البيولوجيا وعلوم الحياة

حركة “الانتحاء” لدى الحيوانات والنبات

2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثالث

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الحيوانات النبات حركة الانتحاء البيولوجيا وعلوم الحياة

الإحساس والحركة ظاهرتان واضحتان في الحيوان، ولكن هل تصدق أن النبات أيضا يحس ويتحرك؟

لو أنك وضعت إصيصا به نبات (كالعدس مثلا أو الشعير) قرب النافذة في حجرة قليلة الإضاءة لوجدت بعد أيام قليلة أن النبات يميل بساقه وأوراقه ناحية الضوء. وسبب ذلك أن النبات محتاج إلى الضوء.

فعندما يحس النبات بسقوط الضوء عليه من ناحية واحدة يتجه نحوه من تلقاء نفسه.

أي أنه يتحرك ببطء حركة قليلة نحو الضوء دون أن ينتقل من مكانه. وهذه الحركة التي نتجت عن الإحساس بالضوء نسميها "الانتحاء الضوئي".

 

وقد وجد العلماء أن المسئول عن الانتحاء مواد كيميائية تسمى "الأكسينات" والأكسينات نوع من "الهرمونات" النباتية التي يصنعها النبات بكميات قليلة جدا. والأكسين لفظ إغريقي معناه ينمو.

وقد اكتشف العلماء أيضا أن الأكسينات تتجمع في قمة الساق وفي نهايات الجذور والبراعم. ولذلك عندما نغطي قمة الساق مثلا لنمنع عنها الضوء، يتوقف الانتحاء الضوئي للساق، لكن عندما يسقط الضوء من جهة واحدة على قمة الساق فإن الأكسينات تقل أو يقل نشاطها في هذا الجانب (المواجه للضوء)، ويزيد في الجانب الآخر (المظلم).

وهذا يؤدي إلى استطالة في الجانب المظلم أكثر من الجانب المضـيء، مما يجعل قمة الساق تنتحي، وتميل نحو الجانب الأقصـر المواجه لمصدر الضوء.

 

وفي هذه الحالة نصف الانتحاء الضوئي للساق بأنه "إيجابي" أي أن الساق تتحرك باتجاه الضوء، ونقول عن الانتحاء إنه "سلبي" عندما يبتعد جزء النبات عن الضوء، ولذلك نقول إنه سلبي الانتحاء الضوئي.

وإضافة إلى الانتحاء الضوئي هناك أنواع أخرى من الانتحاء، مثل "الانتحاء الأرضي"، و "الانتحاء المائي" وسواهما، فالانتحاء الأرضي يعني اتجاه جزء من النبات نحو مركز الجاذبية الأرضية (فيكون إيجابيا) أو بعيدا عنه (فيكون سلبيا).

والانتحاء المائـي يعني اتجـاه الجزء النباتي نحــو المـاء (فيكــون إيجابيا) أو بعيدا عنه (فيكون سلبيا).

 

هناك انتحاء أيضا في كثير من الحيوانات البسيطة مثل الأميبا والبراميسيوم واليوجيلينا وسواها. والانتحاء في هذه الكائنات يكون أيضا إيجابيا أو سلبيا، فإذا تحركت الأميبا، مثلا، أو اليوجيلينا نحو الغذاء نقول إنها تظهر انتحاء إيجابيا للغذاء.

أما إذا ابتعدت عن المؤثرات الضارة كالحرارة أو الضوء الشديد فإننا نقول إنها تظهر انتحاء سلبيا نحو تلك المؤثرات.

وهكذا نـــرى أن الانتحاءيكون في النباتات والحيوانات الدنيا ويكون تلقائيا، أي أنه يكون دائما بالأسلوب نفسه أمام المؤثر نفسه.

 

وهذا بعكس ما يحدث في الحيوانات الراقية التي تتحرك حركة حرة وفق ما يناسب الظروف المختلفة.

والانتحاء في النبات لا يكون فيه انتقال من مكان إلى مكان، ولذلك يسمى أيضا "تأودا" (والتأود معناه الميل أو الانتحاء).

أما في الحيوانات الدنيا، كالأميبا والبراميسيوم واليوجيلينا، فيكون فيه حركة وانتقال من مكان إلى مكان، ولذلك يمكن أن يسمى أيضا "توجها" أو "قصدا".

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى