العلوم الإنسانية والإجتماعية

الجانب الفني للمشروع والعوامل التي يعتمد عليها

2002 الجدوى الاقتصادية للمشاريع الجديدة

بدر جاسم الفيلكاوي

KFAS

الجانب الفني للمشروع والعوامل التي يعتمد عليها العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة

يستخدم التحليل الفني لتحديد ما إذا كان مشروعاً معيناً ذا جدوى أم لا وذلك من خلال استخدام أساليب تكنولوجية محددة أو من خلال استخدام آلات ومعدات محددة أو من خلال اختيار مواقع مفضلة لإقامة المشروع.

وبدراسة هذا الجانب فإنه يمكن التوصل إلى بدائل تجريبية لتحقيق أهداف المشروع، فالدراسة الفنية بصورة إجمالية هي محاولة لتحديد ما يلي:

– كيف يمكن الوفاء بالمتطلبات الفنية للمشروع.

– ما هو الموقع الأفضل.

– ما هو الحجم الأقصى والمفضل للمشروع.

وبناء على ذلك فإن خطوات التحليل الفني تستوجب القيام بتغطية النواحي والبدائل العديدة للمشروع كما يلي:

 

– الأبحاث والاختبارات التمهيدية:

تتطلب معظم المشاريع وخاصة الهندسية منها مقداراً معيناً من الاختبارات والأبحاث التمهيدية، وهذه الاختبارات تغطي مجموعة متنوعة من الموضوعات والاختبارات البسيطة مثل: الموقع الذي سيتم فيه تشييد المباني.

والاختبارات العملية حول احتمالات استخدام بعض المواد الخام أو التي تمت معالجتها، والشروط التي يمكن في ظلها القيام بتلك الاستخدامات وتجربة المواد الجديدة وأبحاث المعادن وغيرها.

والمشاريع في هذه الحالات ينبغي أن تحتوي على تفصيل واضح للمعلومات والبيانات بشأن هذه الاختبارات والأبحاث، وعند إعداد دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع فإنه يمكن إرفاق التفصيل الكامل للتقارير الفنية ذات الصلة كملحقات للدراسة.

 

– اختيار ووصف عملية الإنتاج:

وهذه الخطوة تعتبر هامة للغاية ويتم فيها التعرض إلى الأسلوب الذي سيعتمد للقيام بالإنتاج المطلوب، وفي الكثير من الحالات فإنه لا توجد أية عوائق بخصوص عملية الإنتاج أو نظام الإنتاج وخصوصاً في الصناعات البسيطة.

إلا أنه في حالات أخرى نجد أن هناك تعقيدات وبدائل ينبغي التطرق لها وشرحها مع الحلول المطروحة وذلك فيما يتعلق بالأبحاث التمهيدية، ولتوفير عرض أفضل للعملية الإنتاجية فإنه يمكن وصف العملية باستخدام الرسومات الهندسية أو الأشكال البيانية البسيطة.

 

– اختيار ومواصفات المعدات:

تنقسم المرحلة الثالثة والتي تختص في اختيار المعدات إلى ثلاث مراحل أخرى بدورها:

– الأولى هي التحديد الأولي للأنواع الملائمة للمشروع.

– الثانية القيام بالمفاضلة بين هذه الأنواع.

– الثالثة انتقاء المعدات والجهزة العديدة من النوع الذي تم اختياره.

 

ويتأثر اختيار نوع المعدات بطبيعة العملية ونطاق الإنتاج ودرجة الآلية وجميعها مرتبطة ببعضها البعض بصورة وثيقة.

وقد يحدث أحياناً أن يتم تطبيق درجة معينة من الآلية على مستوى إنتاج معين، وبالمثل نجد أن بعض العمليات نفسها أفضل من ناحية الآلية من العمليات الأخرى، وهكذا فإن نوع الإنتاج يتصل بدرجة الآلية والميكنة.

 

إن تحليل المعدات الخاصة بتقنية أو هندسة ما ليس مجرد مسألة اختيار أقل تكلفة ولكنه يتضمن كذلك اعتبارات أخرى مثل:

– المواصفات أو مناسبة الاختيار لنوع المواد الخام.

– كفاءة التشغيل ومواصفات إنتاجها.

 

– الحد الأدنى من خطر التقادم.

– القدرة والالتزام من المورد بالمساعدة الفنية.

 

– الحجم/ التصميم المرن للتصنيع البديل.

– عوامل التكلفة وشروط التشغيل.

 

– مدى حداثة الآلات والمعدات وتطورها التكنولوجي.

– مدى احتياجها لنوعية عمالة معينة ومدى تخصصها واحتياجات التدريب.

 

– مدى الاعتماد على حجم عمالة معين في التشغيل.

– مدى سهولة الحصول على الآلات من مصادرها

 

– حجم تكلفة التشغيل والتي تعتمد على الطاقة الكهربائية اللازمة للتشغيل.

– قيمة الآلات عند تقادمها (خردة).

 

وفي كثير من الأحيان نجد أن المشكلة أكثر تعقيداً لاعتبارات مالية تتعلق مثلاً بجنسية مورد الأجهزة والمعدات وقد تلعب التسهيلات الائتمانية ومعدل الفائدة ونوع العملة الأجنبية المطلوبة وقابليتها للتحويل أم لا.

وتلعب الاعتبارات الأخرى كذلك دوراً هاماً في القرار، إلا أن اتجاه العالم الحديث نحو العولمة وإزالة العوائق التجارية بين مختلف دول العالم تجعل هذه العوائق ليست واردة بصورة مؤثرة في الوقت الحالي.

 

– الموقع والمباني وتخطيط المكان:

يعتمد التحليل الفني لجدوى مشروع ما على الموقع بصورة كبيرة، وتوافر عدة مواقع مناسبة للمشروع يولد عادة فروقاً جوهرية بينها، وذلك في الجودة والقدرة على التوزيع وسهولة نقل المواد الخام إليه، مما يؤدي إلى البحث عن أكثر من موقع بديل.

وترجع أهمية اختيار الموقع المناسب إلى أن المشاريع التي يمكن الاهتمام بمتطلباتها الفنية في موقع ما أحياناً ما تفشل بسبب إنشائها في مكان آخر حيث تقل المميزات في الموقع الآخر وبعبارة أخرى فإن المشروع الواقع في مكان ما بعيد عن مصادر الخدمات والتموين مثل العمالة التي لديها الخبرة والسوق والمواد الخام والمرافق والمتطلبات الأخرى، سيكون لها آثار عكسية على قدرته على تحقيق النجاح.

 

إضافة إلى ذلك فإن المشروع الصناعي أو الهندسي يجب أن يتضمن تقديرات لحجم وخصائص المباني المطلوبة للإنتاج وتخطيط الموقع.

وبالنسبة للمشروعات الزراعية فإن ذلك يتضمن الإسطبلات ومخازن الغلال والمباني المماثلة، وبالنسبة للمناجم فإنه يجب أن يتضمن المباني التي على السطح والخاصة بالآلات والورش.

 

وتستحوذ المشكلة على اهتمام خاص في حالة الصناعة التحويلية، وذلك لأن توزيع المباني الصناعية لها أثر هام على مناولة وتدفق المواد الخام والمواد التي في طور التصنيع والمنتجات النهائية والتي تستوجب أن تكون مناطق الاستقبال والمخازن والورش المركزية والمنشآت الأخرى فيها واقعة في أماكن مناسبة للتشغيل ومتصلة بالمباني الرئيسية للمصنع وخدمات النقل.

والعامل الهام الآخر هو عدم إغفال احتمالات التوسع المستقبلي والذي يعني مدى توافر الأرض الكافية مع الخصائص المادية المقبولة.

 

– تخطيط المصنع:

تعتمد كفاءة مشروع ما مثل عملية التصنيع بحد كبير على تخطيط المصنع وتوزيع المعدات، ونظراً لأن الاهتمام بذلك يؤدي إلى اقتصاد في الحركة وتدفق سريع للمواد والعمليات التي من خلالها يتم توفير الوقت والمال، لذا فإن العوامل الجديرة بالاهتمام عند تخطيط المصنع هي:

– أماكن التخزين للمواد الخام والإمدادات.

– المساحات الخاصة بالنقل الداخلي.

– أنظمة خدمات المرافق وتشمل التخلص من النفايات.

– نظام الاتصالات فيما بين الإدارات.

– مرونة التوسع المستقبلي.

– الاعتبارات البيئية

– الأعمال الهندسية التكميلية:

 

في العادة فإنه يجب أن تغطي المشاريع بعض المنشآت الإضافية لتوفير الخدمات المطلوبة للإنتاج الفعلي أو للموظفين والعاملين في المشروع، وتنشأ اعتبارات هذه الأعمال التكميلية من المتطلبات الفنية للمشروع مثل المياه المطلوبة والطاقة الكهربائية ومساكن العاملين وخدمات الضمان الاجتماعي وبعض البنود المماثلة.

وفي هذه الحالة فإن المعيار سيكون معياراً اقتصادياً واجتماعياً، ويتنوع ذلك حسب الظروف وينبغي البحث عن حلول ذات تكاليف معقولة ولكنها في الوقت نفسه تقدم على الأقل الحد الأدنى من الارتياح المطلوب للعمالة.

هذا التجمع للمشروعات التكميلية العديدة مع المشروع الرئيسي أو المركزي قد يكون ضرورياً جداً في حالة المشروعات الزراعية أو التعدينية أو الصناعية، والتي يجب أن تقع بالقرب من الموارد الطبيعية وبعيداً عن المراكز الحضرية وذلك نظراً لطبيعة هذه المشروعات.

 

– الكفاءة التشغيلية:

بمجرد البدء في تحديد طريقة التصنيع وحجم المصنع والمعدات والمباني فإنه سيكون بالإمكان حساب حجم كل نوع من المدخلات المطلوبة لكل المشروع وذلك بخصوص كل من التركيب والتشغيل.

وبمجرد تحديد الحجم على أساس تكلفة مادية فإنه يمكن تقدير تكاليف التشغيل والمدخلات، علاوة على ذلك فإن هذا الحجم يخدم كعنصر محدد للمقارنة عند تقييم الكفاءة الإدارية والتشغيلية التقديرية للمشروع.

 

حجم المدخلات طبقاً للعمليات التشغيلية المستخدمة مثل جودة المواد الخام يمكن تقديرها بمساعدة الأبحاث الفنية التمهيدية وإضافة إلى العوامل الفنية فإنه ينبغي أن تؤخذ هذه التقديرات في الاعتبار التنظيم الإداري والفني العام للصناعة وجودة العمالة المتوافرة.

وهذا قد يقود إلى توصيات خاصة بشأن التنظيم والهيكل الإداري للمشروع والتدريب وعقود المستشارين وغيرها، وقد يكون من الضروري لذلك إيجاد معامل فنية للقيام بالفحص الفني للمواد الخام والمنتجات النهائية كجزء من معايير الجودة طبقاً للمواصفات المطلوبة

 

– مرونة القدرة الإنتاجية:

إن الحاجة لمرونة في القدرة الإنتاجية هي نتاج للطلب الموسمي أحياناً، وفي حالات أخرى فإنها قد تعتمد على التغيرات المؤقتة في توافر المواد الخام أو ضيق الوضع المالي، وهو ما يعني أنه ينبغي البدء في الإنتاج على نطاق محدود في المرحلة الأولى.

ومن الطبيعي فإن هناك تقييداً في تناول هذه المشكلات، ولكن إذا وجدت الشروط المذكورة فإنه ينبغي البحث عن حلول تميل إلى تسهيل النمو المتناغم وتسمح بمرونة التشغيل مع الحد الأدنى من الانتكاسات والتدخل والتكلفة.

 

– جداول العمل:

إن جدول تنفيذ المشروع من مرحلة إعداد المشروع وحتى بدء التصنيع وتحديد الأسباب الممثلة للتأخير هي أحد أوجه الدراسة العينية، والتي ينبغي أن تنتظم بجداول فعلية لا تتضممن فقط النشاطات من التصميم الهندسي وشراء وحيازة الأرض.

ولكن تتضمن كذلك التشييد والحصول على المتطلبات وحتى اختيار المعدات وتدريب جهاز العمل اللازم للإنجاز الناجح للمشروع، ويجب ترتيب هذه الجداول في تسلسل متناسق، إن تقديرات الجداول الفعلية حسب الوقت والتكلفة يتم رسمها من واقع الخبرة مقارنة بالمشروعات المماثلة في نفس البيئة أو في بيئة مماثلة.

 

يجب أن يكفل جدول العمل في المشروع أن الدخول في التشغيل يتزامن مع وصول أو توافر المواد الخام وحتى إذا كان سيتم إنتاج المواد الخام محلياً أو بواسطة المصنع نفسه، أو إذا كانت المواد غير قابلة للتلف فإن جدول وصول المواد، مثل مفهوم "Just in Time" يجب إعطاؤه الاهتمام الجاد.

وبالعكس فإنه إذا كان يجب إنتاج بعض المواد فإن جدول العمل يجب أن يتضمن تقديم الطلبات في الخارج والموافقة على التصاريح اللازمة والنقل حتى يتزامن وصول المواد مع وصولها في التشغيل في المشروع.

 

– حجم المشروع:

حجم المشروع يعني عادة قدرته الإنتاجية أثناء فترة التشغيل المعتادة، ونظراً للحاجة إلى توفير المرونة التشغيلية للوفاء بطلبات الإنتاج المعتادة فإنه نادراً ما يكون التشغيل 100% من القدرة الكاملة وأحياناً ما يتم تغير الحجم بعدد العمالة الذين تم توظيفهم أو رأس المال الداخل في المشروع أو بعض الوحدات الأخرى.

إلا أنه أياً ما كانت وحدة القياس فإن الحجم الأقصى وأفضل موقع سيكون هو ذلك الموقع الذي يؤدي إلى أفضل نتيجة مالية، ويمكن تحديد بعض العوامل الهامة عند النظر في حجم المشاريع كالتالي:

– حجم الطلب الواجب الوفاء به.

– العلاقة بين الحجم أو نطاق الإنتاج والأسلوب والاستثمار.

– العلاقة بين الحجم والموقع أو التوزيع الجغرافي للسوق.

– الخبرة والقدرة الإدارية.

– تكاليف المشروع:

 

يعد تحديد النواحي السابقة فإنه من الطبيعي تكوين فكرة جيدة بخصوص التكاليف الإجمالية للمشروع، وبصورة أساسية تفاصيل التكلفة الرأسمالية (الأرض، المباني، الآلات، المعدات) وتكلفة التطوير (مثل تجهيز الأرض، الخدمات الأساسية) وتكلفة الإنتاج وتكلفة الصيانة.

ونظراً لأن التحليل الفني سيغطي كلاً من النواحي الهندسية وغير الهندسية للمشروع، فإن قائمة المراجعة تساعد مدير المشروع بصورة قطعية في إدارة مهامه العديدة حتى ولو تم تعيين شركة استشارية لهذا الغرض، وقائمة المراجعة تتضمن تلك النواحي التي تم ذكرها أعلاه من بين أشياء أخرى.

حيث تتضمن الوصف الفني للمشروع وخصائص وحجم المشروع ذي الصلة وجداول تنفيذ المشروع، والعمر الإنتاجي للمشروع وقيمة الخردة، وتوافر موظفي الدعم الفني وأثر ذلك على المشروع.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى