البيولوجيا وعلوم الحياة

خصائص ومميزات “حمض الهيدروكلوريك” المتواجد في العصارة المعدية

2002 في رحاب الكيمياء

الدكتور نزار رباح الريس , الدكتورة فايزة محمد الخرافي

KFAS

حمض الهيدروكلوريك المتواجدة في العصارة المعدية البيولوجيا وعلوم الحياة

تفرز معدة الإنسان البالغ ما بين 3-2 لترات من العصارة المعدية يومياً ، وهي عصارة حمضية رقيقة القوام تساعد على الهضم ، تفرزها غدد في الغشاء المبطن للمعدن . 

وتحتوي هذه العصارة على حمض كلور الماء (الهيدروكلوريك) وتبلغ درجة تركيز الايون الهيدروجيني فيها حوالي 1.5 ، وهذا يعادل حموضة حمض كلور الماء (الهيدروكلوريك) الذي تركيزه 0.3 مول ، وهو تركيز يكفي لإذابة معدن القصدير .

وهنا نتساءل … ما هو الهدف من وجود هذا السائل الحمضي؟ ومن أين تاتي حموضته ؟ وماذا يحدث حينما يزداد تركيز هذه الحموضة في المعدة ؟

أما الهدف من وجود هذا الحمض في المعدة فهو من أجل هضم الطعام وتنشيط عمل بعض الانزيمات الهضمية . 

 

وتنشط عملية الأكل إفراز ايونات الهيدروجين الحمضية ، التي تساعد على الهضم ، ويتم امتصاص بعض هذه الايونات عبر الغشاء المخاطي في المعدة مما يسبب حدوث نزف بسيط في جدارها ، وهي عملية طبيعية . 

فمن المعروف أن نصف مليون خلية يتم التخلص منها كل دقيقة ، وأن المعدة الصحيحة تعيد بناء بطانتها كل ثلاثة أيام .

أما عن مصدر الحموضة فيمكن إدراكه إذا علمنا أن بطانة المعدة تتكون من خلايا ظهارية لها أغشية تحميها من تأثير المحيط ، وتسمح هذه الأغشية بعبور الماء والجزئيات المتعادلة لكنها تمنع عبور الأيونات الهيدروجينة (H+) والصوديوم (Na+) والبوتاسيوم (K+) والكلور (CL) .

 

ومصدر أيونات الهيدروجين (H+) هو حمض الكربونيك الذي يتكون من ذوبان ثنائي أكسيد الكربون في الماء ، ثم يتفكك لعدم ثباته مطلقاً ألى أيونات الهيدروجين وأيونات البيكربونات . 

ومن خلال عملية تعرف "بالانتقال النشط" فإن أيونات الهيدروجين تعبر الأغشية إلى داخل المعدة بمساعدة بعض الانزيمات . 

ومن أجل حفظ التوازن الأيوني في المعدة فإن عددا ًمساوياً من ايونات الكلور (CL) تدخل المعدة من بلازما الدم وتتحد مع ايونات الهيدروجين مكونة حمض كلور الماء .

وحينما يزيد تركيز الحمض في المعدة عن الحد الطبيعي ، فإن تسرب جزء من هذا الحمض إلى الدم عبر أغشية خلايا المعدة يسبب تقلصات عضلية وآلام وانتفاخات والتهابات وقد يؤدي الأمر إلى حدوث نزيف في المعدة .

 

ويمكن التغلب على زيادة حموضة المعدة باستخدام مضادات الأحماض ، والتي تعمل على تعديل الكمية الزائدة من حمض لكلور الماء في العصارة المعدية .  ذلك أن هذه المضادات الحمضية تحتوي على قواعد تتفاعل مع الحمض المذكور فتعادله مكونة الملح والماء وغاز ثنائي أكسيد الكربون . 

ويلاحظ أن هذا الغاز المكتون بعد تناول هذه العقاقير يزيد من ضغط الغاز في المعدة مما يدفع الإنسان للتجشؤ . 

ويلاحظ أن بعض مضادات الحموضة تضاف إلى الأسبرين أو حمض أسيتايل ساليسيليك ، والذي قد يسبب تخريب الغشاء المخاطي للمعدة ، مما يتطلب الحذر عند استخدامها . 

وسبب ذلك ان الاسبرين حمض خفيف لا يتاين في المعدة إذا احتوت على نسبة عالية من الحمض أو أيونات الهيدروجين ، وجزيئة الأسبرين غير قطبية وهي بذلك لها القدرة على اختراق الحواجز الغشائية التي تتكون ايضاً من جزيئات غير قطبية . 

 

لكنه يوجد داخل هذه الاغشية العديد من الجيوب المائية والتي ما أن يدخلها الاسبرين أو حمض اسيتايل ساليسيليك حتى يتأين إلى كاتيونات الهيدروجين وأنيونات الساليسيلات والتي تبقى محبوسة داخل الأغشية . 

ومع زيادة تركيز هذه الأيونات في الاغشية يضعف بناء هذه الاغشية وقد يؤدي إلى تمزقها وحدوث النزيف .  ولقد وجد أن الإنسان ينزف مليلترين من الدم مع كل حبة اسبرين يتناولها ، وهي كمية لا تعتبر ضارة في الأحوال العادية . 

لكن بعض الأشخاص يعانون من فرط الحساسية تجاه الاسبرين الذي قد يسبب لهم حدوث نزيف قاتل . 

ومن المفيد أن نعلم أن تناول الكحول يزيد من ذوبانية الاسبرين في الأغشية ما يزيد من تركيزه فيها ويساعد على حدوث النزيف .

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى