الفنون والآداب

كتاب “الأغاني” لـ”أبو الفرج الأصفهاني”

2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثالث

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

أبو الفرج الأصفهاني كتاب الأغاني الفنون والآداب المخطوطات والكتب النادرة

الغناء فن إنساني عرفته البشرية منذ القدم، و نما مع ازدهار الحضارة الإسلامية.

و قد رأى عالم عربي كبير هو «أبو الفرج الأصفهاني» (248- 356هـ) أن يؤلف كتابا يصور هذه الحركة الفنية، فكان هذا الكتاب هو «الأغاني» الذي أمضى في جمع مادته و إعداده خمسين سنة.

وهو كما ترى من اسمه سجل للأغاني و ألحانها، و قد بلغت مئة لحن تقريبا.

 

وكان بعض المغنين قد اختاروها للخلفية المشهور هارون الرشيد، و ذكر معها حياة المغنين و مراتبهم في الغناء.

وكذلك اهتم الكتاب بذكر الشعر الذي كان مادة للغناء، و بأخبار الشعراء الذين قالوا هذا الشعر من عصر الجاهلية أو الإسلام.

وقد تنوعت فيه أغراض الشعر من ميادين الحرب إلى مجالس اللهو و الغناء. واشتمل الكتاب على المعلومات المتصلة بالشعر من أخبار العرب وأنسابهم، إلى جانب القصص و الخطب و النوادر والفكاهات.

 

ويقوم منهج الكتاب على ذكر أبيات من الشعر معنونة بصوت معين (و «الصوت» هو اللحن) ومنسوبة إلى المغني ثم يصف اللحن،وينسب الشعر إلى قائله، ويذكر عروضه أي وزنه الموسيقي، ثم يذكر الأخبار المتعلقة بذلك، و آراء العلماء و المختصين فيه.

ويتميز الكتاب بالأسلوب الدقيق و اللغة السهلة، مع إسناد المعلومات إلى مصادرها. وهو أكبر مرجع في تاريخ الشعر العربي و صلته بالغناء حتى القرن الثالث الهجري.

ولا يستغني عنه باحث في قواعد الغناء العربي وموسيقاه و تاريخه و بخاصة «العود». وكان قد سبقه إلى الوجود عدة كتب بالاسم نفسه، و لكنه جاء أجودها و أتمها.

 

وقد اكتسب الكتاب شهرة كبيرة بصفته من الموسوعات الأدبية الثمينة. ونال اهتمام العلماء في عصره و بعده، و تسابق الكثيرون إلى اقتنائه و أطلقوا عليه «ديوان العرب».

ويقال إن الصاحب بن عباد، الوزير والأديب المشهور، كان يأخذ معه في أسفاره قافلة محملة بالكتب فلما رأى «الأغاني» استغنى به عنها.

 

وقد شجع الكتاب كثيرا من الباحثين على أن يعدوا دراسات عن الألحان و الآلات الموسيقية، كما قام بعض العلماء بإصدار مختصرات له مبسطة من أهمها «مختار الأغاني في الأخبار و التهاني» لابن منظور، و كتاب «تهذيب الأغاني» لمحمد الخضري. ومن أهداف الاختصار التنظيم و الدراسة وحذف الحشو والزيادة.

والكتاب مطبوع طباعة جيدة في واحد وعشرين مجلدا من حوالي 4000 صفحة تزدهر به المكتبة العربية، فارجع إليه كلما أردت الفائدة و المتعة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى