علم الفلك

الوبال الشهبية في السجلات العربية

2006 موسوعة علم الفلك والفضاء2

شوقي محمد صالح الدلال

KFAS

علم الفلك

عرف العرب في العصور الوسطى الوبال الشهبية وأطلقوا عليها أسماء مختلفة ، منها : انقضاض الكواكب ، وانقضاض النجوم ، وتساقط النجوم ، وتنأثر الكواكب ، وتطاير النجوم ، والرامي بالنجم .

وبصورة عامة لم تول الرسائل العربية عن علم الفلك أهمية خاصة بالشهب ، ولم تعدها ظاهرة سماوية المنشأ.

وقد اتبع الفلاسفة العرب فكرة أرسطو في أن الشهب هي ظاهرة جوية تحدث في الغلاف الجوي الأرضي وليس لها علاقة بالقبة السماوية.

 

وقد شرح الفيلسوف العربي جابر بن حيان ، الذي عاش في الكوفة خلال الفترة بين 721 و 813 ميلادية ، ما كان سائداً عن طبيعة الشهب في زمانه .

فقد فسر الشهب على أنها ناتجة عن ارتفاع الهواء في الغلاف الجوي وتسخينه بأشعة الشمس ثم اشتعاله ، وكان لهذه الأفكار تأثيراً كبير الأهمية على فهم طبيعة الشهب والتنبؤ بحدوثها ، مما حال دون تضمينها الأزياج الفلكية وإهمالها من قبل الفلكيين .

 

أما الوبال الشهبية شديدة القوة واللافتة للنظر فقد تم تسجيلها تماماً كما كان يحدث بالنسبة إلى الكسوف والخسوف ومرور المذنبات ، وقد دون المؤرخون العرب ظاهرتين للوبال الشهبية حدثنا أثناء حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ويعزى اهتمام المؤرخين العرب في العصور اللاحقة بالوبال الشهبية إلى هاتين الحادثتين.

ففي واحد من أقدم السجلات ربط اليعقوبي بين ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم وظهور وابل شهبي ، وقد حدث ذلك قبل 53 سنة و51 يوماً من بدء الهجرة ، ويوافق هذا التاريخ الرابع من شهر آذار من عام 571 ميلادي.

والحادثة الأخرى هي ظهور وابل شهبي في الليلة نفسها التي نزل فيها الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك في السنة الثالثة عشرة قبل الهجرة (29 كانون الأول من عام 609 ميلادي)* .

 

ولم يستخدم العرب قديماً كلمة شهب إلا نادراً ، كما أنهم استخدموا في معظم الأحيان كلمة كواكب ونجوم للدلالة على الشيء نفسه.

واستخدمت هاتان العبارتان أيضاً للدلالة على الظواهر الغربية مثل ظهور المذنبات والشهب ، وقد سمى جابر بن حيان الشهب ، على سبيل المثال ، انقضاض الكواكب .

ومن المواضيع المثيرة للجدل هو معرفة عرب الجاهلية بالطبيعة الحجرية أو المادية للشهب.

 

فقد نظم لبيد بن أبي ربيعة واحدة من أبدع القصائد في رثاء أخيه أربد ، ويقول لبيد في أحد أبيات قصيدته (ديوان لبيد ، صفحة 170 – 168) :

وما المرء إلا كالشهاب وضوئه

                                                يحور رماداً بعدُ إذ هو ساطع

ويعد هذا البيت دليلاً على معرفة العرب قديماً بطبيعة الشهب التي لا تلبث أن تتحول إلى رماد بعد احتراقها.

وهذا الرأي يختلف جذرياً عن التفسير الذي جاء به علماء عرب لاحقين مثل جابر بن حيان . *(A Cetalogue of Meteor Showers in Medivial Arab Chronicles , W. S. Rada and F. R. Stephenson , Q. G. R. ast Soc (1992) 33, 5 – 16)

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى