أحداث تاريخية

مجريات أحداث “معركةُ الرِّقةَ”

1999 موسوعة الكويت العلمية الجزء العاشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

معركة الرقة أحداث تاريخية المخطوطات والكتب النادرة

كانَت الكُويتُ قد ازْدهَرَتْ واستقرّ الوَضْعُ بها في عهدِ المغفورِ لهُ الشيخُ عبداللهِ الأوّل بنِ صباح بن جابر، ثاني حكّام آلِ الصباحِ، الذي حكمَ الكويت في الفترة من عام 1743 إلى عام 1813. وقد أثارَ هذا طَمَعَ القبائِلِ المُجاوِرةِ فيها.

وكانَ من بينِ هؤلاءِ الطامعينَ قبيلةُ بني كعبٍ من سُبَيْع التي كانت تسكُنُ البصرةَ ونواحيها.

وقد حَدَثَتْ معركةُ الرِّقةَ بينَ آلِ الصباحِ وبيَن بني كعبٍ على إثْرِ رَفضِ الشيخِ عبدِالله الأوّلِ بين صباحٍ طلبَ خِطْبَةَ ابنتهِ مريمَ لأحَدِ أبناءِ بني كعبٍ الذينَ تَذَرَّعُوا بهذا السَّبَبِ ليقوموا بعدوانِهم على الكويت.

 

وكانَ الشيخُ عبدُالله الأوَّلُ قد استشارَ كبارَ رجالِ الكويتِ في ذلكَ الوقتِ حولَ طلب قبيلةِ بني كعبٍ، فأظهرَ هؤلاءِ الرِّجالُ رَفْضَهم وطلبوا منه ضرورَةَ الوقوفِ في وجهِ أطماعِ بني كعب.

بعدَ فترةٍ قصيرةٍ، عَرَفَ أهلُ الكويتِ أنَّ بَني كعبٍ قد جاءوا بِسُفُنِهم وأسلحتِهِم لاحتلالِ الكويتِ. وهناكَ أمرَ الشيخُ عبدُالله الأوَّلُ بنُ صباحٍ بالاستعدادِ لهم، وأمَرَ بإيداعِ النساءِ والأموالِ في بعضِ السُّفُنِ بعيداً عن المعركةِ للمُحافَظَةِ عليهنَّ وعليها.

وسارَ الكويتيونَ ببقيَّةِ السُّفُنِ والعَتَادِ لمواجهَةِ المعتدينَ من بني كعبٍ الذينَ كانوا أكثرَ عَدَدَاً وعُدَّةً، وكانت سفنهم كبيرَةَ على عَكْسِ سُفُنِ الكويتيينَ التي كانت صغيرِةً.

 

ولمّا عَلِمَ الشيخُ عبدُ الله حاكِمُ الكويتِ بتفَوُّقِ الأعداءِ في عددِ السُّفُنِ ومستوى الاستعدادِ، أشْفَقَ على الكويتيينَ منْ هَوْلِ القِتالِ، وأرسَلَ إليهم رَسولاً يحذِّرُهُمْ ويطلبُ منهم الرجوعَ إلى الكويتِ حرصاً على سَلامتِهم.

ولكنَّ الرَّسولَ بدلاً من تحذيرهِ للكويتيينَ وطلب انسحابهم، رفعَ رايةً سوداءَ، وقالَ لَهُم: «يقولُ الشيخ عبدُالله سَوَّدَ الله وجوهَكم .. لأنّكم إلى الآن لم تُناجزوهم القتالَ، أتظنونَ أنّ المرءَ يموتُ قبلَ يَوْمهِ؟».

وكانَ هذا القولُ بِمثابَةِ الدّعْوَةِ لتحريكِ هِمَم الكويتيينَ وإثارةِ نَخْوَتِهِم فَدارتْ المعركةُ بينهم وبين بني كعبٍ في مكانٍ يُسمَّى (الرِّقَّةَ)، يَقَعُ في الخليجِ بينَ جزيرَتيْ فيْلَكا وبوبْيان.

 

وأظهرَ الكويتيون، رغم قِلَّةِ عَدَدِهِم وصِغَرِ حجمِ سفنِهم، شجاعَةً كبيرَةً في القتالِ، وكانَ النّصْرُ حليفَهم في هذهِ المعركة لأنّهُم بدأوا القتالَ بمُهاجمةِ سفنِ زُعماءِ بني كعبٍ اوّلاً.

فلمَّا عَلِمَتْ جُنودُهم بمقتلِ الزُّعماءِ خارَتْ قواهُم، كما أنَّ الكويتيينَ انتَهزوا فرصة جَزْرِ مياهِ الخليج وانحسار المياه عن سُفُنِ الأعداءِ التي لم تستطعْ التّحرُّكَ في المياه الضَّحلةِ لكبرِ حجْمِها، وهاجموهُم بسُفُنِهِم الصغيرةِ التي تمكّنتْ من مُحاصرتِهم من كُلِّ جانِبٍ وقتلَتْ منهمْ أعداداً كبيرة.

ورَجعَ الكويتيون مُنْتَصرينَ ومعهم كثيرٌ من عُدَّةِ الأعداءِ وذخيرَتِهم، وقدْ نَصَبوا المدافعَ التي اغتنموها على ساحلِ البحرِ تعبيراً عن فَرْحَتِهِم بالنَّصرِ، وتِذْكاراً لهذهِ المعركةِ.

 

وقدْ قالَ أحدُ شُعراءِ الكويتِ في تِلْكَ الفَتْرَة:

حاولوا أخْذَها اغتصاباً لهذا

                                          خِطْبَةُ القومِ أسْفَرَتْ عن خُطُوب

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى