّدوعُ مَصايِدَ طِباقِيَّةً تَحْتَجِزُ النِّفْطَ.

 

* صُدوعُ الخَسْف: يكونُ التَّدَرُّجُ فيها مِن ناحِيَتَيْن ولكنْ نَحْوَ الدَّاخِلِ، وتَنْشَأُ منها مُنْخَفَضَاتٌ تَركيبِيَّةٌ تكونُ أحيانًا علَى نِطاقٍ واسِعٍ وتُسَمَّى بالأخَاديدِ (جَمْعُ أُخْدودٍ)، ومِثالُها حَوْضُ البَحْرِ الأَحْمَرِ وخَليجُ السُّوَيْس.

وكما تكونُ التَّراكيبُ الصَّدْعِيَّةُ نافِعَةً للإنْسانِ، مِنْ حَيْثُ ارْتِباطُ بَعضٍ مِنْها في عَمَلِيَّاتِ البَحْثِ عَنْ النِّفْطِ، والبَحْثِ عَنْ المِياهِ الجَوْفِيَّةِ والرَّواسِبِ المَعْدِنِيَّةِ، قد تَضُرُّ – من ناحيةٍ أُخْرَى – بِحَياةِ الإنْسانِ ومُنْشآتِهِ بِمِا تُسَبِّبُهُ عِنْدَ تَحَرُّكِ الصُّخورِ عَلَيْها مِن زَلازِلَ في نِطاقَاتٍ مُعَيَّنَةٍ مِن الكُرَةِ الأَرْضِيَّةَ تُسَمَّى أَحْزِمَةَ الزَلازِلِ.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى