الطب

الآثار الجسمية لمرض فقدان الشهية العصبي

1997 فقدان الشهية العصبي

الدكتور أحمد محمد عبدالخالق

KFAS

مرض فقدان الشهية العصبي الطب

بعد أن عرضنا للعلاقة الوثيقة بين اضطراب فقدان الشهية العصبي والاضطرابات النفسية، فمن المناسب أن نحدد الآثار الجسمية والعقلية لهذا المرض، مع بيان خط سيره ومآله أي عاقبته ومصيره. وهو موضوع هذا الفصل.

 

أولاً: آثار فقدان الشهية العصبي

لا تنتهي الحالة في فقدان الشهية العصبي بنقص كمية الطعام التي يتناولها المريض، وعدد من الأعراض النفسية والجسمية التي يصاب بها، بل إن لفقدان الشهية آثاراً سيئة وعواقب وخيمة قد تصل إلى حد الوفاة.

وما دامت الحالة مستمرة دون علاج فإن لفقدان الشهية تأثيرات على مختلف أجهزة الجسم والنفس. ومرض فقدان الشهية العصبي ذو طبيعة نفسية جسمية، فلا توجد حالة طبية تمثل التفاعل بين العقل والجسم مثل هذا المرض ومن ثم نعرض فيما يلي للآثار الجسمية والنفسية لهذا المرض.

 

(1) الآثار الجسمية

نعرض فيما يلي للآثار الجسمية (العضوية) المترتبة على فقدان الشهية العصبي، فينتج عن فقدان الشهية العصبي (والجوع بالتبعية) عدد من الأعراض والعلامات المهمة التي تصيب واحداً أو آخر من أجهزة الجسم الآتية:

1- الجهاز القلبي الوعائي.

2- الجهاز التنفسي.

3- الجهاز الغدي.

 

4- الكليتان.

5- الدم.

6-تنظيم الحرارة.

 

7- الجهاز المعدي المعوي.

8- الأسنان.

9- الجهاز العصبي المركزي.

 

وقد فصلنا أهم الأعراض التي تظهر على مريض فقدان الشهية العصبي في الفصل الرابع. ولكن بعد أن يستقر المرض ويتمكن من المريض، تظهر عليه – إلى جانب هذه الأعراض التي سبق ذكرها – آثار جسمية كثيرة، تظهر في صورة أعراض وعلامات تشير إلى تفاقم المرض. وأهم هذه الآثار الجسمية ما يلي:

–  الأنيميا أو فقر الدم.

–  الحساسية للبرد.

–  الإمساك.

 

– انخفاض ضغط الدم.

– بطء ضربات القلب.

– عدم انتظام النبض.

 

– انخفاض حرارة الجسم.

– انقطاع الطمث لدى الإناث.

– نقص كرات الدم البيضاء.

 

–  شذوذ في تنظيم الماء بالجسم.

–  هبوط نسبة البوتاسيوم في الدم.

–  زيادة قلوية الدم.

 

– شذوذ في إفراز الهرمونات.

– تغيرات في الأنسجة.

– شحوب الوجه.

 

– آلام في الأطراف.

– كثرة التبول الليلي.

– العجز الجنسي.

– نمو شعر يشبه شعر الطفل الوليد.

 

ويعد انقطاع الطمث لدى الإناث في معظم الحالات أمراً ثانوياً مترتباً على فقد الوزن، ولكن انقطاع الطمث يعد في حالات قليلة العرض الأول في فقدان الشهية العصبي

وتورد البحوث الحديثة أنه على الرغم من أن فقدان الوزن نفسه يسبب توقف دورة الحيض، فإن 30% من مرضى فقدان الشهية العصبي تتوقف دورة الحيض لديهم قبل حدوث نقص الوزن، وليس من الضروري أن يستعيدوا دورة الحيض مرة ثانية بعد زيادة وزنهم.

ولذلك فقد افترض بعض الباحثين أن توقف دورة الحيض لدى مرضى فقدان الشهية العصبي جزء من الاضطراب الوظيفي في منطقة ما تحت المهاد، والذي يتضمن مشكلات في تنظيم الحرارة، وتوازن السوائل، والنشاط البدني، والنشاط الجنسي، والأكل.

 

ويمكن أن يؤدي التقيؤ وإساءة استخدام ملينات الأمعاء إلى هبوط نسبة البوتاسيوم في الدم، وإلى زيادة قلوية الدم. وهذه الجوانب الشاذة يمكن أن تسبب الصرع أو الموت، وذلك بتأثير من عدم انتظام نبض القلب (ولو أن الحالة الأخيرة نادرة).

كما يحدث شذوذ في إفراز الهرمونات، فمثلاً يرتفع مستوى هرمون النمو ويزداد الكورتيزول في الدم، مع فقد تغيراته اليومية الطبيعية.

ومن الممكن أن يتسبب فقدان الشهية العصبي أيضاً في تعقيدات طبية مهمة للحياة، وأهم هذه التعقيدات متصلة بالجوع أو نقص الطعام. وقد ظهرت علاقة فقدان الشهية العصبي والتغيرات في كل من: الجهاز القلبي الوعائي، والدم، والكلى، والغدد الصماء، والهيكل العظمي، ومسامية العظم.

 

ويترتب على جوانب الشذوذ في الجهاز المعدي والأمعاء، إحساس مبالغ فيه بامتلاء المعدة، وآلام في البطن، وتأثر حركة الأمعاء، والإمساك. وتجدر الإشارة إلى أن إعادة التغذية إذا تمت بسرعة يصاحبها عادة استسقاء طرفي.

ولكن الآثار الجسمية ليست وحدها المترتبة على فقدان الشهية العصبي، فمن نتائجها أيضاً الآثارالعقلية أو النفسية، وهذا ما نعرض له في الفقرة التالية

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى