البيئة

الأضرار التي تلحق بالبيئة نتيجة الملوثات الكيميائية المتواجدة في الهواء

2007 في الثقافة والتنوير البيئي

الدكتور ضياءالدين محمد مطاوع

KFAS

الملوثات الكيميائية البيئة علوم الأرض والجيولوجيا

تتعدد الظواهر الضارة بالبيئة، التي تعزى إلى تلوث الهواء بالملوثات الكيميائية، ومنها الانعكاس او الانقلاب الحراري، التسخين العالمي للارض، تآكل طبقة الأوزون، الأمطار الحمضية، انقراض بعض أنواع الكائنات الحية.

 

1- الانعكاس أو الانقلاب الحراري Temperature Inversion

تنشأ هذه الظاهرة عندما تستقر طبقة من الهواء الدافئ فوق طبقة اخرى من الهواء البارد، وهذا الوضع عكس الوضع الطبيعي الذي يحدث فيه انخفاض لدرجات الحرارة بزيادة الارتفاع عن سطح البحر. 

ويستمر هذا الوضع لفترة طويلة نظرا لان كثافة الهواء البارد أكبر من كثافة الهواء الدافئ، فيظل بذلك الهواء البارد بالقرب من سطح الأرض ويبقى ساكنا دون حركة، فتتجمع فيه الغازات والشوائب ويزداد تركيزها فيه.

ويمكن توضيح الفرق بين الوضع الطبيعي ووضع الانقلاب في الشكل (11):

 

وتعمل طبقة الهواء الدافئ كغطاء يحد من حركة الهواء البارد، فلا تبتعد ملوثات الهواء عن سطح الارض، وبذلك تنشأ حالة من التلوث الحاد وانعدام الرؤية وإصابات وأضرار بالغة.  ومن امثلة الحوادث العالمية الناتجة عن هذه الظاهرة ما يلي:

– حادثة مدينة لندن عام 1955م، حيث غطت المدينة سحابة كثيفة من الضباب الدخاني لعدة ايام، مما ترتب عليه وفاة ما يقرب من 4000 شخص، كما اصيبت الأجهزة التنفسية لأعداد كبيرة من السكان بأضرار بالغة.

– حادثة مدينة طوكيو عام 1970م، حيث امتلأ الجو بسحابة من الضباب الدخاني المحمل بحمض الكبريتوز، مما أدى إلى إصابة أكثر من 8000 شخص بمتاعب في الأجهزة التنفسية، والعين والأنف والحنجرة.

 

2- التسخين العالمي للأرض (الاحترار) (Global Warming)

تؤدي زيادة نسبة غاز ثاني اكسيد الكربون بالهواء الوي إلى حدوث بعض التأثيرات المناخية الضارة، حيث يسمح الغاز بنفاذ الأشعة فوق البنفسجية إلى الارض.

فينبعث من سطحها بعض الإشعاعات الحرارية ذات طول موجي أطول من الطول الموجي للضوء المرئي – تقع أغلبها في منطقة الأشعة تحت الحمراء – ولا يسمح الغاز بتسرب هذه الأشعة ونفاذها خلالهن فتمتص جزيئاته معظمها، ويحتجز جزء منها داخل الغلاف الجوي، مما يحول دون تبدد الطاقة الحرارية المصاحبة.

ونظراً لأن درجة حرارة سطح الارض هي محصلة للاتزان بين ما يسقط على سطح الارض من أشعة وبين ما ينعكس ويتشتت منها في الفضاء، لذلك تؤدي زيادة نسبة تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون في الهواء إلى ارتفاع في درجة حرارة الجو عن معدلها الطبيعي.

 

ويماثل هذا التأثير الحراري للغاز تأثير الصوبة Greenhouse effect، ويُعرف ذلك بظاهرة الاحتباس الحراري، أو التدفئة أو الاحترار العالمي.

لقد كان متوسط درجة حرارة الارض 15 درجة مئوية حتى بداية سبعينيات القرن العشرين، ثم ارتفعت إلى 15,5 درجة مئوية في بداية التسعينات.

وإذا ما استمرت معدلات تلوث الهواء بواقعها الحالي، فيتوقع لها أن تتراوح زيادتها بين (2 و 5) درجات وذلك بحلول عام 2100م، ويحذر العلماء من الآثار الخطرة إذا ما حدث ذلك(155).

ويمكن توضيح ظاهرة التسخين العالمي وتبعاتها في الشكل (12)

 

حيث تتعدد تلك الأضرار.  ففي بادئ الامر؛ لا يكون للارتفاع البسيط في درجة الحرارة تأثير ملموس، ولكن باستمرار الزيادة في نسبة الغاز، نتيجة للإسراف في استخدام الوقود سيؤدي على المدى البعيد إلى ارتفاع في درجة حرارة طبقات الغلاف الجوي القريبة من سطح الأرض بشكل ملحوظ. 

مما يترتب عليه انصهار جليد بعض المناطق القطبية، فيزداد بذلك ارتفاع منسوب الماء في المسطحات المائية كالبحار والمحيطات، وهو ما يمكن تشبيهه بالفيضان الذي يصاحبه اندفاع ماء المحيطات والبحار وإغراقها حواف القارات.

ويشير بعض العلماء إلى أن الارتفاع في درجة الحرارة لن يكون منتظما في جميع أنحاء الكرة الأرضية، حيث تزداد معدلات ارتفاع درجة الحرارة في المناطق القطبية عنها في المناطق الاستوائية. 

 

وكذلك يختلف معدل التغير باختلاف أوقات السنة.  ولذا فهم يتوقعون حدوث اختلال في التوازن الطبيعي، وتغير في تركيب سطح الأرض، وزيادة لمعدلات الترسيب في اتجاه المناطق القطبية، بينما تتناقص معدلات الترسيب بين حطي عرض 30 شمالا و30 جنوبا. 

كما يتوقعون حدوث تغيرات في رطوبة التربة، حيث ستزداد نسبتها في آسيا الوسطى وأوربا وغرب الولايات المتحدة، بينما تنخفض نسبتها وتجف في معظم إفريقيا والجزيرة العربية وأميركا الوسطى. 

ويرون ان تلك التغيرات في حرارة الجو، وما يصاحبها من تغيرات في معدلات الترسيب ورطوبة التربة، لا تعزى إلى زيادة نسبة غاز CO2 فحسب، بل ايضاً يتسبب فيها زيادة نسبة أكسيد النيتروز 2NO2 والميثان CH4، وكلور الكربون CCL والإيروسولات، وغازات البراكين، والعديد من الغازات النادرة في الجو بنسبة كبيرة.

 

3- تآكل طبقة الأوزون:

الأوزون غاز شفاف يتكون من ثلاث ذرات من الأكسجين، يوجد في حالة متأنية بطبقة الستراتوسفير التي تقع على ارتفاع يتراوح من 10: 40 كيلوم ترا من سطح الأرض.  ويمكن توضيح صورة من الفضاء الخارجي لثقب الأوزون في الشكل(13):

 

4- الأمطار الحمضية:

صاحبت هذه الظاهرة الثورة الصناعية التي شهدها القرن العشرون، وذلك نتيجة لتصاعد العديد من الغازات الحمضية كثاني أكسيد الكبريت وكبريتيد الهيدروجين وأكسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكربون، والتي نتجت من احتراق الوقود كالفحم والبترول بالمصانع وكذلك آلات الاحتراق الداخلي.

 

5- انقراض بعض الكائنات الحية:

يقرر الاتحاد الدولي للحفاظ على البيئة أن زيادة تلوث الهواء بالملوثات الكيميائية، هدد حياة العديد من الكائنات الحية بالانقراض. 

فلم نعد نرى الطيور صديقة الفلاح نتيجة للاضرار التي لحقت بالغالبية العظمى منها من جراء توسع الإنسان في استخدام المبيدات.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى