علوم الأرض والجيولوجيا

أسباب حدوث ظاهرة الانقلابين “الصيفي والشتوي”

2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثالث

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الانقلابين الصيفي والشتوي علوم الأرض والجيولوجيا

عندما تشرق الشمس، نرى ظل الأشياء طويلا، فالطفل الذي طوله متر، يكون طول ظله مترين أو أكثر، وتكون درجة حرارة أشعة الشمس ضعيفة وبمرور الوقت يقصـر الظل، إلى أن يصير أقصـر ما يكون ساعة الظهر، فترتفع درجة حرارة أشعة الشمس كثيرا.

بعدها يعود الظل فيطول مرة أخرى، حتى وقت الغروب وعند ذلك تنخفض درجة حرارة أشعة الشمس ويبرد الهواء.

والسبب في طول الظل، وانخفاض حرارة أشعة الشمس عند الشـروق، وقبل الغروب، هو أن هذه الأشعة تصلنا مائلة بشكل كبير، فتتوزع حرارتها على مساحة واسعة من سطح الأرض، فلا تسخن إلا قليلا.

 

بينما عند الظهر، فإن قصـر الظل، وارتفاع الحرارة، ينتج عن سقوط أشعة الشمس بزاوية ميل قليلة، فتتركز على سطح الأرض، وترفع من حرارته كثيرا.

كذلك يؤثر اختلاف طول النهار على كمية الحرارة التي تصل إلينا بواسطة أشعة الشمس. ولا بد أنك لاحظت أن ساعات الليل تقصـر، بينما تطول ساعات النهار في فصل الصيف.

ولذا فإن مدة التسخين، التي تظهر فيها الشمس بالنهار في هذا الفصل مدة أطول من الفترة التي تختفي أثناءها بالليل.

 

مثال ذلك نجد أن طول النهار بمدينة الكويت هو 14 ساعة صيفا. وتعني زيادة مدة التسخين نهارا، زيادة في كمية الحرارة المكتسبة.

ويحدث العكس شتاء، حين تكون ساعات النهار بالكويت عشـر ساعات فقط. وبسبب مدة التسخين القصيرة، لا ترتفع درجة الحرارة إلا قليلا، ويميل الجو للبرودة.

ومعنى هذا أن الأحوال في فصل الصيف من حيث الحرارة الشديدة، والنهار الطويل، تنقلب إلى العكس في فصل الشتاء حيث تنخفض الحرارة ويقصر النهار.

 

لهذا فإن الوقت الذي يبدأ عنده دخول فصل الصيف، يسمى يوم الانقلاب الصيفي، وهو يوم 21 يونيو من كل عام. أما الانقلاب الشتوي فيبدأ يوم 23 ديسمبر من كل عام.

والسبب في حدوث الانقلابين هو ميل محور الأرض عن الوضع العمودي بمقدار 23.5 درجة، ثم وقوع الكرة الأرضية أثناء دورانها في فلكها حول الشمس في موضعين متعاكسين كل ستة أشهر.

ففي فصل الصيف، يكون ميل المحور سببا في تعرض نصف الكرة الشمالي لأشعة عمودية على بعض المواضع وقت الظهر، وأشعة قليلة الميل على المواضع الأخرى من هذا النصف، لدرجة أن منطقة القطب الشمالي يستمر نهارها 24 ساعة،.

 

كما يطول النهار في بقية الجهات الواقعة ما بين خط الاستواء والقطب الشمالي، ويقصـر الليل. ولهذا ترتفع درجة حرارة سطح الأرض في نصف الكرة الشمالي، فيكون هذا هو فصل الصيف فيه.

وعندما تكون الأرض في هذا الوضع بالنسبة للشمس، يكون نصف الكرة الجنوبي مائلا في اتجاه بعيد عن الشمس، فلا يتلقى إلا أشعة مائلة، يزداد ميلها نحو القطب الجنوبي، لدرجة تجعل المنطقة المحيطة بهذا القطب مظلمة.

وتبقى في ليل دائم، لا تشـرق عليها الشمس طوال هذا الفصل، كما يطول الليل في بقية الجهات ما بين خط الاستواء، والقطب الجنوبي، ويقصر النهار.

 

ونتيجة لميل أشعة الشمس، وقصـر ساعات النهار، تنخفض درجة الحرارة على جميع جهات سطح الأرض في نصف الكرة الجنوبي، فيكون هذا فصل الشتاء فيه.

وبعد ستة أشهر، تكون الأرض قد دارت في فلكها حول الشمس، لتصبح في الموضع المعاكس لوضعها السابق.

عند ذلك يتعرض نصفها الجنوبي للشمس أكثر من نصفها الشمالي، فيتمتع بفصل الصيف، بينما يحل الشتاء في النصف الشمالي.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى