الفيزياء

مراحل اكتشاف وتطوّر “النظرية النسبية” بواسطة العلماء

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الثاني

صبري الدمرداش

KFAS

النظرية النسبية تطور النظرية النسبية الفيزياء

• النظرية النسبية

نعم لقد تذكرت آينشتاين، بل وقفز اسمه إلى ذهي آنياً وآلياً، عندما وقعت عينيَّ على هذا العنوان.

غير أنه – في الحقيقة – لم يكن أول من أدرك فكرة النسبية. وإنما تنبه إليها من العلماء كثيرون وكثيرون .

فكوبرنيكوس مثلا قد أدرك، في القرن السادس عشر، أصول الحركة النسبية عندما ضرب مثلاً كأنه مستل من فكر آينشتاين، وهو المثل الخاص برؤية المسافر على ظهر سفينة لحركة الإجسام على الشاطئ في اتجاه مخالف لاتجاه سيرة السفينة. وكذلك تفسيره لحركة الأجرام السماوية بفرض دوران الأرض لا دوران القبة السماوية! .

كذلك بشَّر جاليليو، في القرن السابع عشر ، بإحدى أفكار النسبية عندما فسَّر عملية سقوط الحجر من قمة برج أو صاري مركب عند قاعدة كل منهما على الرغم من تحرك الأرض في الحالة الأولى والمركب في الحالة الثانية ! .

 

كما أسهمت تجربة مايكلسون – مورلي الشهيرة في صياغتها، بل كانت بمثابة النقطة الحقيقية التي منها بدأ آينشتاين بحوثه التي أوصلته إلى النظرية النسبية. وكان هدف هذين العالمين الأمريكيين، وأحدهما فيزيقي والآخر كيميائي وفيزيقي، تعيين سرعة جريان الأرض في الأثير، بحساب مقدار ما تتأثر به سرعة الضوء من سرعة الأرض.

ولكن التجربة أخفقت في إثبات أن سرعة الأرض لها أي تأثير في سرعة الضوء. على خلاف ما كان ينتظر. ومن هنا نشأت النسبية!. والحق أن هذه التجربة – رغم سلبية نتيجتها – لتعتبر من أخطر التجارب في تاريخ الكشف والفتح العلميين.

وعندما علق آينشتاين في عام 1931، نفس العام الذي مات فيه مايكلسون، على التجربة بقوله : "إن تحديد السرعة المطلقة في الكون لهو أمرٌ مستحيل بأية تجربة كانت" يكون قد أرسى بذلك أساساً في نظريته، ولم يكن تعليقه هذا في الواقع إلا بمثابة اعتراف بالفضل والسبق لمجريي التجربة الخالدة التي وضعت لبنة أساسية في بناء النظرية النسبية .

كذلك كانت نظرية بلانك من الأسس التي اعتمد عليها آينشتاين في صياغته للنسبية الخاصة في مجال شرحه أثر الصورة الضوئية .

 

كما مهَّد الكشف الذي توصل إليه فيتزجرالد عام 1892، انكماش فيتزجرالد، الطريق لاكتمال تلك النظرية، وأخيراً أتى الفارس.

لمع آينشتاين عندما استفاد من خبرات كل من سبقوه وعاصروه وطلع على العالم بفاتنة جذبت انتباه الخاصة والعامة معاً وتحوَّل بسببها، ولأول مرة في التاريخ، من عالم فيزيقي إلى شخصية جماهيرية عالمية .

ولم ينته الأمر عند آينشتاين، وإنما بعد موته جاء من يُضفي بعض "اللمسات" الخفيفة على نظريته النسبية من مثل فيليب جود وهنري هيل وراند ال بوس، حيث صححوا خطأ آينشتاين في حساباته الخاصة بالتذبذبات الصغيرة في مدار كوكب عطارد حول الشمس .

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى