التاريخ

خصائص أهرامات الميزو – الأمريكية وكيفية بناؤها

2016 علوم العصر الكلاسيكي وأوائل العصور الوسطى

جون كلارك مع مايكل ألابي وإيمي جان بيير

KFAS

التاريخ الأحافير وحياة ما قبل التاريخ

ليس هناك من علاقة بين الأهرامات المصرية وأهرامات أمريكا الوسطى وذلك على الرغم من التشابه الواضح بينهما.

شيدت الأهرامات الميزو الأمريكية بعد أهرامات مصر بآلاف السنين، وعلى نقيض أهرامات مصر التي شُيدت قبوراً للحكام، استخدمت أهرامات أمريكا الوسطى كمعابدَ عامةٍ لإقامة الطقوس الدينية والاحتفالات.

أدت ثورة بركان زايتل في وادي المكسيك حوالي عام 30 ميلادي إلى دفن مدينة كيوكيوليكو المجاورة، ولم يستكشف علماء الآثار أطلال المدينة والجزء الأسفل من هرمها الدائري الشكل إلا عام ١٩٢٢ م.

بُني الهرم على شكل أربع مصطبات (مدرجات) باستخدام الطين وكِسرات الصخور لتشييد الجزء الداخلي منه، وكسيت واجهاته بقطعٍ من الصخور البركانية. ويؤدي سطحان مائلان على جانبي الهرم إلى المعبد الذي تسنم القمة ذات اليوم.

تقع كيوكيوليكو على الجانب الجنوبي من مدينة مكسيكو سيتي المعاصرة، وبلغت سنام مجدها خلال السنوات من حوالي ٦٠٠ وحتى ٢٠٠ ق. م.، عندما دمرت بفعل فورة بركانية سابقة لجبل زايتل.

 

وقد شـُيد هرمها خلال هذه الفترة. خُصصت المعابد الدائرية للإله (الثعبان ذو الريش)، المعروف لدى الكثير من شعوب أمريكا الوسطى بالإله ككيولكان بينما يُسميه الأزتك كيوتزالكوتل، ويبدو أنه كان أهم إله عند شعب مدينة كيوكيوليكو.

انتشر تقليد بناء الأهرامات في الميزو أمريكا قبل تشييد هرم كيوكيوليكو بوقت طويل. فشعب الأولمك من أوائل الشعوب التي شيدت الأهرامات وذلك حوالي عام ٩٠٠ ق.م.

قرب مدينة لافنتا في ولاية تاباسكو المكسيكية. كانت حضارة الأولمك من أبرز الحضارات الميزو الأمريكية في الفترة قبل الكلاسيكية التي امتدت من عام ١٢٠٠ ق.م.

وحتى عام ٦٠٠ ميلادي. توسعت المدن الأولمكية حول هضابٍ مركزية تقام على قممها الطقوس الدينية وفي حوالي عام ٩٠٠ ق. م. أخذت الأهرامات محل الهضاب.

ونظراً لعدم اكتشاف أدلة على وجود سطوح مائلة او سلالم للوصول إلى قمة هرم لافنتا يعتقد المؤرخون أن الهرم نصبٌ أكثر من كونه مبنى ويعتبر رمزاً للجبل الذي اعتقد الأولمكيون أنه يتصل بالسماء وأنه مصدر الذرة التي اعتمدت عليها الزراعة.

 

كما أن شعب المايا، الذي ازدهرت حضارته بعد الألمكيين، بنى أهرامات مستخدماً في الغالب مِلاطاً كلسياً لتثبيت الأحجار الصخرية، تتميز أهرامات المايا بوجود سلالم شديدة الانحدار تؤدي إلى المعبد وكان استخدامه مقتصراً على الكهنة فقط.

من أكبر وأقدم المدن المايايية مدينة تيكال في غواتيمالا واستوطنت بين عامي 800 ق.م. و 900 ميلادي ليبلغ عدد سكانها في وقت من الأوقات 100,000 نسمة.

احتوى مركز المدنية قصوراً ومبانٍ مهمة أخرى علاوة على عددٍ من الأهرامات الصغيرة وستة أهرامات كبيرة جداً على قمة كلٍ منها معبد. رمز علماء الآثار إلى الأهرامات بالأرقام من الرقم واحد إلى الرقم ستة بحسب ترتيب تاريخ بنائها من الأقدم إلى الأحدث.

فالمعبد رقم (1) والذي ينتصب على قمته معبد جاكوار شيد عام 695 ميلادي، بينما شيد المعبد رقم (6) عام 766 ميلادي وأعلى، الأهرامات الستة ارتفاعاً الهرم رقم (4) المشيد عام 720 ميلادي إذ يبلغ ارتفاعه 230 قدماً (70 م) وتقود سلالمه إلى معبد الثعبان ذي الرأسين.

 

وصممت غرفة داخل المعبد بنظام صوتي يسمح للحضور في الساحة من تحت المعبد سماع صوت الكاهن، ويضم المعبد رفات أحد النبلاء المايين.

ورغم أن بعض علية القوم دفنوا في الأهرامات الميزو الأمريكية لكنها لم تكن مقابر بشكل رئيس، ويعتقد أن الأهرامات مثلت المستويات الكونية الثلاثة:عالم ما تحت الأرض والأرض وعالم السموات.

ففي عام 1971 استكشف كهف تحت هرم يقود نفق طويل فيه إلى غرفة على شكل ورقة قرنفل رباعية، احتوت الغرفة على عدة أغراضٍ مما يؤكد استخدامها حرماً للعبادة ويحتمل أن وجود الحرم سبق زمن تشييد الهرم فوقه بوقت طويل.

بعد فوران بركان كيوكيوليكو عام ٣٠ ميلادي هجر السكان المنطقة إلى تيوتيهوكان التي تبعد مسافة ٣٠ ميلاً (٥٠ كم) عن موقع مدينة مكسيكو سيتي الحالية. كانت تيوتيهوكان حينها مدينة صغيرة آهله بالسكان منذ عام ٤٠٠ ق.م.

 

على أقل تقدير، وأدى النزوح إلى حفز نمو عمراني سريع فيها. امتدت مدينة تيوتيهوكان في أوجها على مساحة ٨ أميال مربعة (٢١ كم٢) يسكنها ما بين ١٢٥,٠٠٠ و٢٠٠,٠٠٠ نسمة لتكون بذلك أكبر مدينة في العالم حينئذ.

اندثرت تيوتيهوكان عام ٧٥٠ ميلادي في حريق هائل؛ ولذلك عندما وصلها شعب الأزتك بعد قرون اعتقدوا أن مخلوقات خارقة (فوق طبيعية أوغيبية) شيدتها. ولا نعلم تحديداً الاسم الأصلي للمدينة، إذ استخدم الأزتكيون التسمية نفسها وتعنى في لغتهم مثوى الآلهة.

ويمر في وسط المدينة شارع الأموات بعرض ١٣٠ قدماً (٤٠ م) وبطول ١.٥ ميلٍ (٢.٤ كم). ويقع في الطرف الشمالي للشارع هرم القمر وعلى جانبيه منصات وأهرامات أصغر حجماً، يتألف هرم القمر من لب مُصمت هرمي الشكل مشيد من كِسارة الحجارة ويحيط باللب هرمان آخران، ويبلغ ارتفاعه ١٤٠ قدماً (٤٣ م). استكشف علماء الآثار عام ١٩٩٨ في أعماق هرم القمر تجاويف طمرت فيها مشغولات ذات قيمة عالية.

 

وينتصب معبد الثعبان ذو الريش على هرمٍ مشيد في الطرف الجنوبي من شارع الأموات. واستكشف فيه رفات ١٨ رجلاً يُعتقد أنها لجنود قُدموا قرابين في طقوس دينية.

أما أكبر أهرامات شارع الأموات حجماً فهو هرم الشمس الذي ينتصب على الجانب الشرقي من الشارع ويبلغ ارتفاعه ٢١٦ قدماً (٦٦م) وتبلغ أطوال أضلاع قاعدته ٧٢٠×٧٦٠ قدماً (٢٢٠×٢٣٢ مترا)، واستكشف كهف تحته يُعتقد أنه كان حرم المعبد.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى