شخصيّات

نبذة عن حياة الشاعر “إيلْيا أبو ماضِي”

1993 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الرابع

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

إيلْيا أبو ماضِي شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

هو إيليا بن ضاهرٍ أبو ماضي، من كبارِ شعراءِ المهجرِ، ومن أعضاءِ "الرابطة القلمية" وهي الرابطةُ التي كانت تضمُّ جبرانَ خليل جبران، وميخائيل نُعيمة، ونسيبَ عريضة.

وُلِدَ في قريةٍ لبنانيةٍ تسمى "المُحَيْدِثَةَ" سنة 1889، وسكنَ الإسكندريةَ في مصـرَ سنة 1900، واتخذ لنفسِهِ دكاناً صغيراً يبيعُ فيهِ السجائرَ والصحفَ.

وكان في الوقتِ نفسِه مُولَعاً بالأدبِ والشعرِ، كثيرَ المطالعةِ، ونظم الشعر، وساعدَه أحدُ الأدباءِ على نشـرِ شعرهِ، حيث ظهرَ أولُ دواوينه "تذكارُ الماضي" في الإسكندرية عام 1911.

 

هاجرَ إيليا أبو ماضي إلى أمريكا عام 1911، فاستقرّ في "سنسناتي" خمسةَ أعوامٍ، وانتقلَ إلى نيويورك عام 1916 وعملَ في جريدةِ "مرآة الغرب". وعلى الرغمِ من اشتغالِه بالتجارةِ عمل على تثقيفِ نفسِه، ومتابعة الاطلاعِ.

وكان إيليا أبو ماضي يدعو إلى التفاؤلِ والابتسامِ للحياةِ. ومن قولِه في ذلك:

أيهــذَا الـشـاكِــي ومــابـكَ داءٌ

                                                         كُنْ جميلا تَرَ  الوجودَ جميلا

 

وكثيراً ما تغنّى بوطِنه. وحينما عادَ إلى لبنانَ بعدَ غربةٍ طويلةٍ، عادَ يحمِلُه الشوقُ والحنينُ، فقال قصيدةً يخاطبُ بها وطنَه، ومنها:

وطـــنَ النجـــوم ِ أنَـا هُنـا

                                                 حـدِّق أتذكُـــــرُ مَـن أَنـَا

لمَحْتَ في   المــاضِي البعيدِ

                                                  فتــى غريـــراً   أرْعنــــا

جذلانَ يمــرحُ فــي حقولِـك

                                                   كالنســـــــيم مُدنْـدِنـــــا

أنا ذلــك   الولــدُ   الـــذِي

                                                   دُنيـــــــــاه كانتْ هَهُنــا

 

لقد أصدرَ إيليا أبو ماضي في بروكلين جريدةَ "السمير" سنة 1929، وكانت أسبوعيةَ في أولِ الأمرِ، ثم أصبحت يوميةً. وتُوفِّيَ في مدينةِ نيويورك عام 1957.

وقد تركَ لنا أبو ماضي أربعةَ دواوينَ، أولُها "تذكار الماضي" في الإسكندرية، والدواوينُ الثلاثةُ التاليةُ في أمريكا وهي: "ديوانُ إيليا ابو ماضي" عام 1916، و"الجداولُ" عام 1927، و"الخمائلُ" عام 1956. ويضمُّ الأخيران على الخصوصِ أنْضجَ شعرهِ الذي يُهيْمِنُ عليه نوعٌ من الإيمانِ بالحبِ والتدينِ والتغني بالطبيعةِ.

وقد أسهمَ إيليا أبو ماضي في الحركة الأدبيةِ في المهجرِ. وقد اتسمت هذه الحركةُ بالتجديد، وكان من خصائِصِها: الحنينُ إلى الوطنِ، والاهتمامُ بالعربِ، والنزعةُ الإنسانيةُ، والتأملُ في الطبيعةِ.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى