الاماكن والمدن والدول

نبذة تعريفية عن قارة أفريقيا

2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثالث

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

قارة أفريقيا الاماكن والمدن والدول علوم الأرض والجيولوجيا

تعتبر أفريقيا ثاني قارات العالم مساحة بعد قارة آسيا. و تبلغ مساحتها 30258000 كيلومتر مربع، أي حوالي 1/5 مساحة الأرض اليابسة.

ويحف بالقارة مجموعة من الجزر الأفريقية من أهمها جزيرة «مدغشقر» (وهي من أكبر الجزر العالمية) و «كومورو» «جزر القمر» و «موريشوس» و «رئينون»، و«سيشل» و «سوقطرة» في الشرق، وجزر «أزور» و «ماديرا» و «كناري» و «الرأس الأخضر» في الغرب.

يقال إن الرومان هم الذين أطلقوا عليها أفريقيا، وهي كلمة مشتقة من كلمة لاتينية معناها «المشمسة» أو كلمة يونانية معناها  «بون برد».

 

وتحتل أفريقيا موقعا وسطا بين قارات العالم. يحدها من الشمال البحر المتوسط الذي يفصلها عن قارة أوروبا.

ومن الشرق البحر الأحمر، والمحيط الهندي ومن الغرب المحيط الأطلسي، أما جنوب القارة فيشترك فيه كل من المحيط الهندي و الأطلسي.

وتمتد القارة مسافة تبلغ حوالي 8000 كيلومتر من  الشمال إلى الجنوب، بين دائرتي العرض 21´ 37° شمالا (أقصى نقطة في الشمال هي «رأس بن سقا» في تونس) و 50´ 34° جنوبا (أقصى نقطة نحو الجنوب هي «رأس أجلهاس» في جنوب أفريقيا.

 

كما تمتد مسافة تبلغ حوالي 7360 كيلومترا من الشرق إلى الغرب بين خطي الطول 24´ 51° شرقا (أقصى نقطة شرقا هي «رأس هافون» بالصومال) و 32´ 17° غربا (أقصى نقطة غربا هي «بوينت دي ألمادا» بالرأس الأخضر).

وأفريقيا هي القارة الوحيدة التي يكاد يقسمها خط الاستواء إلى نصفين، ويمر بها مدارا السرطان في الشمال و الجدي في الجنوب.

ويجعل هذا الموقع معظم القارة تقع بين المدارين، ولذلك يطلق عليها «القارة المدارية».

ويمر بها خط جرينتش في الغرب على مسافة قصيرة من شرق أكرا (عاصمة غانا) ولذلك يقع معظم القارة في نصف الكرة الشرقي.

 

وقد خضعت أفريقيا لموجات متتالية من الغزو الاستعماري في أعقاب حركة الكشوف الجغرافية في أواخر القرن الخامس عشر وأوائل القرن السادس عشر.

ولم يأت عام 1939م حتى كانت كل أجزاء القارة مستعمرة أو تحت الوصاية باستثناء ثلاث دول هي«مصر» و «جنوب أفريقيا» و «ليبيريا». ومع بداية الخمسينات من القرن الحالي بدأت القارة تشهد موجات من حركات التحرير الوطني.

وقد نجحت هذه الحركات الثورية في حصول كل الدول الأفريقية على استقلالها، باستثناء ناميبيا، وبعض الجيوب الصغيرة التي لا تزال تحت السيطرة بعض الدول الاستعمارية.

وتضم القارة 51 دولة مستقلة مما يجعلها أكبر القارات من حيث عدد الدول. ومن أكبر الدول مساحة السودان (2505830 كيلومتر مربع) و أصغرها دولة سيشل (965 كيلومترا مربعا).

 

وأفريقيا عبارة عن هضبة كبيرة يبلغ متوسط ارتفاعها حوالي 1500 متر (5000 قدم) وتترك بينها وبين البحار والمحيطات المجاورة سهلا ساحليا ضيقا في معظم الأماكن.

ولذلك يطلق عليها «القارة الهضبية». وتتصف الهضبة بالارتفاع النسبي في الشرق والجنوب حيث توجد مجموعة من الهضاب العالية مثل «هضبة الحبشة» و «هضبة شرق أفريقيا» و «هضبة جنوب أفريقيا».

ومما يزيد من ارتفاع هذه الهضاب وجود بعض الجبال العالية ذات القمم الثلجية، مثل جبل «كلمنجارو»، («قمة كيبو» تبلغ 19565 قدما)، وهو أعلى جبل في أفريقيا. وكذلك جبل «كينيا» (17055 قدما).

كذلك توجد بعض الجبال الالتوائية في شمال غرب القارة ممثلة في جبال «أطلس» (أعلى قمة 13665 قدما) ويخترق شرق  القارة من الجنوب إلى الشمال «الأخدود الأفريقي العظيم» الذي يمتد من بحيرة «نياسا» حتى «سهول البقاع» في لبنان.

 

وقد تكونت في بطن الأخدود مجموعة من البحيرات أهمها بحيرة «تنجانيقا» (31750 كيلومتر مربع) و بحيرة «نياسا» (29000 كيلومتر مربع)، لكن أكبرها هي بحيرة «فكتوريا» (67070 كيلومترا مربعا)، وهي ثاني أكبر بحيرة عذبة في العالم بعد بحيرة «سوبيريور» في أمريكا الشمالية.

أما بحيرة «تشاد» فتختلف مساحتها بين فصل المطر حيث تبلغ 24865 كيلومترا مربعا، والفصل الجاف حيث تنخفض إلى 9500 كيلومتر مربع.

ويخترق القارة مجموعة من الأنهار من أهمها: نهر «النيل»، وهو أطول أنهار العالم (6610 كيلومتر) وقد أقيم عليه مجموعة من السدود، من أهممها السد العالي بمصر، وسد سنار و الروصيرص بالسودان، وأنهار «الكونغو» و «السنغال» و «زمبيري» (أقيم عليه سد كاريبا) و نهر «أورانج» و «لمبوبو».

وتضم القارة أيضا أكبر صحارى العالم مساحة، وهي الصحراء الكبرى في شمال القارة، والتي تبلغ مساحتها 8.7 مليون كيلومتر مربع.

 

كذلك توجد بها أيضا بعض المنخفضات من أشهرها «منخفض القطارة» بمصر ويبلغ عمقه 114 مترا تحت سطح البحر، وهو أعمق المنخفضات في العالم.

وتتصف سواحل القارة بقلة تعاريجها، ولذلك يبلغ طول شواطئها فقط 30320 كيلومترا، رغم كبر مساحتها.

ويتصف مناخ أفريقيا بطبيعته الحارة، لأن معظم أجزاء القارة يقع في المنطقة المدارية. وقد سجل في القارة أعلى درجة حرارة في العالم (58° درجة مئوية في عزيزية بليبيا).

 

وتضم القارة مجموعة من الأقاليم الطبيعية والنباتية التي تتكرر تقريبا على جانبي خط الاستواء شمالا و جنوبا وهي:

المناخ المداري المطير (الاستوائي)، و المناخ المداري الموسمي، والمناخ السوداني (السفانا) والمناخ  الصحراوي، وأخيرا مناخ البحر المتوسط.

ويقدر عدد سكان أفريقيا بنحو 761 مليون نسمة (1998). ولذلك تحتل المرتبة الثانية بعد قارة آسيا. وتبلغ الكثافة السكانية حوالي 21.3 نسمة لكل كيلومتر مربع. ويزداد السكان بمعدل بلغ 3% سنويا (معدل الزيادة على مستوى العالم 1.7%).

 

ولذلك فهي أسرع قارات  العالم في نمو السكان. وعلى ضوء معدل الزيادة الحالي، فإن تقديرات سكان القارة في عام 2000 سيصل حوالي 770 مليون نسمة.

ويختلف التوزيع السكاني بين دول القارة. و تعتبر «نيجيريا» أكبر الدول سكانا حيث سكانها (عام 1998) حوالي 110 مليون نسمة. وأصغر الدول سكانا «سيشل» (76 ألف نسمة).

 

وينتمي معظم سكان القارة إلى سلالتين أساسيتين هما: السلاسة الزنجية، والسلالة القوقازية.ويعتبر الزنوج (أصحاب البشرة السوداء) المجموعة الأكبر. ولذلك يطلق على القارة أحيانا اسم «القارة السوداء».

وتتركز السلالة القوقازية (أصحاب البشرة البيضاء السمراء) في شمال القارة (شمال الصحراء). كما نجد أيضا سلالات خليطة بين الزنجية و القوقازية.

وتشتهر القارة بوجود الأقزام في أفريقيا الوسطى المدارية حيث يعتبرون أقصر الجماعات في العالم، إذ يبلغ طول الشخص في المتوسط مترا و نصف متر.

 

وتعتبر أفريقيا قارة اللغات المتعددة. ففي أفريقيا المدارية (بين المدارين) وحدها يوجد ما بين 800 و 1000 لغة محلية. و يؤكد هذا التعدد في اللغة حياة العزلة التي عاشتها هذه الجماعات في الماضي.

ومن أشهر اللغات وأكبرها انتشارا: اللغة العربية، واللغة الساحلية (لغة البانتو) في شرق أفريقيا، ولغة كريو في غرب أفريقيا، إضافة إلى لغة البربر في شمال غرب القارة.

كما تسود اللغة الانجليزية والفرنسية والبرتغالية كلغات رسمية في الدول التي كانت تخضع لنفوذ هذه الدول الاستعمارية.

 

كذلك تتعدد الديانات في أفريقيا. فإلى جانب الإسلام الذي انتشر على الأخص في شمال القارة و غربها، توجد المسيحية التي انتشرت في بعض المناطق عن طريق البعثات التبشيرية وخاصة في أثناء فترة السيطرة الاستعمارية.

كذلك لا يزال الكثير من القبائل الأفريقية الزنجية على وثنيتهم حيث يعتقدون في قوة الأرواح التي تكمن في بعض الأشياء كالنجوم والجبال والأشجار والأبقار وغيرها.

وتعتبر أفريقيا من القارات النامية حيث يبلغ متوسط دخل  الفرد السنوي حوالي 100 دولار فقط، كما يعتمد اقتصادها على الحرف الأولية مثل الزراعة والرعي، وصيد الأسماك، والتعدين.

 

وتعتبر الزراعة ورعي الحيوانات من الحرف الرئيسية التي يعتمد عليها غالبية السكان (90% منهم). وتجمع الزراعة بين الزراعة التقليدية البدائية، والزارعة التجارية المتطورة.

 وتركز الزراعة التقليدية على زراعة المحاصيل الزراعية الغذائية مثل الكاسافا، وهو نبات ذو جذور نشوية لها قيمة غذائية (48.2 مليون طن)، واليام، وهو نبات ذو درنات أرضية لها قيمة غذائية (22.2 مليون طن)، والسرغم (الذرة الرفيعة) ويبلغ إنتاجها 9 مليون طن، والدخن (8.4 مليون طن)، والذرة الشامية (31.6 مليون طن)، والقمح (10.5 مليون طن)، و الأرز (9.5 مليون طن).

وأهم المحاصيل الزراعية التجارية الكاكاو (865 ألف طن)، وزيت النخيل (1.35 مليون طن) في غرب أفريقيا، والقطن في حوض النيل (1,2 مليون  طن)، والتبغ في وسط  القارة، والسيسل (180 ألف طن) في شرق أفريقيا، والفول السوداني (4.1 مليون طن) في السنغال و السودان.

 

وتضم القارة ثروة حيوانية كبيرة (1997) تقدر بنحو 703.5 مليون رأس، منها 170 مليونا من البقر، و 2.5 مليون من الجاموس (معظمها بمصر)، 193 مليونا من الغنم، 155 مليونا من الماعز،  13.5 مليون من الإبل (75%) من إبل العالم.

وتنتج القارة الكثير من المعادن حيث تنتج (1997) حوالي مليون و942  ألف كيلو من الذهب (وهو نصف إنتاج العالم) ويأتي معظمه من جنوب أفريقيا، و 29.5 ألف قيراط من الألماس (70% من الإنتاج العالمي)، والنفط (307 مليون طن) ومعظمه من نيجيريا وليبيا والجزائر ومصر، والغاز الطبيعي (4.6 مليون طن) ويأتي معظمه من الجزائر (3.2 مليون طن).

كما تنتج الحديد (28.5 مليون طن)، والنحاس (1.5 مليون طن)، والنيكل (53,1 مليون طن) والبوكسيت (12,5 مليون طن) وهو المادة الخام لصناعة الألومينيوم، والقصدير (9.8 مليون طن) والفوسفات (34 مليون طن).

 

وتنتج القارة أيضا كميات كبيرة من الأخشاب المنشورة وخاصة من  الأنواع الصلبة مثل الأبنوس، والماهوجني، والساج، وغيرها.

وقد بلغت عام 1997 حوالي 573 مليون قدم مكعبة من أخشاب الوقود، إذ لا تزال الأخشاب تمثل مصدرا رئيسيا للوقود في معظم أجزاء القارة.

أما الصناعة فهي محدودة و تركز على الصناعات الخفيفة والاستهلاكية و إعداد المواد الخام للتصدير. وتتركز معظم الصناعات في مصر وجنوب أفريقيا وغيرهما.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى