الكيمياء

دور وسائل الإعلام المختلفة في بث الأخبار الكيميائية

2002 في رحاب الكيمياء

الدكتور نزار رباح الريس , الدكتورة فايزة محمد الخرافي

KFAS

بث الأخبار الكيميائية الكيمياء

تلعب الكيمياء دوراً مركزياً في حياتنا ، لذا فلا عجب أن كنا نسمع أو نقرأ في وسائل الإعلام المختلفة عن آخر ما توصلت إليه الابحاث الكيميائية من نتائج لها تأثير مباشر على أحد شؤون حياتنا أو مستقبل الإنسان . 

هكذا تزف لنا وسائل الإعلام المقروئة والمسموعة والمرئية بين الحين والآخر خبر اكتشاف عقار جديد أو مادة فردية في خواصها أو نواتج ذات نفع عميم . 

وإلى جانب ذلك تصل إلينا أنباء سيئة عن أثر المواد الكيميائية المختلفة على تلوث البيئة والمطر الحمضي وثقب الأوزون والإحتباس الحراري ، وما نجم عن ذلك من آثار تهدد حياة الإنسان بالمخاطر ولا جدال في أن الاكتشافات الكيميائية ما سر منها وما كدر ستبقى هدفاً لوسائل الإعلام على مر الزمان .  ونود هنا أن نسوق امثلة مما تنقله وسائل الإعلام من اخبار .

ويقول الخبر الاول "نجح الباحثون في اصطناع علاج جديد للسرطان هو التاكسول" لقد اظهر التاكسول وهو منتج طبيعي قدرة على علاج بعض انواع السرطان بما في ذلك سرطان المبيض والثدي . 

 

وكنا نحصل على التاكسول من لحاء شجر الطقّوس الصنوبرية التي تنمو في غابات غرب الولايات المتحدة وكندا . 

ويوجد التاكسول في لحاء هذه الشجرة في تراكيز بسيطة ، ويلزمنا أن نستخرج من لحاء ثلاث شجرات ما يكفي لدورة علاج واحدة لواحدة من المرضى .  ويلاحظ أن هذه الشجرة الباسيفيكية لا توجد بكميات تسمح باستخراج ما يكفي لتغطية حاجتنا من التاكسول ، وبالإضافة إلى ذلك فإن عملية استخراجه المعقدة من لحاء هذه الشجرة تجعله فائق الكلفة . 

من هنا اتجه الكيميائيون لاصطناع التاكسول في المختبر ، لكن الطريقة المتبعة لا تصلح للإنتاج التجاري ، ولكنها بداية على طريق الوصول إلى الهدف . 

 

وفي هذه الاثناء تم تطوير طريقة عملية لاصطناع التاكسول ، بدءاً من مركبات يمكن استخلاصها من أوراق الطقوس الإبرية وأغصانها ، وهكذا يصبح بالإمكان التغلب على النقص الموجود في هذا الدواء وتخفيض كلفة إنتاجه .

أما الخبر الثاني الذي تناقلته وسائل الإعلام فيتعلق "برحلة مركبة فضائية لاختبار كيمياء الجو".  إذ عاد مكوك الفضاء أتلانتس إلى الأرض بعد رحلة دامت 11 يوماً في مداره حول الأرض . 

وخلال هذه المدة تمكن ملاحوه من القيام باختبارات معمقة للجو المحيط بالأرض والطاقة الشمسية التي تؤثر في كيمياء هذا المحيط وقد حملت المركبة سبعة اجهزة لقياس قوة الطاقة الشمسية والتركيب الكيميائي لطبقة الجو الوسطى وتهدف هذه الدراسة إلى تعرّف كل من الطاقة الشمسية والتركيب الكيميائي للجو المحيط على طبقة الأوزون . 

 

ويتكون جزيء الأوزون من ثلاث ذرات من الأكسجين ، وهو ينشأ من تأثير اشعة الشمس على الأكسجين في الجو فتتكون طبقة الأوزون في الستراتوسفير ، وهي طبقة الجو التي تعلو سطح الأرض بحوالي خمسة عشر كيلومتراً . 

ويعمل الأوزون على حماية الأرض من تأثير الأشعة الضارة الصادرة عن الشمس والتي تسمى بالاشعة فوق البنفسجية والتي يمكن لها أن تسبب للإنسان سرطان الجلد وإعتام عدسة العين .

وقد لوحظ في السنوات الاخيرة تكون ثقب في طبقة الأوزون فوق قارة أنتارتكا ، مما أثار اهتمام الحكومات والعلماء ، نظراً لما لذلك من آثار سلبية على صحة البشر .

 

وتناول الخبر الثالث "إنتاج بطارية ليثيوم جديدة"، فقد أنتجت شركة بل العالمية بطارية خفيفة وقابلة لإعادة الشحن ، وهي بسمك بطاقة الاعتماد ومرونتها .  ويتوقف العاملون في بل أن تستخدم هذه البطارية في التليفونات المحمولة والأجهزة الإلكترونية مثل الحواسيب المحمولة . 

وتحتوي البطارية على عنصر الليثيوم الذي لا يسبب مشكلات تلوث البيئة كما في حالة استخدام الكادميوم أو الرصاص المستخدمين حالياً .  وبالإضافة إلى ذلك فإن لهذه البطاريات ضعف قوة البطاريات السابقة .

وتناقلت وسائل الإعلام خبراً آخر حول " نجاح العلماء في اصطناع عنصر جديد".  ففي شباط (فبراير) عام 1996 نجح العلماء الالمان في اصطناع عنصر جديد هو العنصر 112 وذلك بدمج ذرات الخارصين (الزنك) والرصاص في جهاز يسمى "المسارع الجسيمي". 

 

ويتم في هذا الجهاز تسريع ذرات الخارصين إلى سرعات فائقة صدمها بذرات الرصاص .  وبعد أسبوعين من عمليات التصادم بين ذرات هذين العنصرين تمكن العلماء من التعرف على عنصر جديد وذلك في منتصف ليلة التاسع من شباط لعام  1996.

لقد احتاج الأمر لعدد هائل من التصادمات من أجل النجاح في إنتاج كل ذرة من العنصر الجديد .  وقد ظهر أن العنصر الجديد لا يتمتع بالثبات ، وأنه سرعان ما يتلاشى وينكسر بعد 280 ميكروثانية من تكونه . 

ولقد جاء هذا الإكتشاف بعد 11 شهراً من اكتشاف الفريق نفسه للعنصر 111 وهم ياملون في استمرار أبحاثهم لإنتاج عناصر جديدة اخرى .

 

أما الخبر الآخر الذي ينتظر أن يكون له دوي كبير فهو "اكتشاف دور غاز عادي في رسائل الخلية الحية" . 

إذ وجد العلماء أن مادة كيميائية بسيطة هي غاز أكسيد النتريك تلعب دوراً مهماً في التحكم في العديد من العمليات الحيوية في جسم الإنسان .

ولم يتنبه العلماء من قبل لأثر هذا الغاز ، نظراً لأنه لا يعيش في خلايا الجسم سوي مدة تبلغ حوالي خمس ثوان ، إضافة إلى أنه لا يشبه أياً من المنظمات البيولوجية المعروفة من قبل .  وقد وجد العلماء أن هذا الجزيء يلعب دور المرسال الناظم للعديد من الأنشطة الحيوية . 

 

إذ يتوسط في التحكم في ضغط الدم ، وساعد جهاز المناعة بقتل الطفيليات التي تدخل الخلايا ، وينقل الإشارات بين خلايا الدماغ .  وقد بدأت شركات الأدوية في البحث عن كيفية الاستفادة من هذا الاكتشاف بهدف إنتاج عقاقير جديدة تتحكم في ضغط الدم . 

وتعالج مرضى الشقيقة وتساعد في حماية خلايا الدماغ المهددة بالأمراض الانحلالية والسكتات الدماغية . 

وتجدر الإشارة إلى أن العلماء الثلاثة الذين اكتشفوا دور أكسيد النتريك قد منحوا جائزة نوبل في مجال العلوم الطبية لعام 1998 .

 

ويتناول خبر جديد " التقدم الذي تحقق في مجال الموصلية الفائقة عند درجات الحرارة العالية " .  إذ يعرف العلماء منذ بداية القرن الحالي أن بعض الفلزات والسبائك عند تبريدها تصبح فائقة الموصلية ، بحيث توصل الكهرباء دون مقاومة ، وبالتالي لا يحدث فقدان في الطاقة الكهربائية نتيجة المقاومة . 

إن النجاح في إنتاج مثل هذه المواد يمكن أن يؤدي إلى تقدم هائل في بعض المجالات مثل انبعاث الطاقة والتصوير الطبي الحيوي وإنتاج أجهزة إلكترونية .  لقد بقيت الموصلية الفائقة حتى منتصف الثمانينات ، لا تلحظ إلا عند درجة منخفضة جداً (درجة 12 كلفن وما دون) وهذا ما كان يتطلب تبريد الموصلات الفائقة باستخدام الهيليوم السائل . 

وفي عام 1986 وجد العلماء أن بعض المواد الخزفية يمكن أن تكون فائقة التوصيل عند درجات حرارة اعلى .  والآن يمكن ملاحظة هذه الموصلية الفائقة عند درجات حرارة تصل إلى 120° كلفن ، مما يسمح باستخدام النتروجين السائل في التبريد ، وهو أقل كلفة بكثير من الهيليوم السائل .  وقد أعلن بعض العلماء حديثاً عن توصلهم لطريقة جديدة في إنتاج شرائط فائقة الموصلية . 

 

وفي هذه الطريقة يتم ترسيب خزف فائق الموصلية على شريط رخيص من النيكل ، ويتمتع الشريط الناتج بقدر كاف من المرونة يسمح بتشكيله كمغناطيسات وأجهزة إلكترونية أخرى .

هذا وما زالت وسائل الإعلام تنقل إلينا بين الحين والآخر أخبار اختراقات علمية كبيرة يحققها الكيميائيون والعلماء الآخرون ، وكان من آخرها إنتاج عقار "الفياغرا" لعلاج الضعف الجنسي عند الرجال وإنتاج دواء لمنع تساقط الشعر إضافة إلى ما يتم إنجازه في مجال علاج السرطان ومرض الأيدز.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى