النباتات والزراعة

كيفية تحديد عمق المصارف (t) وأقسامها

1995 ري وصرف ومعالجة التملح

د.علي عبدالله حسن

KFAS

كيفية تحديد عمق المصارف (t) النباتات والزراعة الزراعة

تبعاً لمعطيات منشورة ]في [178 يمكن تحديد عمق المصارف بأنه البعد بين قاعدة حفرة المصرف ، وسطح التربة . 

من ناحية أخرى ، فإن عمق المصارف مسألة اختيارية بالنسبة للمصمم ، لكن هذا الاختيار لا بدّ أن يراعي شروطاً معينة ، مرتبطة بالمكان ، سواء من الناحية المناخية أو النباتية الزراعية.

فمثلاً في الأماكن المعرضة للصقيع يكون الاختيار المناسب هو المصارف العميقة .  هذا مع العلم بأن المصارف العميقة تكون أقل عرضة لنمو جذور النباتات داخلها ، مع التأكيد على أنّ المصارف العميقة ليست محمية بصورة أكيدة من نمو الجذور النباتية داخلها  [178]

 

كما أن غسل العناصر الغذائية في المصارف العميقة سيكون أقل بالمقارنة بالمصارف السطحية أو المتوسطة .  ولقد أثبتت تجارب ROTHAMSTEAD  ]من [178 هذا .

كما أن هذه التجارب التي أجريت على ليز ميترات   (lysimeter)، التي استغرقت ثلاثة وعشرين عاماً بينت أن الخسارة في الآزوت كنسبة مئوية لمجمل الأزوت أخذت التتابع التالي بالنسبة لعمق المصارف (انظر الجدول : 52) .

 

إضافة إلى ذلك تسمح المصارف العميقة ببعد بين المصارف (a) أكبر ، ذلك أن البعد بين المصارف يتناسب في معظم الحالات مع عمق المصارف لكن مقابل ذلك تكون كلفة الإنشاءات في المصارف ، العميقة أكبر ، قياساً بالمصارف السطحية أو المتوسطة.

هذا مع الأخذ بعين الاعتبار بأن تصريف الماء في مصارف العميقة يكون أبطأ بالمقارنة بالمصارف المتوسطة والسطحية ، وهذا ما يكون له انعكاساته السلبية على عملية الصرف بالمصارف العميقة ، وخاصة في الأتربة الثقيلة . 

من ناحية أخرى توفر المصارف العميقة مجالاً ترابياً أعمق لنمو الجذور ، وكذلك بالنسبة لمخزون التربة المائي .

 

وفي الأتربة المتأثرة بمياه الجوف كلما زادت الناقلية المائية لمثل هذه الأتربة أمكن إنشاء المصارف بعمق أكبر ، وبالتالي كبر البعد بين المصارف [178] (a) .

أما في الأتربة المتأثرة بمياه الغمر، أو الأتربة ذات الناقلية المائية المنخفضة بشكل عام ، فإن عملية نفوذ الماء داخلها تتم بشكل أن ماء الهطول المطري النافذ إلى داخل التربة يتقدم شاقولياً داخل العمود الترابي حتى شريط كعب المحراث ، وبعد ذلك يتبع ميل التربة.

ويرشح تبعاً لهذا الميل ، حتى أقرب مصرف حيث ينفذ إلى داخل المصرف طالما أن مادة التعبئة لخندق المصرف غير منضغطة  [178]

وفي حالات من هذا النوع لا يمكننا أن نجد علاقة مباشرة بين عمق المصارف (t) وبعدها  (a)، بل إن العلاقة بين هذين البعدين في مثل هذه الحالة ، تكمن فقط من الزاوية الإنشائية وأيضاً من المنظور الزراعي العام للمشروع الصرفي [178] .  

 

أما أعماق المصارف (t) المعتمدة في الأتربة الزراعية ، فيمكننا تقسيمها إلى ما يلي  [192, 178]:

– العمق السطحي للمصارف : ويتراوح بين (0,8 – 1,0m) ويعتمد مثل هذا العمق عادة في الأتربة ذات الناقلية المائية المنخفضة ، وخاصة في المناطق المناخية الرطبة . 

ويمكن أن يكون مثل هذا العمق للمصارف مناسباً وعملياً في الحالات التي يتألف العمود الترابي فيها من شريط علوي جيد الناقلية للماء ، بعمق يتراوح بين (0,8 – 1,0m) يعقبه مباشرة نحو الأسفل شريط كتيم .  وهنا لا بدّ من التنويه بأن ومضع المصارف داخل الشريط الكتيم يعد غير مناسب وفي معظم الحالات . 

من ناحية أخرى وفي الأتربة الخفيفة (من زاوية القوام) فإن الشكل المناسب للصرف هو المصارف السطحية ، ذلك أن المصارف العميقة في مثل هذه الأتربة يمكمن أن تؤدي إلى جفاف كبير للتربة ، وبالتالي إلى إلحاق الضرر بالمزروعات .

 

– العمق المتوسط للمصارف : ويتراوح بين (1,0 – 1,2m)  ويعتمد هذا العمق في الأتربة الثقيلة والمتوسطة (من زاوية القوام) . 

وأيضاً في الأتربة المتأثرة بمياه الجوف .  كما يفضل هذا العمق في الأتربة الفقيرة بشكل طبيعي بالعناصر الغذائية .

 

– المصارف العميقة : ويتراوح العمق فيها بين (1,2 – 1,3m).  ويعتمد هذا العمق في الأتربة ذات الناقلية المائية المتوسطة . 

وينصح عادة باعتماد المصارف العميقة في الأتربة المتشكلة من عمود ترابي عميق ، وقوامها من النوع اللومي في غالب الحالات مع إنصافها بالغنى بالعناصر الغذائية ، وعلى وجه التخصيص إذا كان العمود الترابي غني بالكلس  [178].

 

– المصارف العميقة جداً : ويتراوح عمقها بين  (1,3 – 1,8m).  ويعتمد هذا العمق في الأتربة ذات القوام المتوسط والمتشكلة من عمود ترابي عميق .  كما يعتمد للمزروعات العميقة الجذور .

 

وفي الحالات التي يوجد فيها شريط جيد الناقلية المائية داخل العمود الترابي ، وعلى عمق يتراوح بين  (1.3 – 1.8m)، وفوق هذا الشريط افق ترابي قوامه ثقيل جداً فيستحسن عندئذ إنشاء المصارف داخل الشريط الناقل للماء  [178]، ذلك أن المصارف تستطيع في مثل هذه الوضعية احتواء الماء الضار بسهولة ، لكن .

وفي معظم الحالات ، لا تستدعي وضعية كهذه أية عملية صرفية ، إذ إن الشريط الناقل للماء في الأسفل يستطيع أن يقوم المصارف .  وأحياناً يمكن القول إن صرفاً لمثل هذه التربة غير مفيدة ألبتة [178].

 

ومن منظور عمق المصارف يمكننا القول ، وبشكل عام ، إن المواصفات الفيزيائية للتربة تلعب دوراً أساسياً في تحديد عمق المصارف ، وعلى وجه الخصوص مسامات التربة ، والتوزع النسبي للمسامات الكبيرة والموسطة والصغيرة .

كما أن المواصفات الفيزيائية للتربة والمشتقة من هذا النوع ، ونعني بذلك الماء المتاح والسعة الهوائية ، واتساع المجال الشعري للمسامات تؤثر بدورها في عمق المصارف . 

 

وهكذا يجري تحديد عمق المصارف عادة على ضوء المعطيات الفيزيائية للتربة .  هذه المعطيات يمكن إيجازها بالآتي ]من  [24:

– النسبة العالية من الماء المتاح للتربة تسمح بإنشاء مصارف عميقة .

– السعة الهوائية العالية للتربة تتطلب عمقاً سطحياً للمصارف .

– في حين يتطلب المجال الشعري الكبير والمتواصل للتربة مصارف عميقة .

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى