التاريخ

تعيين العالم “ديفي” محاضراً في المعهد الملكي

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الثاني

صبري الدمرداش

KFAS

ديفي والمعهد الملكي التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

كروان …. المعهد الملكي!

قدّمنا لعالمنا بأنه المحاضر الموهوب، ونزيد هذا تفصيلاً .

لما اشتهرت بعض المباحث الكيميائية لديفي دعاه الكونت رمفورد، منشئ معهد لندن الملكي، إلى إدارة المعمل الكيميائي فيه.

وكان ديفي حينئذ شاباً في الربيع الثاني والعشرين وهيئته تدل على حداثته . فما رآه الكونت أسقط في يده فظنَّ به الظنون، أقلها أنه دون ما سمع عنه كثيراً.

فقرر ألاّ يسمح له بمحاضرة الجمهور إلاّ بعدما يحاضره هو أولاً على حدة . وكم سُرَّ ديفي لهذا القرار.

 

فكثيراً ما حاضر جدران حجرته وأشجار حديقته وأمواج البحر ورفاق الدراسة! فما سمعه الكونت قال : "دعوه يطلب ما يشاء ويقترح ما يريد" . كان ذلك في الربيع فلم يدخل الصيف حتى كان ديفي محاضراً .

وكان لمحاضرته الأولى عظيم الوقع لدى مستمعيه. فطبَّق اسمه مدينة لندن وأقبل عليه وجهاؤها من علماء وأدباء ومشاهير ونساء مثقفات، فاختلب عليهم عقولهم بسحر بيانه وغزارة علمه وحضور بديهته وقوة حجته وغرابة تجاربه، وأخذ الناس على المعهد الملكي بلندن يتقاطرون، ومن كل حدبٍ وصوبٍ ينسلون، حتى غدا كدارٍ للمسرح يقصدها القاصدون طمعاً في التسلية وطلباً للفائدة .

 

وانهالت عليه العطايا والهدايا، وصار كبراء القوم وعليتهم يدعونه إلى منازلهم مُباهين به  ومُفاخرين.

وكان من بواكير عمله في المعهد الملكي، عندما عُيِّن به محاضراً، عنايته بالكيمياء العملية. فألقى سلسلة محاضرات في كيمياء الدِّباغة حقائقها من نتائج تجاربه.

كما ألقى سلسلة أخرى في كيمياء الزراعة ظلَّ يُكرِّرها سنوات بناء  على طلب الجماهير! ثم طبعها في كتاب عَنوَنَهُ "مبادئ الكيمياء الزراعية"، وقد ظل هذا الكتاب هو العمدة في دراسة الزراعة خمسين سنةٍ ويزيد!.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى