الطب

كيفية حدوث عملية الإبصار على الاستقامة

2009 البصائر في علم المناظر

كمال الدين الفارسي

KFAS

كيفية حدوث عملية الإبصار على الاستقامة الطب

الخط المار بالمراكز نسميه سهم المخروط، وإذا كانت الصورة الواردة في وسط الجليدية كان السهمُ أحد الخطوط التي وردت عليها.

ومقررٌ أنَّ الصور تمتد في جسم الجليديّة وبعدها في الزجاجية وتجويف العصبة على ترتيبها وامتدادها في الجليدية على سموت الشعاع.

فأما من الزجاجية والعصبة فلا يمكن ذلك لما مر فيكون على سموت مقاطعة لسموت الأشعة فمخروط الشعاع إذن إنما يترتب بها صور المُبصرات عند الجليدية فقط، لأن ابتداء الحس عندها ثم وصولها إلى الحاس الأخير ليس يحتاج إلى امتدادها على هذه الخطوط، فليس للزُّجاجة تخصصٌ بخطوط الشعاع.

 

والقوةُ القابلة التي في الزجاجية متخصصة مع الإحساس بهذه الصور بحفظ ترتيبها، (وقبولها  للصور يخالف قبول الجليدية، فالصور تصل إلى الزجاجية مرتبة)، ثم تنعطف فيها للسببين على هيئتها وتمتد إلى المشتركة، كما يمتد إحساس اللَّمس والالم إلى الحاس الأخير.

(فكل نقطة من سطح الزجاجية إذا وصلت الصورة إليها فإنها تجري في سمت متصل لا يتغير، وتكون السموت منحنية عند منحنى العصبة المشتركة، ومرتبة بعد الانحناء ترتيبها قبل الانحناء، ولا يصح أن يكون ورود الصور إلى الحاس الأخير إلا هكذا.

 

ولأن سهم المخروط يكون عموداً على سطح الجزء المتاخر من الجليدية وهو أقوى الأشعة، والزجاجية شفافة فالسهم ينفذ فيها على الاستقامة إلى موضع الثقب فإن ذلك ممكن، وباقي الخطوط تنعطف في الزجاجية عن استقامتها.

ويكون الانعطاف فيما يلي السهم أقل، وفيم الحواشي أكثر، ومعلوم أن الانعطاف يغير الصور ويضعفها، فالصورة الواردة على السهم أشد بياناً، ثم الذي يليه.

وأضعف الصور ما يرد في حواشي المخروط، فالصورة الحاصلة في المشتركة مختلفة الأجزاء، والنقطة منها النظيرة للتي على السهم من المبصر أبين منسائرها ثم ما يتلوها.

 

وإذا استقريت المُبصرات وجدت الأمر كما ذكر، لأن الناظر إذا قابل في الوقت الواحد ببصره مبصراتٍ كثيرةً، وسكَّن بصره فإن ما كان منها مُقابَلاً لوسط بَصَره يجده ابين مما هي عن جوانبه، والأقرب منه أبين من الأبعد، ومع ذلك فإنه يدركها جميعاً).

ثم إن حرَّك بصره وقابل به مُبصراً آخر، أدرك الآخر بيناً وضعف إدراكه للأول، وعلى ذلك فقد تبين أن الإبصار بوسط البصر وبالسهم أبين واشد تحققاً، 

 

ولذلك إذا أراد تحقق شيء أمر على سطحه سهم البر يميناً وشمالاً وفوقاً وتحتاً إمراراً  كنسج العنكبوت في زمانٍ يسير حتى يرى جميع أجزائه بوسط البصر أعني السهم وبما يليه من أشعة المخروط فيحصل منها على اليقين وهو المسمى بحركة التامل.

ومن هنا نشأ غلط الطائفة التي رأت أن مخروط الشعاع إنما يحدث بأن يتحرك خط الشعاع وهو خط واحد يخرج من البصر على سطح المُبصر حتى يلتئم المخروط.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى