الفيزياء

أهمية إكتشافات العالم “فرانكلين” في علم الكهرباء لكثير من العلماء الآخرين

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الثاني

صبري الدمرداش

KFAS

علم الكهرباء اكتشافات فرانكلين الفيزياء

فرانكلين … يكسر القاعدة !

هكذا كان لعالمنا القدر الأوفى والكعب الأعلى في علم الكهرباء. والواقع أن اهتمام فرانكلين بهذا العلم قد بدأ حوالي عام 1744، وفيما بين عامي 1747 و 1751 توصل إلى أهم كشوفه وبدأت تزهو سمعته العالية.

وعلى عكس القاعدة العامة التي تقول إن اعظم الكشوف في علم الفيزيقا قام بها رجالٌ في العقدين الثالث أو الرابع من حياتهم، فإن فرانكلين قد بدأ حياته العلمية في سن الأربعين .

لقد كان قبل ذلك مشغولاً بكسب قوته مما لا يدع لأعماله العلمية وقتاً كافياً . ولما عمل في الشؤون المالية ، وكذلك في خدمة قضايا وطنه السياسية، قرَّر أن يولي العلم جل اهتمامه.

 

"الفاتحة" …

سجلت تجارب فرانكلين الفريدة ونظرياته الرائعة بدء عهد جديد في علم الكهرباء . كما أنها كانت بمثابة "الفاتحة" لبحوثٍ ودراساتٍ وعلومٍ جديدة .

لقد كانت تجربته مثلا عن قطعة الفلين التي تتأرجح بين موصِّلين، تحمل في طياتها بذرة فكرة عظيمة لم يدركها فرانكلين نفسه .

فاليوم نعلم أن المكثف لا يفقد شحنته دفعةً واحدة ولكن في سلسلة متتالية من الذبذبات، وهي حقيقة في غاية الأهمية بالنسبة لعلمي اللاسلكي والالكترونيات الحديثين.

كذلك اكتشف فرانكلين ما يعرف اليوم ب "تأثير فاراداي" ، وهو أن الشحنة التي على جسم اسطواني أوكروي فارغ تكون على سطحه الخارجي فقط .

 

ولم يستطع فرانكلين تفسير هذه الظاهرة بدايةً، ولكن جاءه الجواب فيما بعد .. " تتنافر المادة الكهربائية ذاتياً ، وأن تناسق الموصل يؤدي إلى أن توزع المادة نفسها على السطح الخارجي" .

ومن هذا التفسير توصل بريستلي ، صديق فرانكلين ، إلى أن قانون الفعل الكهربائي لا بد أن يتبع قانون التربيع العكسي ، تماماً مثل قانون الجاذبية.

ومع أن هذا الاستنتاج كان قد نُشر، إلا أن أحداً لم ينتبه إليه وبقي مجهولاً لكي يعيد "تشارلس كولوم" اكتشافه بعد عشرات السنين ، ويطلق عليه اسم "قانون كولوم" .

 

وكانت هناك ميزة كبيرة لنظرية فرانكلين، وهي سهولة إجراء القياسات. إذْ ركزت الانتباه على كمية "المادة الكهربائية" أو الشحنة التي يكتسبها الجسم أو يفقدها .

وقد بنى علماء الكهرباء الذين كانوا أول من أجرى قياسات الكمية الكهربائية ، من مثل فولتا وبنيت وكانتون وكافندش، بنوا هذه القياسات على نظرية فرانكلين عن المادة المشتركة وعلى قانون عدم فناء الشحنة المستمدة من تلك النظرية .

 

العلم للعلم … والعلم للحياة

كثيراً ما يقال إن فرانكلين كان في معالجته للعلم لا يهتم أساسا، وإن لم يكن كليةً ، إلا بالاستفادة من تطبيقاته .

والحق أن اختراعات فرانكلين كانت من نوعين : أحدهما لمجرد الاستخدام ، مثل اختراعه "النظارات" ذات البؤرتين واختراعه جهازاً لإحضار الكتب من الأرفف بغير الوقوف فوق أحد الكراسي، واختراعه مدافئ متطورة، وتحسينه إنارة الشوارع .

والآخر تطبيقٌ لما توصِّل إليه من أفكار نظرية . فهو عندما كشف أثر الموصلات المدببة المتصلة بالأرض طبَّق هذا الكشف في اختراع مانعة الصواعق ، ولكنه لم يكشف هذه الحقائق أصلاً لكي يخترع ذلك الاختراع.

 

ولو كان فرانكلين قد اقتصر على معالجة العلم بشكل نفعي فقط، لكان من المشكوك فيه أن يدرس موضوع الكهرباء على الإطلاق ، لأنه لم يكن للكهرباء في القرن الثامن عشر سوى تطبيق عملي واحد وهو استخدام الصدمات الكهربائية في علاج الشلل.

لقد درس فرانكلين الطبيعة رغبةً منه في استجلاء أسرارها . ولكن لماذا اختار علم الكهرباء الساكنة لكي يكون محل دراساته الدقيقة؟.

لأن المصادفة جلبت له الأجهزة التي يمكن بواسطتها دراسة هذا الموضوع ، ولأنه سرعان ما أدرك أن هذه الدراسات تتفق وميوله واهتماماته وتتمشى وقدراته واستعداداته .

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى