التاريخ

نبذة تعريفية عن الملك “توت عنخ آمون”

1995 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السادس

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الملك توت عنخ آمون التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

توت عنخ آمون ملك مصري قديم ينتمي إلى الأسرة الثامنة عشرة الفِرْعَونية، وقد اعتلى عرشَ مصر في عام 1348 ق .م، غلاماً يافعاً ووريثاً لدولة غنية مترامية الأطراف ذات حضارة راقية، واقتصر حكمه على نحو تسع سنوات

ولكن أسعد الحظُّ ذكراه فيما أبقى الزمنُ عليه من آثاره الشخصية والفنية الوفيرة، بعد أن شُيِّدَتْ فوق مقبرته في وادي الملوك، بغرب طيبة في صعيد مصر، مقبرةٌ أخرى ضخمة من عصر الرَّعَامِسَة فحفظتْها من احتمالات السرقة والتهدُّم،دون ما سواها من مقابر الملوك الأقدمين.

وظلَّت كنوزها ومُدَّخَرَاتها مصونة آمنة حتى اكتشفها كشفاً علمياً الآثاري الرسَّام هَوَارْدْ كَارْتَر في نوفمبر 1922، وترتَّب على الكشف عنها دَوِيٌّ عالمي كبير.

 

ومع صِغَر سنه تعامل توت عنخ آمون مع عقيدتَيْنَ متنافستيْن. فبعد أن ناصر عقيدةَ آتون التي سبق أن نادى بها حموه آخنَاتُون. 

خضع توت عنخ آمون لِكهنة آمون وعاد إلى اتِّباع عقيدتهم، وغيَّر اسمَه تبعاً لهذا من تون عنخ آتون «بمعنى المثال الحي لآتون» إلى «توت عنخ آمون بمعنى المثال الحي لآمون».

وعندما تُوُفِّيَ هذا الملك شاباً في سنِّه التاسعة عشرة في ظروف غير معروفة، أُعِدَّتْ مقبرته الصغيرة نسبياً على عَجَل في غَرب طيبة.

 

وحُشِرَتْ مُدَّخَرَاتُها في غير ترتيب سابق، واكْتُفِيَ بتصوير جدار واحد فيها بمناظر الجنازَة والتحنيط، وكُدِّسَتْ التوابيتُ الملكية الثلاثة التي صنعت على هيئة الملك، في تابوت حجري كبير.

وصُنع التابوتُ الداخلي منها وقناعهُ الفاخر من الذهب الخالص، وصُفِّح الآخران منها بالذهب وطُعِّمَا بأحجار شبه كريمة.

وامتازت معها مجموعة رائعة من الحُلِيِّ والتماثيل المعدنية الصغيرة، والصناديق والمقاعد والأواني المرمية الشفَّافة،وأدوات الزينة التي تكاد تُعَدُّ السلف القديم لأحدث ما يمكن أن يعتز به العصر الحاضر من المصنوعات الفنية الرقيقة.

 

وامتدت الفخامة إلى المقاصير الكبيرة وعربان النُّزهة والصيد والحرب، وتأثّر نقشها ونحتُها جميعُها بأساليب فنون العَمَارِنَة، وعَبَّرَتْ بصورها وروحها الرقيقة عن أصدق مشاعر الود والتعاطف والتعامل بين الملك الشاب وزوجته الأنيقة.

وقد نُقلت غالبية مدخرات ومحتويات هذه المقبرة إلى متحف التحرير بوسط القاهرة، وعُرضت فيه.

ولا تزال تُعَدُّ خِيرَ شاهد على روائع عصرها، وخيرَ سفير لمصرَ في المحافل والمتاحف والمعارض العالَمية، لولا الخوفُ عليها من أخطار النقل والشحن والسرقة وما إليها من مخاطرَ غيرِ مُتَوَقَّعَة، وهي أخطار لازمتها منذ أيام اكتشافها.

 

وهنا يمكن أن يقال إنه إذا كان هذا هو جزءاً من ثراء مقبرة فرعون صغير السن مضطرب العهد مثل توت عنخ آمون، فكيف كان ثراءُ أسلافه أو خُلفائه من أمثال الفراعنة خوفو وخَفْرَع وسنوسِرْت الثالث وتُحوتْمس الأول وتحوتمس الثالثَ ورَمْسيس الثاني ورمسيس الثالث؟

لا شك في أنه كان أجلَّ منه، لولا أن تعرَّضَتْ مقابرُهم للنهب والتدمير على مَرِّ العصور ولم يَتَخَلَّفْ من كنوزهم غيرُ أقلِّ القليل.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى