التاريخ

نبذة تعريفية عن “الحضارة المصرية” وشعبها

2016 أصل العلوم ما قبل التاريخ

جون كلارك مع مايكل ألابي وإيمي جان بيير

KFAS

التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

المصريون (3100 – 300 ق.م.)

استوطن قدماء المصريين ضفاف نهر النيل، مانح حياتهم، إذ كان الفيضان السنوي يروي الأراضي الزراعية المجاورة.

وتشكل أول تجمع سكاني في وادي النيل العلوي قبل عام 4000 ق.م.، وفي حوالي عام 3100 ق.م. أُنشِئت أمة واحدة باتحاد مملكتي مصر العليا ومصر السفلى تحت إمرة حاكم أو فرعون واحد.

وتذهب الأساطير إلى أن موحد مصر هو الفرعون مينا، لكن المؤرخين لم يتمكنوا من تحديد هويته. وفي عام 2575 ق.م. أصبحت الأمة المصرية ما يعرف باسم المملكة القديمة والتي استمرت حتى عام 2125 ق.م.

مرت الأمة المصرية في فترة اضطرابات، تعرف بالفترة الانتقالية الأولى، انقسمت فيها المملكة القديمة إلى دولتين صغيرتين عاصمة إحداها ممفيس في الشمال وعاصمة الأخرى طيبة في الجنوب، لتبزغ بعد ذلك

شمس المملكة الوسطى التي حكمها ملك مصر العليا منتوحوتب الثاني (حكم حوالي 2010-1998 ق.م.). وتم توحيد مصر مجدداً بعد غزو منتوحوتب للجنوب وانتصاره عليهم. وفي عام 1640 ق.م.

 

غزا محاربو البدو الهكسوس، القادمون من شرق البحر الابيض المتوسط البلاد واحتلوا شمال مصر منهين بذلك عهد المملكة الوسطى (يعتقد أن جيش الغزاة الهكسوس ضم فرسانا) وبذلك حلت الفترة الانتقالية الثانية والتي تميزت بحكم الهكسوس الأجانب وعددٍ من الحكام المحليين.

تأسست المملكة الحديثة عام ١٥٥٠ ق.م. عندما وحد أحمس الثاني (حكم حوالي ١٥٥٠-١٥٢٥ ق.م.) البلاد مرة أخرى وشيد عاصمته الجديدة في طيبة، واستمرت المملكة الجديدة خمسة قرونٍ قبل أن تنهار باندلاع الحرب الأهلية عام ١٠٧٠ ق.م.

بدأت فترة حكم آخر السلالات بعد الفترة الانتقالية الثالثة في حوالي عام ٦٧٠ ق.م.، كانت مصر خلالها مقاطعة تابعة للآشوريين ومن بعدهم الفرس.

وفي عام ٣٣٢ ق.م. هزم الإسكندر الأكبر المقدوني (٣٥٦-٣٢٣ ق.م.) مصر ليحكمها الفراعنة البطليموسيون (أو البطالمة) متخذين الإسكندرية عاصمة لهم.

أسهم قدماء المصريين في تطور الزراعة والهندسة ومجالاتٍ أخرى من حقول العلوم التطبيقية. وبنوا أهرامات الجيزة في السنوات ما بين 2550 ق.م. و 1640 ق.م.

 

كما شهدت مدن أبيدوس وأبو سمبل وطيبة تشييد مبان رئيسة من عام 1307 ق.م. وحتى عام 1196 ق.م.، وذلك في عهد المملكة الحديثة تحت حكم الفرعون سيتي الأول (حكم 1291 ق.م.-1279 ق.م.) ورمسيس الثاني (حكم 1279ق.م. – ١٢١٢ ق.م.).

نمتلك اليوم معلومات غزيرة عن تلك الأزمنة الغابرة بفضل اختراع المصريين الكتابة (الهيروغليفية) في حوالي عام ٣١٠٠ ق.م. وقد حفظت المخطوطات سجل كل حدثٍ بدءاً من نشاطات الفراعنة وحتى تسيير الشئون اليومية للمعابد. ومن حوالي عام ٢٨٠٠ ق.م.

كتب المصريون على أوراق البردي، وهو نوع من الورق يصنع من سيقان النباتات القصبية التي كانت تنمو على ضفاف نهر النيل، وقد ساعد المناخ الجاف للمنطقة على حفظ مخطوطات البردي.

ساهمت الرموز الهيروغليفية في وضع نظام عددي، واعتمد المصريون منذ البداية على وجود الفواصل العشرية في نظامهم.

واعتمدوا أيضا تقويماً قمرياً تبلغ أيامه ٣٦٥ يوماً مقسمين العام إلى ١٢ شهراً طول كل منها ٣٠ يوماً (قسم الشهر إلى ثلاث فتراتٍ بطول عشرة أيام لكل فترة)، وأضافوا خمسة أيام في نهاية كل سنة للأعياد.

ويعزى إلى المصريين أيضا الفضل في تقسيم اليوم إلى ٢٤ فترة «ساعة» (غير متساوية) اتخذوها مواقيت لعبادتهم إله الشمس رَع، في أساطيرهم أن رحلة رَع في العالم السفلي تستغرق ١٢ ساعة وتمتد فترة سطوع الشمس ١٢ ساعة أيضا.

 

علاوة على ذلك ابتكر المصريون الساعة الشمسية، أو الغنومون، لتحديد الوقت خلال النهار، والتي استبدلوها في حوالي عام 1450 ق.م.

بالساعة المائية، أو كليبسيدرا. تتكون الساعة المائية من وعاء مثقوب من الأسفل ومعاير برموز مرسومة من الداخل تدل على الوقت. ويتم قياس الزمن بقياس معدل الماء الذي ينزل من الثقب.

كما طور المصريون تقويماً يعتمد على حركة نجم الشعرى اليمانية (نجم الكلب)، والذي أطلقوا عليه مسمى سوثس، وقرنوا الشمس والنجوم بالآلهة.

اعتمد المصريون في الزراعة كلياً على فيضان نهر النيل. ولذلك شيد المهندسون المصريون سدوداً لتوفير خزانات لحفظ المياه تستغل في ري الأراضي الزراعية وبلغ طول أحد السدود، الذي شيد في وادي نهر غروي عام ٣٠٠٠ ق.م.، ٣٢٨ قدماً (١٠٠م) وعرض قاعدته ٣٦٢ قدماً (١١٠ م)، وارتفاعه عند منتصفه ٣٩ قدماً (١٢ م).

وأنشأوا نظام قنواتٍ لتحويل المياه إلى الحقول الزراعية، ووضعوا على ضفاف نهر النيل أجهزة «النايلوميتر» لقياس مستوى ارتفاع المياه، ومن ثم حساب حصة كل مزارع من هذه المياه. وبدورها، تحدد الحسابات، وكميات المحاصيل التي يسمح لكل مزارع زراعتها، (وبالطبع تحدد مقدار الضريبة التي يجب عليه دفعها).

 

كانت تتم مراقبة أجهزة النايلوميتر الموضوعة أعلى النهر بشكل دقيق تحسباً لحدوث الفيضانات حتى يمكن إعلان الإنذار قبلها بوقت كافٍ يسمح بتقوية المصدات الترابية ودعم السدود.

اخترع المصريون الشادوف حوالي عام ١٥٠٠ ق.م. لنقل مياه الري من القنوات الرئيسة إلى أخاديد الري. ويتكون الشادوف من عارضة أفقية تستند على طرفي غصن شجر على هيئة شوكة مثبت بالأرض، ولرفع الماء يمر حبل على العارضة ويربط في أحد طرفيه حجر موضوع في كيس أو حقيبة جلدية وفي الطرف الآخر دلو يملأ بالماء.

ومثلما يعمل النوسان أو الأرجوحة (لعبة يستخدمها الأطفال للتأرجح)، يمكن رفع الماء إلى مسافاتٍ عالية دون عناء كبير، ومازال المزارعون المصريون يستخدمون الشادوف حتى يومنا هذا.

وتعتبر القناة التي شيدت حوالي عام ١٢٠٠ ق.م.، لربط بحيرة التمساح في أعالي النيل بالبحر الأحمر، مازالت تعتبر أكبر قناة بناها المصريون. وعلى امتداد نهر النيل مخرت زوارق تبلغ ١٩٧ قدماً (٦٠ م) طولاً عبابه لنقل المسلات إلى مجمعات المعابد.

 

يعد بناء الأهرامات أحد أعظم الأعمال الهندسية الفذة عبر التاريخ الإنساني، فمن دون عجلات أو بكرات ودون استخدام الجياد أو دواب الأحمال الأخرى رفع العاملون المصريون يدوياً أحجاراً تبلغ كتلة الواحدة منها 15 طناً (14 طناً مترياً) إلى ارتفاع يقارب 492 قدما (150 م).

ويعتقد أن العمال المصريين شيدوا سطوحاً ترابية مائلة حول الأهرامات خلال بنائهم لها، وأن المئات من الرجال سحبوا الصخور عبر الصحراء بوضعها على زلاجات تستقر على جذوع مزيتة.

شيد العاملون النصب بهندسة دقيقة مستخدمين مجموعة كوسات (الكوس أداة يستخدمها النجارون لتحديد الزاوية) وخيط يتدلى منه ثقل (لتحديد استواء البناء عموديا) متخذين النجوم مناط إسنادٍ لهم للتأكد من استقامة البناء.

تنتصب ثلاثة أهرامات شيدت على السهول الصخرية بمنطقة الجيزة على الضفة الغربية لنهر النيل، ويعد هرم خوفو (تشيوس في اللغة الإغريقية)أكبر هذه الأهرامات وأقدمها.

 

وبعد عمل استمر 25 عاماً انتهى بناء الهرم الأكبر عام 2550 ق.م. ليرتفع 482 قدماً (147 م) عن سطح الأرض، وتمتد جوانب القاعدة مسافة 755 قدما (230 م)، ورصفت صخور النصب بدقة باستخدام إبرة بوصلة، واستخدمت أحجار الكلس (الجير) لبناء الهيكل من الداخل، وكانت التكسية الخارجية في الأصل مصنوعة من الكلس الأبيض، لكنها تعرت بفعل عوامل الزمن.

ويضم البناء الداخلي أروقة وصالاتٍ وغرفاً، نُهبت في الغالب محتوياتها منذ قرون مضت، وعلى مر السنين انتزع الناس بعض أحجار الهيكل، إذ يبلغ طوله حاليا 453 قدماً (138 م) فقط .

خصص الهرم الأوسط للملك خفرع (تشفرين في اللغة الإغريقية) وبلغ ارتفاعه الأصلي ٤٦٩ قدماً (١٤٣ م) ، أما الهرم الأصغر، الذي بني للملك منقرع (مايكرينس باللغة الإغريقية) فكان طوله 217 قدماً (66 م).

ويقع تمثال أبو الهول إلى الجنوب من الأهرامات، ويحمل التمثال رأس رجل، يعلوه وشاح الرأس الذي كان يلبسه الفراعنة، موضوع على جسم أسد. وقد نحت التمثال من حجر الكلس الطبيعي، ويزيد طوله عن 230 قدماً (70 م) وارتفاع رأسه 66 قدماً (20 م) .

وعلى مستوى أصغر نحت الصناع المصريون التماثيل المختلفة وصنعوا أنواع الحلي الدقيقة، واستخدموا المثقاب والمنشار والمبرد لتشكيل الصخور والمعادن، كما توصلوا إلى صناعة الزجاج بصهر الرمل مع الصودا التي كانوا يحصلون عليها من البحيرات المالحة.

 

وكانت صناعة الأدوات الزجاجية تتم في البداية بنحت الزجاج للحصول على الأشكال التي يريدون تكوينها، لكنهم في مرحلةٍ لاحقةٍ لجأوا إلى صب صهير الزجاج في قوالب، بل ونجحوا أيضاً في صناعة القوارير.

يضاف إلى هذه الصناعات صناعة المرايا التي كانوا يصنعونها بصقل البرونز. وكانت الغالبية العظمى من إنتاجهم تذهب لطبقة الكهنة والنبلاء.

تشير العديد من الوثائق المستكشفة إلى قدرة الأطباء المصريين على معالجة مدى واسعٍ من الأمراض والكسور والاصابات من بينها كسور العظام والجروح، وتصف أوراق إدوين سميث البردية (نسبة إلى عالم المصريات الأمريكي الذي اكتشف الوثائق عام ١٨٦٢ في الأقصر) التي تعود إلى عام ١٦٠٠ ق.م.، تصف الطريقة التي عولجت فيها كسور العظام باستخدام جبيرة من عظام الثيران تستخدم كسنادٍ للعظم المكسور ومن ثم لف الجبيرة بأربطة مشبعة بمحلول الراتنج.

أما ورق بردي على التعاويذ والرقى (الرقيات) ضمن وسائل العلاج، ويعدد أيبرس ٨٣ مرضاً كما يصنف ٧٠٠ ترياقٍ مصنوعٍ من الأعشاب والمعادن .

 

باستثناء الفراعنة وأنسالهم تكاد المخطوطات المصرية أن تخلو من ذكر الآخرين في مجتمعات مصر القديمة، لكننا نعرف عن أمنحوتب الذي كان منجماً ورجلاً راشداً ورئيس وزراء الملك زوسر (حكم 2630-2611 ق.م.).

قام أمنحوتب بإعداد التصميم الأصلي لمعبد حورس بمدينة إدفو في أعالي النيل، وكان مهندس هرم نيكروبولس (مدينة الأموات) المدرج عام 2630 ق.م.

في سقارة بقرب ممفيس. ويبلغ ارتفاع الهرم ذي المصطبات الست 203 أقدام (62 م) ويعد أقدم هيكل صخري معروف في العالم .

قُلد أمنحوتب فيما بعد مرتبة الألوهية، بل وعبد في اليونان إذ قرنوه مع الإله أسكيلبيوس (إله الطب عند اليونان).

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى