علوم الأرض والجيولوجيا

أشكال البنى التجمعية لـ”التربة”

1995 ري وصرف ومعالجة التملح

د.علي عبدالله حسن

KFAS

أشكال البنى التجمعية للتربة علوم الأرض والجيولوجيا

تتشكل هذه الأنواع البنائية من تجمع حبيبات التربة الرئيسة بوساطة أربطة تعطي أشكالاً هندسية تتغير تبعاً لنوع هذه التجمعات .  أما أسباب هذه التشكلات فمتعددة وهي :

إما أن تتشكل نتيجة لتمدد ، ومن ثم تقلص التربة ، أو لأسباب بيولوجية تدخل داخل الجسم الترابي.

ويمكننا التفريق في مجال البنى التجمعية الكبيرة بين نوعين : البنى التجمعية الكبيرة الخشنة ، والبنى التجمعية الكبيرة الناعمة .

 

1- البنى التجمعية الكبيرة الخشنة (Marogrobgefuege)

تتشكل هذه الأنواع البنائية في الأتربة المتماسكة (أي الأتربة اللومية والطينية) وذلك نتيجة للتقلص الذي يحدث للتربة بسبب الجفاف . 

وتتميز هذه الأشكال البنائية بكون محورها العرضاني أكبر من 50 mm (باستثناء تجمعات الأعمدة)  [24].

ويمكننا التفريق هنا بين ثلاثة أنواع من البنى .

 

– البناء التشققي (Rissgefuege)

يتشكل هذا النوع من البناء من تشقق البناء الإسفنجي نتيجة لجفاف التربة  [24].  وهذا تنشأ أشكال بنائية موشورية (محور الموشور أفقي – انظر الشكل – 3) . 

ويعدّ وجود هذا النوع من البناء في التربة دليلاً على التغيرات التي حصلت على بنية هذه التربة (البنية الأساسية) نتيجة للتمدد والتقلص . ذلك أن التربة عندما تتقلص تتعرض للانكماش ، أي نقص في الحجم ، وعند التمدد بسبب الترطيب لا تعود هذه التربة إلى وضعيتها الأصلية بالضرورة ، بل ربما يحصل فرق في الحجم . 

هذا الفرق الحجمي يسمى التقلص الباقي .  وهكذا تتشكل مسامات ثانويّة تكون عادة جيدة النفوذية للماء والهواء كما أنها تعد مسالك جيدة للجذور .

 

– البناء العمودي

يأخذ هذا النوع من البناء شكل الأعمدة ، ومن هنا أتت التسمية .  وتكون جوانب العمود ملساء ، وعادة مستديرة ، وكذلك رأسه . 

وهذه حالة هندسية ملازمة لهذ النوع من البناء .  يتشكل البناء العمودي نتيجة لانضغاط التربة ، حيث تشكل وحدات البنى المتصدعة بسبب الانضغاط ، والمتراصة أحد أعمدة هذا النوع من البناء  [24].  يوجد هذا النوع في بعض الأتربة الملحية كالمارش ، وأيضاً في أتربة السولونتز (Solonetz) .

 

– البناء الشريطي

تبعاً لمعطيات منشورة ]في [24 فإن عوامل تشكل هذا النوع البنائي جيولوجية وهذا ما يميزه عن البناء الصفائحي الذي يتشكل بفعل عوامل بيدولوجية أو عوامل إنسانية . 

يتصف هذا النوع من البناء بشكله الذي هو عبارة عن أشرطة متوضعة بعضها فوق بعض ، بحيث تكون في غالب الحالات سطوح هذه الأشرطة مسارات جيدة لحركة الماء في الاتجاه الأفقي .

 

2- البنى التجمعية الناعمة (Makrofeingefuege)

تتشكل هذه الأنواع البنائية نتيجة لانشطار البنى التجمعية الخشنة .  وتتميز البنى التجمعية الناعمة بكون محورها العرضاني أقل [24] 50 mm.  وهنا يمكننا التفريق بين :

 

– البناء الفتائلي

يشبه هذا النوع من البناء فتائل الشعيرة القصيرة .  ويتراوح طول وحدة البناء بين [173] 1- 10mm؛ ويكون سطح الفتيلة الخارجي خشناً . 

يتشكل هذا النوع من البناء في شروط بيدولوجية ذوات فعالية بيولوجية عالية ، وتحت غطاء نباتي كثيف التجذير (الأعشاب مثلاً) . 

ويتميز هذا النوع من البناء بالتغير الكبير ، سواء من منظور نسبة المسمات الثانوية فيه أو من منظور استقراره [24] . ويوجد عادة في الأفق  Ah.

 

– البناء المتعدد الوجوه (Polyedergefuege)

يتشكل هذا النوع من البناء من تجمعات حبيبية ذوات مسامية ثانوية مختلفة . ويتميز هذا النوع من البناء بتعدد سطوحه (من هنا أتت التسمية) وأيضاً بزوايا تقاطع هذه السطوح (الحروف) الحادة .  كما أن تقاطع السطوح لا يكون متجانساً . 

ويتصف بتساوي المحاور في كل وحدة بنائية . كما يمكن أن تغطي سطوح الوحدة البنائية أغشية طينية في بعض الحالات .  هذا مع وجود وحدات بنائية في بعض الحالات أقطارها أكبر من  50 mm

مثل هذا البناء لا يصنف تحت المتعدد الوجود ولو تشابه معه ، بل يعد بناء تجمعياً خاصاً . 

وفي حال عدم وضوح المميزات الأساسية لوحدات البناء لمثل هذه التشكلات ، عندئذ تندرج هذه الأشكال البنائية في خانة "تحت البناء المتعدد الوجوه" .

 

– البناء تحت المتعدد الوجوه (Subpolyedergefuege)

يتشابه هذا النوع من البناء مع البناء المتعدد الوجوه ، وذلك من زاوية تعدد الوجوه والسطوح ، وأيضاً المحاور المتساوية تقريباً . 

ويختلف عنه وبصورة أساسية في أن زوايا تقاطع السطوح (الحروف) تكون غير حادة في البناء تحت المتعدد الوجوه . 

ويتصف هذا البناء بالمسامية الجيدة وفقدان الأغشية الطينية على سطوحه .  وإذا وجدت في بعض الحالات النادرة فتكون ضعيفة جداً .  يشاهد مثل هذا النوع من البناء في الأفق  [24] Bv.

 

– البناء الموشوري (Prismengefuege)

يتشكل البناء الموشوري من تجمعات حبيبية على شكل مواشير شاقولية داخل العمود الترابي .  وتتميز المواشير بمحورها العرضاني القصير ومحورها الشاقولي الطويل . 

ويتألف كل موشور من خمسة أو ستة وجوه ، حيث تكون هذه الوجوه على الغالب مغطاة بأغشية طينية  [24]

وما تجدر الإشارة إليه هنا هو أن البناء الموشوري يمكن أن ينقسم إلى بنى متعددة الوجوه (Polyeder) .

 

– البناء الصفائحي (Plattengefuege)

البناء الصفائحي عبارة عن تجمعات حبيبية ، على شكل صفائح مستقلية بشكل أفقي ، وسطوحها على الغلب خشنة (نادراً ما تكون ملساء)  [24]

يتشكل البناء الصفائحي  بتأثير عوامل بيدولوجية أو إنسانية (على خلاف البناء الشريطي) . 

وتكون أسباب هذا التشكل في أغلب الحالات انضغاطات للتربة ميكانيكية الأصل .  وهذا ما تدلل عليه البنى الصفائحية المتشكلة في أفق كعب المحراث .

 

– الحطام الترابي (Bodenfragment)

تنشأ أشكال من الحطام الترابي نتيجة للقلب الميكانيكي للتربة (الحراثة مثلاً) .  وتتميز مثل هذه التشكلات بسطوحها الخشنة .  وهنا يمكننا التفريق تبعاً للحجم بين نوعين . 

الأول قطره أقل من   50 mm، وهي الأشكال الناتجة عن الحراثة في شروط رطوبة تربة مناسبة .  وتكون مثل هذه الأشكال قابلة للانشطار إلى أجزاء أصغر منها . 

والثاني بقطر أكبر من 50 mm وهي تلك الأشكال الناتجة عن الحراثة في شروط رطوبة غير مناسبة  [24].

 

نظراً للأهمية البالغة للبنى التجمعية من المنظور البيدولوجي العام فلا بدّ لنا من الإشارة هنا إلى أن تحديد أنواع البنى التجمعية في التربة يتم تبعاً لشكل وحجم الحبيبات البنائية ، وأيضاً تبعاً لقطر ووضعية المسامات البينية بين التجمعات (نوعية التوضع) . 

أما بالنسبة للبنى الأساسية فإن التمييز يتم تبعاً لدرجة الالتصاق أو التماس بين الحبيبات الترابية ، وأيضاً تبعاً لشكل الالتحام .  إضافة إلى ذلك ، يمكن أن تكون نسبة المسامات الكبيرة أو التشققات ، وكذلك التماسك ، معايير يمكن الأخذ بها في مجال تحديد أنواع البنى . 

من ناحية أخرى فإن حجم الحبيبات المعبر عنه بقيمة رقمية يسمح باعتماد هذه القيمة الرقمية كأساس في تحديد الصفات الفيزيائية للأتربة مثل : الكثافة الظاهرية والتوزع النسبي للمسامات والناقلية المائية . 

 

كما يمكننا القول أيضاً إنه كلما كبرت حبيبات البنى الترابية نقصت المسمات الثانوية (المسمات البينية) .  وهذا يعني أن التربة منضغطة ، أي أن الكثافة  الظاهرية عالية (نسبياً) .  أما تقسيم حبيبات البنى التجمعية تبعاً للحجم فيعطيه الجدول – 4 . 

ومن منظور حجم الحبيبات البنائية للتربة فإن المحور العرضاني لهذه الحبيبات يعدّ وحدة القياس الأساسية في هذا المجال (وبشكل خاص البنى التجمعية الناعمة) .  وتعنى وحدة القياس قطر وحدة البناء أو سمك الصفيحة بالنسبة لأشكال بنائية أخرى . 

في حين يعدّ المحور العرضاني بالنسبة للبنى التجمعية الخشنة الأساس في التحديد القياسي لهذه البنى.  والمقصود هنا هو طول المحور العرضاني لوحدة البناء . كما يعدّ سمك الشريط الوسطي الأساس  المعتمد في التحديد القياسي بالنسبة لأشكال بنائية أخرى .

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى